ذكر جماع أهل الجنة لنسائهم من غير مني ولا أولاد إلا إن شاء أحدهم الولد
قال الله تعالى إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون [ يس : 55 ، 56 ] .
قال ابن مسعود ، وغير واحد : شغلهم افتضاض الأبكار . وقال تعالى : وابن عباس وزوجناهم بحور عين [ الدخان : 54 ] .
[ ص: 349 ] وقال : حدثنا أبو داود الطيالسي - عن عمران - هو ابن داور القطان قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " " . ورواه يعطى الرجل في الجنة قوة كذا وكذا من النساء " . قلت : يا رسول الله ، ويطيق ذلك ؟ قال : " يعطى قوة مائة الترمذي من حديث أبي داود ، وقال : صحيح غريب .
وروى من حديث الطبراني الحسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، قال : أبي هريرة " . قال قيل : يا رسول الله أنصل ، وفي رواية : هل نفضي في الجنة إلى نسائنا ؟ فقال : " والذي نفسي بيده ، إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء الحافظ الضياء : هذا عندي على شرط الصحيح .
وقال البزار : حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن عمارة بن راشد ، عن قال : أبي هريرة " . سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يمس أهل الجنة أزواجهم ؟ فقال : " نعم ، بذكر لا يمل ، وشهوة لا تنقطع
[ ص: 350 ] ثم قال البزار : لا نعلم رواه عن عمارة بن راشد سوى عبد الرحمن بن زياد ، وقد كان عبد الرحمن هذا حسن العقل ، ولكن وقع على شيوخ مجاهيل ، فحدث عنهم بأحاديث مناكير ، فضعف حديثه ، وهذا مما أنكر عليه .
وقال حرملة ، عن ابن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن عبد الرحمن بن حجيرة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قيل له : أنطأ في الجنة ؟ قال : " نعم ، والذي نفسي بيده دحما دحما ، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا " .
وقال : حدثنا الطبراني إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي ، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي ، حدثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي ، حدثنا شريك ، عن عاصم بن سليمان الأحول ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " . ثم قال : تفرد به إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا معلى .
وقال : حدثنا الطبراني أحمد بن يحيى الحلواني ، حدثنا ، حدثنا سويد بن سعيد خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، عن خالد بن معدان ، عن أبي أمامة ، " . ولما كان المني يقطع لذة الجماع ، والمنية تقطع لذة الحياة كانا منفيين عن أهل الجنة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أيجامع أهل الجنة ؟ قال : " دحما دحما " ، [ ص: 351 ] ولكن لا مني ولا منية
وقال : حدثنا الطبراني عبدان بن أحمد ، حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، حدثنا صدقة ، عن هاشم بن زيد ، عن سليم أبي يحيى أنه سمع أبا أمامة يحدث أنه " . سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسئل : يتناكح أهل الجنة ؟ قال : " نعم ، بذكر لا يمل وشهوة لا تنقطع ، دحما دحما
فأما إذا أراد أحدهم ، أن يولد له ، كما كان في الدنيا ، وأحب الأولاد ، فقد قال الإمام أحمد : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا ، حدثني أبي ، عن معاذ بن هشام عامر الأحول ، عن أبي الصديق ، عن أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " أبي سعيد الخدري ، " . وكذا رواه إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة ، كما يشتهي الترمذي جميعا ، عن وابن ماجه عن محمد بن بشار ، به . وقال معاذ بن هشام ، الترمذي : حسن غريب .
وقال الحافظ الضياء المقدسي : وهو عندي على شرط مسلم . والله أعلم .
وقد رواه عن الحاكم ، الأصم ، عن محمد بن عيسى ، عن سلام بن [ ص: 352 ] سليمان ، أنبأنا سلام الطويل ، عن زيد العمي ، عن أبي الصديق الناجي ، به وضعفه بمرة . البيهقي
وقال عن سفيان الثوري أبان ، عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد قال : قيل : يا رسول الله ، أيولد لأهل الجنة ؟ فإن الولد من تمام السرور ؟ فقال : " نعم ، والذي نفسي بيده ، ما هو إلا كقدر ما يتمنى أحدكم فيكون حمله ، ورضاعه ، وشبابه " . وهذا السياق يدل على أن هذا أمر يقع لأهل الجنة ، خلافا لما حكاه البخاري عن والترمذي ، إسحاق بن راهويه ، أن ذلك محمول على أنه لو أراد ذلك كان ، ولكنه لا يريده .
ونقل عن جماعة من التابعين ، كطاوس ومجاهد ، وغيرهم أن الجنة لا توالد فيها . وهذا صحيح ، وذلك أن جماعهم لا يقتضي ولدا كما هو الواقع في الدنيا ، فإن الدنيا دار يراد فيها بقاء النسل لتعمر ، وأما الجنة فالمراد فيها بقاء اللذة ، ولهذا لا يكون في جماعهم مني يقطع لذة جماعهم ، ولكن إذا أحب أحدهم الولد يقع ذلك كما يريد ، قال الله تعالى : وإبراهيم النخعي ، لهم فيها ما يشاءون [ النحل : 31 ] . وقال : وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين [ الزخرف : 71 ] .