قال ، عن يونس بن بكير ابن إسحاق : وكانت بعد وقعة بدر بستة أشهر . قال ابن إسحاق : وكان من حديثها أن قريشا خافوا طريقهم التي كانوا يسلكون إلى الشام حين كان من وقعة بدر ما كان ، فسلكوا طريق العراق فخرج منهم تجار ، فيهم أبو سفيان ومعه فضة كثيرة ، وهي عظم تجارتهم ، واستأجروا رجلا من بكر بن وائل يقال له : فرات بن حيان - يعني العجلي حليف بني سهم - ليدلهم على تلك الطريق . قال ابن إسحاق : فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيهم على ماء يقال له : القردة . من مياه زيد بن حارثة نجد فأصاب تلك العير وما فيها ، وأعجزه الرجال ، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال في ذلك حسان بن ثابت : [ ص: 324 ]
دعوا فلجات الشام قد حال دونها جلاد كأفواه المخاض الأوارك بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم
وأنصاره حقا وأيدي الملائك إذا سلكت للغور من بطن عالج
فقولا لها ليس الطريق هنالك
قال الواقدي : كان خروج في هذه السرية مستهل جمادى الأولى على رأس ثمانية وعشرين شهرا من الهجرة ، وكان رئيس هذه العير زيد بن حارثة صفوان بن أمية وكان سبب بعثه أن زيد بن حارثة نعيم بن مسعود قدم المدينة ومعه خبر هذه العير ، وهو على دين قومه ، واجتمع بكنانة بن أبي الحقيق في بني النضير ومعهم سليط بن النعمان وكان أسلم ، فشربوا ، وكان ذلك قبل أن تحرم الخمر ، فتحدث بقضية العير نعيم بن مسعود وخروج صفوان بن أمية فيها ، وما معه من الأموال ، فخرج سليط من ساعته فأعلم [ ص: 325 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعث من وقته فلقوهم ، فأخذوا الأموال ، وأعجزهم الرجال ، وإنما أسروا رجلا أو رجلين وقدموا بالعير ، فخمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبلغ خمسها عشرين ألفا ، وقسم أربعة أخماسها على السرية ، وكان فيمن أسر الدليل زيد بن حارثة فرات بن حيان فأسلم رضي الله عنه .
قال ابن جرير : وزعم الواقدي أن في ربيع من هذه السنة عثمان بن عفان صلى الله عليه وسلم أم كلثوم بنت رسول الله ، وأدخلت عليه في جمادى الآخرة منها . تزوج