ذكر أحاديث في البعث
قال : عن سفيان الثوري سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، عن عبد الله ، قال : يرسل الله ريحا فيها صر باردة ، وزمهريرا باردة ، فلا يبقى على الأرض مؤمن إلا كفت بتلك الريح ، ثم تقوم الساعة . وذكر الحديث كما تقدم في المقال قبله .
وقال ابن أبي الدنيا : أخبرنا أبو خيثمة ، حدثنا أخبرنا يزيد بن هارون ، حماد بن سلمة ، عن يعلى بن عطاء ، عن وكيع بن عدس ، أبي رزين ، قال : قلت : يا رسول الله ، وما آية ذلك في خلقه؟ قال : " يا كيف يحيي الله الموتى؟ أبا رزين ، أما مررت بوادي أهلك محلا ، ثم مررت به يهتز خضرا ؟ " . قلت : بلى . قال : " فكذلك يحيي الله الموتى ، وذلك آيته في [ ص: 346 ] خلقه " . وقد رواه عن عمه عن الإمام أحمد ، عبد الرحمن بن مهدي ، وغندر ، كلاهما عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، به ، نحوه أو مثله .
وقد رواه من وجه آخر ، فقال : حدثنا الإمام أحمد علي بن إسحاق ، حدثنا أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، سليمان بن موسى ، أبي رزين العقيلي ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى؟ قال : " أمررت بأرض من أرضك مجدبة ، ثم مررت بها مخصبة ؟ " قال : قلت : نعم . قال : " كذلك النشور " . قال : قلت : يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ قال : " أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما ، وأن تحرق بالنار أحب إليك من أن تشرك بالله ، وأن تحب غير ذي نسب لا تحبه إلا لله عز وجل ، فإذا كنت كذلك فقد دخل حب الإيمان في قلبك ، كما دخل حب الماء قلب الظمآن في اليوم القائظ " . قلت : يا رسول الله ، كيف لي بأن أعلم أني مؤمن؟ قال : " ما من أمتي ، أو هذه الأمة عبد يعمل حسنة ، فيعلم أنها حسنة ، وأن الله عز وجل جازيه بها خيرا ، ولا يعمل سيئة ، فيعلم أنها سيئة ، ويستغفر الله عز وجل منها ، ويعلم أنه لا يغفر إلا هو - إلا وهو مؤمن " . تفرد به عن أحمد .