[ ص: 384 ] nindex.php?page=treesubj&link=31851ذكر ثناء الله ورسوله الكريم على عبد الله وخليله إبراهيم
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين [ البقرة : 124 ] . لما وفى ما أمره ربه به من التكاليف العظيمة جعله للناس إماما يقتدون به . ويأتمون بهديه ، وسأل الله أن تكون هذه الإمامة متصلة بسببه وباقية في نسبه وخالدة في عقبه ، فأجيب إلى ما سأل ورام وسلمت إليه الإمامة بزمام ، واستثني من نيلها الظالمون ، واختص بها من ذريته العلماء العاملون ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين [ العنكبوت : 27 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم [ الأنعام : 84 - 87 ] . فالضمير في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84ومن ذريته عائد على
إبراهيم على المشهور
ولوط ، وإن كان ابن أخيه إلا أنه دخل في الذرية تغليبا ، وهذا هو الحامل للقائل الآخر أن الضمير على
نوح ، كما قدمنا في قصته ، والله أعلم .
[ ص: 385 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب [ الحديد : 26 ] . الآية .
فكل كتاب أنزل من السماء على نبي من الأنبياء بعد
إبراهيم الخليل فمن ذريته وشيعته ، وهذه خلعة سنية لا تضاهى ، ومرتبة علية لا تباهى ، وذلك أنه ولد له لصلبه ولدان ذكران عظيمان ؛
إسماعيل من
هاجر ، ثم
إسحاق من
سارة ، وولد لهذا
يعقوب وهو
إسرائيل الذي ينتسب إليه سائر أسباطهم فكانت فيهم النبوة ، وكثروا جدا بحيث لا يعلم عددهم إلا الذي بعثهم ، واختصهم بالرسالة والنبوة حتى ختموا
بعيسى ابن مريم من
بني إسرائيل .
nindex.php?page=treesubj&link=29237وأما إسماعيل عليه السلام فكانت منه العرب على اختلاف قبائلها ، كما سنبينه فيما بعد إن شاء الله تعالى ، ولم يوجد من سلالته من الأنبياء سوى خاتمهم على الإطلاق وسيدهم ، وفخر بني آدم في الدنيا ، والآخرة ؛
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي المكي ثم المدني صلوات الله وسلامه عليه ، فلم يوجد من هذا الفرع الشريف والغصن المنيف سوى هذه الجوهرة الباهرة ، والدرة الزاهرة ، وواسطة العقد الفاخرة ، وهو السيد الذي يفتخر به أهل الجمع ، ويغبطه الأولون والآخرون يوم القيامة .
وقد ثبت عنه في صحيح
مسلم ، كما سنورده أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509774سأقوم مقاما يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم . فمدح
إبراهيم أباه مدحة عظيمة في هذا السياق ، ودل كلامه على أنه أفضل الخلائق بعده عند الخلاق في هذه
[ ص: 386 ] الحياة الدنيا ويوم يكشف عن ساق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا
جرير ، عن
منصور ، عن
المنهال ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ، ويقول : إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . ورواه أهل السنن من حديث
منصور به . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=260وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم [ البقرة : 260 ] . ذكر المفسرون لهذا السؤال أسبابا بسطناها في التفسير وقررناها بأتم تقرير ، والحاصل أن الله عز وجل أجابه إلى ما سأل فأمره أن يعمد إلى أربعة من الطيور ، واختلفوا في تعيينها على أقوال ، والمقصود حاصل على كل تقدير ، فأمره أن يمزق لحومهن وريشهن ، ويخلط ذلك بعضه في بعض ، ثم يقسمه قسما ، ويجعل على كل جبل منهن جزءا ففعل ما أمر به ، ثم أمر أن يدعوهن بإذن ربهن ، فلما دعاهن جعل كل عضو يطير إلى صاحبه ، وكل ريشة تأتي إلى أختها حتى اجتمع بدن كل طائر على ما كان عليه ، وهو ينظر إلى قدرة الذي يقول
[ ص: 387 ] للشيء : كن فيكون فأتين إليه سعيا ليكون أبين له وأوضح لمشاهدته من أن يأتين طيرانا . ويقال : إنه أمر أن يأخذ رءوسهن في يده فجعل كل طائر يأتي فتلقاه رأسه فيتركب على جثته كما كان ، فلا إله إلا الله . وقد كان
إبراهيم عليه السلام يعلم قدرة الله تعالى على إحياء الموتى علما يقينا لا يحتمل النقيض ، ولكن أحب أن يشاهد ذلك عيانا ، ويترقى من علم اليقين إلى عين اليقين فأجابه الله إلى سؤاله ، وأعطاه غاية مأموله . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين [ آل عمران : 65 - 68 ] . ينكر تعالى على أهل الكتاب من
اليهود والنصارى في دعوى كل من الفريقين كون الخليل على ملتهم وطريقتهم ، فبرأه الله منهم وبين كثرة جهلهم وقلة عقلهم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده . أي فكيف يكون على دينكم ، وأنتم إنما شرع لكم ما شرع بعده بمدد متطاولة ؟ ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65أفلا تعقلون إلى أن قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=67ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين . فبين أنه كان على دين الله الحنيف ، وهو القصد إلى الإخلاص ، والانحراف عمدا عن الباطل إلى الحق الذي هو مخالف لليهودية والنصرانية والمشركية ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=130ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون [ البقرة : 130 - 140 ] .
[ ص: 388 ] فنزه الله عز وجل خليله عليه السلام عن أن يكون يهوديا أو نصرانيا ، وبين أنه إنما كان حنيفا مسلما ولم يكن من المشركين ؛ ولهذا قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه . يعني الذين كانوا على ملته من أتباعه في زمانه ومن تمسك بدينه من بعدهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68وهذا النبي يعني
محمدا صلى الله عليه وسلم فإن الله شرع له الدين الحنيف الذي شرعه للخليل وكمله الله تعالى له ،
[ ص: 389 ] وأعطاه ما لم يعط نبيا ولا رسولا قبله ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=161قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين [ الأنعام : 161 - 163 ] . وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين [ النحل : 120 - 123 ] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
إبراهيم بن موسى ، حدثنا
هشام ، عن
معمر ، عن
أيوب ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس nindex.php?page=treesubj&link=31856أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت ، ورأى إبراهيم وإسماعيل بأيديهما الأزلام ، فقال : قاتلهم الله ، والله إن استقسما بالأزلام قط . لم يخرجه
مسلم ، وفي بعض ألفاظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قاتلهم الله لقد علموا أن شيخنا لم يستقسم بها قط .
فقوله أمة أي قدوة إماما مهتديا داعيا إلى الخير يقتدى به فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120قانتا لله أي خاشعا له في جميع حالاته وحركاته وسكناته حنيفا أي مخلصا على بصيرة ولم يك من المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=121شاكرا لأنعمه . أي قائما بشكر ربه بجميع جوارحه من قلبه ولسانه وأعماله
[ ص: 390 ] اجتباه أي اختاره الله لنفسه واصطفاه لرسالته واتخذه خليلا ، وجمع له بين خيري الدنيا والآخرة . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا [ النساء : 125 ] . يرغب تعالى في اتباع
إبراهيم عليه السلام ؛ لأنه كان على الدين القويم والصراط المستقيم ، وقد قام بجميع ما أمره به ربه ، ومدحه تعالى بذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى [ النجم : 37 ] . ولهذا اتخذه الله خليلا ، والخلة هي غاية المحبة ، كما قال بعضهم :
قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا
وهكذا نال هذه المنزلة خاتم الأنبياء وسيد الرسل ؛
محمد صلوات الله وسلامه عليه ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث
جندب البجلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمرو ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
يا أيها الناس إن الله اتخذني خليلا ، كما اتخذ إبراهيم خليلا . وقال أيضا في آخر خطبة خطبها
أيها الناس لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن صاحبكم خليل الله . أخرجاه من حديث
أبي سعيد ، وثبت أيضا من حديث
عبد الله بن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود .
[ ص: 391 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه ، حدثنا
سليمان بن حرب ، حدثنا
شعبة ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
سعيد بن جبير ، عن
عمرو بن ميمون قال :
إن معاذا لما قدم اليمن صلى بهم الصبح فقرأ : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125واتخذ الله إبراهيم خليلا . فقال رجل من القوم : لقد قرت عين أم إبراهيم . وقال
ابن مردويه : حدثنا
عبد الرحيم بن محمد بن مسلم ، حدثنا
إسماعيل بن أحمد بن أسيد ، حدثنا
إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني بمكة ، حدثنا
عبد الله الحنفي ، حدثنا
زمعة بن صالح ، عن
سلمة بن وهرام ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509775جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم ، وإذا بعضهم يقول : عجب أن الله اتخذ من خلقه خليلا ، فإبراهيم خليله . وقال آخر : ماذا بأعجب من أن الله كلم موسى تكليما . وقال آخر : فعيسى روح الله وكلمته . وقال آخر : آدم اصطفاه الله . فخرج عليهم فسلم . وقال : قد سمعت كلامكم ، وعجبكم أن إبراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى كليمه وهو كذلك ، وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ألا وإني حبيب الله ، ولا فخر ، ألا وإني أول شافع وأول مشفع ، ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلقة باب الجنة فيفتحه الله فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ، وأنا أكرم الأولين والآخرين يوم القيامة ، ولا فخر . هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وله شواهد من وجوه أخر ، والله أعلم .
[ ص: 392 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في مستدركه من حديث
قتادة ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509776أتنكرون أن تكون الخلة لإبراهيم ، والكلام لموسى ، والرؤية لمحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
محمود بن خالد السلمي ، حدثنا
الوليد ، عن
إسحاق بن يسار قال : لما اتخذ الله
إبراهيم خليلا ألقى في قلبه الوجل حتى إن كان خفقان قلبه ليسمع من بعد ، كما يسمع خفقان الطير في الهواء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : كان
إبراهيم عليه السلام يضيف الناس ، فخرج يوما يلتمس إنسانا يضيفه فلم يجد أحدا يضيفه ، فرجع إلى داره فوجد فيها رجلا قائما ، فقال : يا عبد الله ما أدخلك داري بغير إذني ؟ قال : دخلتها بإذن ربها . قال : ومن أنت ؟ قال : أنا ملك الموت أرسلني ربي إلى عبد من عباده أبشره بأن الله قد اتخذه خليلا . قال : من هو ، فوالله إن أخبرتني به ، ثم كان بأقصى البلاد لآتينه ، ثم لا أبرح له جارا حتى يفرق بيننا الموت . قال : ذلك العبد أنت . قال : أنا ! قال : نعم . قال : فبم اتخذني ربي خليلا ؟ قال : بأنك تعطي الناس ولا تسألهم . رواه
ابن أبي حاتم ، وقد ذكره الله تعالى في القرآن كثيرا في غير ما موضع بالثناء عليه والمدح له ، فقيل : إنه مذكور في خمسة وثلاثين موضعا ، منها خمسة عشر في البقرة وحدها ، وهو أحد
nindex.php?page=treesubj&link=31804أولي العزم الخمسة المنصوص على أسمائهم
[ ص: 393 ] تخصيصا من بين سائر الأنبياء في آيتي الأحزاب والشورى ، وهما قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=7وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا [ الأحزاب : 7 ] . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه [ الشورى : 13 ] . الآية ، ثم هو أشرف أولي العزم بعد
محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي وجده عليه السلام في السماء السابعة مسندا ظهره بالبيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم ، وما وقع في حديث
شريك بن أبي نمر ، عن
أنس في حديث الإسراء ؛ من أن
إبراهيم في السادسة
وموسى في السابعة ، فمما انتقد على
شريك في هذا الحديث والصحيح الأول .
ثم مما يدل على
nindex.php?page=treesubj&link=29638أن إبراهيم أفضل من موسى الحديث الذي قال فيه :
وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم . رواه
مسلم من حديث
أبي بن كعب رضي الله عنه ، وهذا هو المقام المحمود الذي أخبر عنه صلوات الله وسلامه عليه بقوله :
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، ولا فخر . ثم ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=30380استشفاع الناس بآدم ، ثم
بنوح ، ثم
بإبراهيم ، ثم
موسى ، ثم
عيسى فكلهم يحيد عنها ، حتى يأتوا
محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509777أنا لها أنا لها . الحديث .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
علي بن عبد الله ، حدثنا
يحيى بن سعيد ، حدثنا
[ ص: 394 ] عبد الله ، حدثني سعيد ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
قيل : يا رسول الله من أكرم الناس ؟ قال : أتقاهم . قالوا : ليس عن هذا نسألك . قال : فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله . قالوا : ليس عن هذا نسألك . قال : فعن معادن العرب تسألوني ؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا .
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في مواضع أخر ،
ومسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طرق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله ، وهو ابن عمر العمري به .
، ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال
أبو أسامة ،
ومعتمر ، عن
عبيد الله ، عن
سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : وقد أسنده في موضع آخر من حديثهما ، وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة بن سليمان ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث
محمد بن بشر أربعتهم عن
عبيد الله بن عمر ، عن
سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكروا أباه .
وقال
أحمد : حدثنا
محمد بن بشر ، حدثنا
محمد بن عمرو ، حدثنا
أبو سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله . تفرد به
أحمد . وقال
أحمد : حدثنا
محمد بن بشر ، حدثنا
محمد بن عمرو ، حدثنا
أبو سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن . تفرد به
أحمد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
عبدة ، حدثنا
عبد الصمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن
ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن [ ص: 395 ] إسحاق بن إبراهيم . تفرد به من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن
ابن عمر به .
فأما الحديث الذي رواه الإمام
أحمد ، حدثنا
يحيى ، عن
سفيان ، حدثني
مغيرة بن النعمان ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم :
يحشر الناس حفاة عراة غرلا فأول من يكسى إبراهيم عليه السلام . ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104كما بدأنا أول خلق نعيده . فأخرجاه في الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة بن الحجاج ، كلاهما عن
مغيرة بن النعمان النخعي الكوفي ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس به . وهذه الفضيلة المعينة لا تقتضي الأفضلية بالنسبة إلى ما قابلها مما ثبت لصاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون ، وأما الحديث الآخر الذي قال الإمام
أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ،
وأبو نعيم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان هو الثوري ، عن
مختار بن فلفل ، عن
أنس بن مالك قال :
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا خير البرية فقال : " ذاك إبراهيم " . فقد رواه
مسلم من حديث
الثوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16410وعبد الله بن إدريس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16637وعلي بن مسهر ،
nindex.php?page=showalam&ids=17011ومحمد بن فضيل أربعتهم عن
المختار بن فلفل . وقال
الترمذي : حسن صحيح . وهذا من باب الهضم ، والتواضع مع والده الخليل عليه السلام ، كما قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509778nindex.php?page=treesubj&link=29638_28753لا تفضلوني على الأنبياء . وقال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509779لا تفضلوني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى [ ص: 396 ] باطشا بقائمة العرش ، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور . وهذا كله لا ينافي ما ثبت بالتواتر عنه صلوات الله وسلامه عليه من أنه
nindex.php?page=treesubj&link=28753_25037سيد ولد آدم يوم القيامة . وكذلك حديث
أبي بن كعب في صحيح مسلم
وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم . ولما كان
إبراهيم عليه السلام أفضل الرسل وأولي العزم بعد
محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أمر المصلي أن يقول في تشهده ما ثبت في الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة ، وغيره قال : قلنا : يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال :
قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى . قالوا : وفى جميع ما أمر به . وقام بجميع خصال الإيمان وشعبه ، وكان لا يشغله مراعاة الأمر الجليل عن القيام بمصلحة الأمر القليل ، ولا ينسيه القيام بأعباء المصالح الكبار عن الصغار قال
عبد الرزاق : أنبأنا
معمر ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه ، عن
ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن [ البقرة : 124 ] . قال : ابتلاه الله بالطهارة خمس في الرأس ، وخمس في الجسد فأما التي في الرأس ؛
nindex.php?page=treesubj&link=758قص الشارب ،
nindex.php?page=treesubj&link=781_785والمضمضة ، والسواك ، والاستنشاق ، وفرق
[ ص: 397 ] الرأس . وأما التي في الجسد ؛
nindex.php?page=treesubj&link=778تقليم الأظفار ،
nindex.php?page=treesubj&link=753وحلق العانة ،
nindex.php?page=treesubj&link=738والختان ،
nindex.php?page=treesubj&link=763ونتف الإبط ، وغسل أثر الغائط والبول بالماء . رواه
ابن أبي حاتم . وقال : وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ،
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
والنخعي ،
وأبي صالح ،
وأبي الجلد نحو ذلك . قلت : وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
الفطرة خمس ؛ الختان ، والاستحداد ، وقص الشارب ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط . وفي صحيح مسلم ، وأهل السنن من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
زكريا بن أبي زائدة ، عن
مصعب بن شيبة العبدري المكي الحجبي ، عن
طلق بن حبيب العنزي ، عن
عبد الله بن الزبير ، عن
عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509780عشر من الفطرة ؛ قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، واستنشاق الماء ، وقص الأظفار ، وغسل البراجم ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وانتقاص الماء يعني الاستنجاء . وسيأتي في ذكر مقدار عمره الكلام على الختان ، والمقصود أنه عليه الصلاة والسلام كان لا يشغله القيام بالإخلاص لله عز وجل ، وخشوع العبادة العظيمة عن مراعاة مصلحة بدنه ، وإعطاء كل عضو ما يستحقه من الإصلاح والتحسين ، وإزالة ما
[ ص: 398 ] يشين من زيادة شعر أو ظفر ، أو وجود قلح أو وسخ ، فهذا من جملة قوله تعالى في حقه من المدح العظيم
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى .
[ ص: 384 ] nindex.php?page=treesubj&link=31851ذِكْرُ ثَنَاءِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ الْكَرِيمِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَخَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [ الْبَقَرَةِ : 124 ] . لَمَّا وَفَّى مَا أَمَرَهُ رَبُّهُ بِهِ مِنَ التَّكَالِيفِ الْعَظِيمَةِ جَعَلَهُ لِلنَّاسِ إِمَامًا يَقْتَدُونَ بِهِ . وَيَأْتَمُّونَ بِهَدْيِهِ ، وَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْإِمَامَةُ مُتَّصِلَةً بِسَبَبِهِ وَبَاقِيَةً فِي نَسَبِهِ وَخَالِدَةً فِي عَقِبِهِ ، فَأُجِيبَ إِلَى مَا سَأَلَ وَرَامَ وَسُلِّمَتْ إِلَيْهِ الْإِمَامَةُ بِزِمَامٍ ، وَاسْتُثْنِيَ مِنْ نَيْلِهَا الظَّالِمُونَ ، وَاخْتُصَّ بِهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الْعُلَمَاءُ الْعَامِلُونَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [ الْعَنْكَبُوتِ : 27 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [ الْأَنْعَامِ : 84 - 87 ] . فَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ عَائِدٌ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ عَلَى الْمَشْهُورِ
وَلُوطٌ ، وَإِنْ كَانَ ابْنَ أَخِيهِ إِلَّا أَنَّهُ دَخَلَ فِي الذُّرِّيَّةِ تَغْلِيبًا ، وَهَذَا هُوَ الْحَامِلُ لِلْقَائِلِ الْآخَرِ أَنَّ الضَّمِيرَ عَلَى
نُوحٍ ، كَمَا قَدَّمْنَا فِي قِصَّتِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
[ ص: 385 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ [ الْحَدِيدِ : 26 ] . الْآيَةَ .
فَكُلُّ كِتَابٍ أُنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ بَعْدَ
إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ فَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَشِيعَتِهِ ، وَهَذِهِ خِلْعَةٌ سَنِيَّةٌ لَا تُضَاهَى ، وَمَرْتَبَةٌ عَلِيَّةٌ لَا تُبَاهَى ، وَذَلِكَ أَنَّهُ وُلِدَ لَهُ لِصُلْبِهِ وَلَدَانِ ذَكَرَانِ عَظِيمَانِ ؛
إِسْمَاعِيلُ مِنْ
هَاجَرَ ، ثُمَّ
إِسْحَاقُ مِنْ
سَارَةَ ، وَوُلِدَ لِهَذَا
يَعْقُوبُ وَهُوَ
إِسْرَائِيلُ الَّذِي يَنْتَسِبُ إِلَيْهِ سَائِرُ أَسْبَاطِهِمْ فَكَانَتْ فِيهِمُ النُّبُوَّةُ ، وَكَثُرُوا جِدًّا بِحَيْثُ لَا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا الَّذِي بَعَثَهُمْ ، وَاخْتَصَّهُمْ بِالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ حَتَّى خُتِمُوا
بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29237وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَكَانَتْ مِنْهُ الْعَرَبُ عَلَى اخْتِلَافِ قَبَائِلِهَا ، كَمَا سَنُبَيِّنُهُ فِيمَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَلَمْ يُوجَدْ مِنْ سُلَالَتِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ سِوَى خَاتَمِهِمْ عَلَى الْإِطْلَاقِ وَسَيِّدِهِمْ ، وَفَخْرِ بَنِي آدَمَ فِي الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةِ ؛
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ الْمَكِّيِّ ثُمَّ الْمَدَنِيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يُوجَدْ مِنْ هَذَا الْفَرْعِ الشَّرِيفِ وَالْغُصْنِ الْمُنِيفِ سِوَى هَذِهِ الْجَوْهَرَةِ الْبَاهِرَةِ ، وَالدُّرَّةِ الزَّاهِرَةِ ، وَوَاسِطَةِ الْعِقْدِ الْفَاخِرَةِ ، وَهُوَ السَّيِّدُ الَّذِي يَفْتَخِرُ بِهِ أَهْلُ الْجَمْعِ ، وَيَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ ، كَمَا سَنُورِدُهُ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509774سَأَقُومُ مَقَامًا يَرْغَبُ إِلَيَّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ حَتَّى إِبْرَاهِيمُ . فَمَدَحَ
إِبْرَاهِيمَ أَبَاهُ مِدْحَةً عَظِيمَةً فِي هَذَا السِّيَاقِ ، وَدَلَّ كَلَامُهُ عَلَى أَنَّهُ أَفْضَلُ الْخَلَائِقِ بَعْدَهُ عِنْدَ الْخَلَّاقِ فِي هَذِهِ
[ ص: 386 ] الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنِ
الْمِنْهَالِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ ، وَيَقُولُ : إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ . وَرَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ
مَنْصُورٍ بِهِ . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=260وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [ الْبَقَرَةِ : 260 ] . ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ لِهَذَا السُّؤَالِ أَسْبَابًا بَسَطْنَاهَا فِي التَّفْسِيرِ وَقَرَّرْنَاهَا بِأَتَمِّ تَقْرِيرٍ ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَجَابَهُ إِلَى مَا سَأَلَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْمِدَ إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنَ الطُّيُورِ ، وَاخْتَلَفُوا فِي تَعْيِينِهَا عَلَى أَقْوَالٍ ، وَالْمَقْصُودُ حَاصِلٌ عَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُمَزِّقَ لُحُومَهُنَّ وَرِيشَهُنَّ ، وَيَخْلِطَ ذَلِكَ بَعْضَهُ فِي بَعْضٍ ، ثُمَّ يُقَسِّمُهُ قِسَمًا ، وَيَجْعَلَ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا فَفَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ ، ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يَدْعُوَهُنَّ بِإِذْنِ رَبِّهِنَّ ، فَلَمَّا دَعَاهُنَّ جَعَلَ كُلُّ عُضْوٍ يَطِيرُ إِلَى صَاحِبِهِ ، وَكُلُّ رِيشَةٍ تَأْتِي إِلَى أُخْتِهَا حَتَّى اجْتَمَعَ بَدَنُ كُلِّ طَائِرٍ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى قُدْرَةِ الَّذِي يَقُولُ
[ ص: 387 ] لِلشَّيْءِ : كُنْ فَيَكُونُ فَأَتَيْنَ إِلَيْهِ سَعْيًا لِيَكُونَ أَبْيَنَ لَهُ وَأَوْضَحَ لِمُشَاهَدَتِهِ مِنْ أَنْ يَأْتِينَ طَيَرَانًا . وَيُقَالُ : إِنَّهُ أُمِرَ أَنْ يَأْخُذَ رُءُوسَهُنَّ فِي يَدِهِ فَجَعَلَ كُلُّ طَائِرٍ يَأْتِي فَتَلْقَاهُ رَأْسُهُ فَيَتَرَكَّبُ عَلَى جُثَّتِهِ كَمَا كَانَ ، فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . وَقَدْ كَانَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَعْلَمُ قُدْرَةَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى عِلْمًا يَقِينًا لَا يَحْتَمِلُ النَّقِيضَ ، وَلَكِنْ أَحَبَّ أَنْ يُشَاهِدَ ذَلِكَ عِيَانًا ، وَيَتَرَقَّى مِنْ عِلْمِ الْيَقِينِ إِلَى عَيْنِ الْيَقِينِ فَأَجَابَهُ اللَّهُ إِلَى سُؤَالِهِ ، وَأَعْطَاهُ غَايَةَ مَأْمُولِهِ . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ [ آلِ عِمْرَانَ : 65 - 68 ] . يُنْكِرُ تَعَالَى عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي دَعْوَى كُلٍّ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ كَوْنَ الْخَلِيلِ عَلَى مِلَّتِهِمْ وَطَرِيقَتِهِمْ ، فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ وَبَيَّنَ كَثْرَةَ جَهْلِهِمْ وَقِلَّةَ عَقْلِهِمْ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ . أَيْ فَكَيْفَ يَكُونُ عَلَى دِينِكُمْ ، وَأَنْتُمْ إِنَّمَا شُرِعَ لَكُمْ مَا شُرِعَ بَعْدَهُ بِمُدَدٍ مُتَطَاوِلَةٍ ؟ وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=65أَفَلَا تَعْقِلُونَ إِلَى أَنْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=67مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . فَبَيَّنَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى دِينِ اللَّهِ الْحَنِيفِ ، وَهُوَ الْقَصْدُ إِلَى الْإِخْلَاصِ ، وَالِانْحِرَافُ عَمْدًا عَنِ الْبَاطِلِ إِلَى الْحَقِّ الَّذِي هُوَ مُخَالِفٌ لِلْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ وَالْمُشْرِكِيَّةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=130وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [ الْبَقَرَةِ : 130 - 140 ] .
[ ص: 388 ] فَنَزَّهَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلِيلَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ أَنْ يَكُونَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا ، وَبَيَّنَ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ . يَعْنِي الَّذِينَ كَانُوا عَلَى مِلَّتِهِ مِنْ أَتْبَاعِهِ فِي زَمَانِهِ وَمَنْ تَمَسَّكَ بِدِينِهِ مِنْ بَعْدِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=68وَهَذَا النَّبِيُّ يَعْنِي
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لَهُ الدِّينَ الْحَنِيفَ الَّذِي شَرَعَهُ لِلْخَلِيلِ وَكَمَّلَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ ،
[ ص: 389 ] وَأَعْطَاهُ مَا لَمْ يُعْطِ نَبِيًّا وَلَا رَسُولًا قَبْلَهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=161قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [ الْأَنْعَامِ : 161 - 163 ] . وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [ النَّحْلِ : 120 - 123 ] .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
هِشَامٌ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=treesubj&link=31856أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ لَمْ يَدْخُلْ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ بِأَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ ، فَقَالَ : قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ، وَاللَّهُ إِنِ اسْتَقْسَمَا بِالْأَزْلَامِ قَطُّ . لَمْ يُخْرِجْهُ
مُسْلِمٌ ، وَفِي بَعْضِ أَلْفَاظِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ شَيْخَنَا لَمْ يَسْتَقْسِمْ بِهَا قَطُّ .
فَقَوْلُهُ أُمَّةً أَيْ قُدْوَةً إِمَامًا مُهْتَدِيًا دَاعِيًا إِلَى الْخَيْرِ يُقْتَدَى بِهِ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120قَانِتًا لِلَّهِ أَيْ خَاشِعًا لَهُ فِي جَمِيعِ حَالَاتِهِ وَحَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ حَنِيفًا أَيْ مُخْلِصًا عَلَى بَصِيرَةٍ وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=121شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ . أَيْ قَائِمًا بِشُكْرِ رَبِّهِ بِجَمِيعِ جَوَارِحِهِ مِنْ قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَأَعْمَالِهِ
[ ص: 390 ] اجْتَبَاهُ أَيِ اخْتَارَهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَاصْطَفَاهُ لِرِسَالَتِهِ وَاتَّخَذَهُ خَلِيلًا ، وَجَمَعَ لَهُ بَيْنَ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا [ النِّسَاءِ : 125 ] . يُرَغِّبُ تَعَالَى فِي اتِّبَاعِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى الدِّينِ الْقَوِيمِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ ، وَقَدْ قَامَ بِجَمِيعِ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ ، وَمَدَحَهُ تَعَالَى بِذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [ النَّجْمِ : 37 ] . وَلِهَذَا اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا ، وَالْخُلَّةُ هِيَ غَايَةُ الْمَحَبَّةِ ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ :
قَدْ تَخَلَّلْتَ مَسْلَكَ الرُّوحِ مِنِّي وَبِذَا سُمِّيَ الْخَلِيلُ خَلِيلًا
وَهَكَذَا نَالَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَسَيِّدُ الرُّسُلِ ؛
مُحَمَّدٌ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ
جُنْدَبٍ الْبَجَلِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا ، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا . وَقَالَ أَيْضًا فِي آخِرِ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا
أَيُّهَا النَّاسُ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا ، وَلَكِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ . أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي سَعِيدٍ ، وَثَبَتَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ .
[ ص: 391 ] وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ :
إِنَّ مُعَاذًا لَمَّا قَدِمَ الْيَمَنَ صَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ فَقَرَأَ : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : لَقَدْ قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ . وَقَالَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أُسَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا
زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509775جَلَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْتَظِرُونَهُ فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهُمْ سَمِعَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ فَسَمِعَ حَدِيثَهُمْ ، وَإِذَا بَعْضُهُمْ يَقُولُ : عَجَبٌ أَنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ مِنْ خَلْقِهِ خَلِيلًا ، فَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُهُ . وَقَالَ آخَرُ : مَاذَا بِأَعْجَبَ مِنْ أَنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى تَكْلِيمًا . وَقَالَ آخَرُ : فَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ . وَقَالَ آخَرُ : آدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ . فَخَرَجَ عَلَيْهِمُ فَسَلَّمَ . وَقَالَ : قَدْ سَمِعْتُ كَلَامَكُمْ ، وَعَجَبَكُمْ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ وَهُوَ كَذَلِكَ ، وَمُوسَى كَلِيمُهُ وَهُوَ كَذَلِكَ ، وَعِيسَى رُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ وَهُوَ كَذَلِكَ ، وَآدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ وَهُوَ كَذَلِكَ أَلَا وَإِنِّي حَبِيبُ اللَّهِ ، وَلَا فَخْرَ ، أَلَا وَإِنِّي أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ، وَلَا فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ حَلْقَةَ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ فَيُدْخِلُنِيهَا وَمَعِي فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنَا أَكْرَمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا فَخْرَ . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَلَهُ شَوَاهِدُ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
[ ص: 392 ] وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ حَدِيثِ
قَتَادَةَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509776أَتُنْكِرُونَ أَنْ تَكُونَ الْخُلَّةُ لِإِبْرَاهِيمَ ، وَالْكَلَامُ لِمُوسَى ، وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ . وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الْسُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : لَمَّا اتَّخَذَ اللَّهُ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا أَلْقَى فِي قَلْبِهِ الْوَجَلَ حَتَّى إِنْ كَانَ خَفَقَانُ قَلْبِهِ لَيُسْمَعُ مِنْ بُعْدٍ ، كَمَا يُسْمَعُ خَفَقَانُ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ : كَانَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُضِيفُ النَّاسَ ، فَخَرَجَ يَوْمًا يَلْتَمِسُ إِنْسَانًا يُضِيفُهُ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُضِيفُهُ ، فَرَجَعَ إِلَى دَارِهِ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلًا قَائِمًا ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا أَدْخَلَكَ دَارِي بِغَيْرِ إِذْنِي ؟ قَالَ : دَخَلْتُهَا بِإِذْنِ رَبِّهَا . قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ أَرْسَلَنِي رَبِّي إِلَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ أُبَشِّرُهُ بِأَنَّ اللَّهَ قَدِ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا . قَالَ : مَنْ هُوَ ، فَوَاللَّهِ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِهِ ، ثُمَّ كَانَ بِأَقْصَى الْبِلَادِ لَآتِيَنَّهُ ، ثُمَّ لَا أَبْرَحُ لَهُ جَارًا حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَنَا الْمَوْتُ . قَالَ : ذَلِكَ الْعَبْدُ أَنْتَ . قَالَ : أَنَا ! قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَبِمَ اتَّخَذَنِي رَبِّي خَلِيلًا ؟ قَالَ : بِأَنَّكَ تُعْطِي النَّاسَ وَلَا تَسْأَلُهُمْ . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَقَدْ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ كَثِيرًا فِي غَيْرِ مَا مَوْضِعٍ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالْمَدْحِ لَهُ ، فَقِيلَ : إِنَّهُ مَذْكُورٌ فِي خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ مَوْضِعًا ، مِنْهَا خَمْسَةَ عَشَرَ فِي الْبَقَرَةِ وَحْدَهَا ، وَهُوَ أَحَدُ
nindex.php?page=treesubj&link=31804أُولِي الْعَزْمِ الْخَمْسَةِ الْمَنْصُوصِ عَلَى أَسْمَائِهِمْ
[ ص: 393 ] تَخْصِيصًا مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ فِي آيَتَيِ الْأَحْزَابِ وَالشُّورَى ، وَهُمَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=7وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [ الْأَحْزَابِ : 7 ] . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [ الشُّورَى : 13 ] . الْآيَةَ ، ثُمَّ هُوَ أَشْرَفُ أُولِي الْعَزْمِ بَعْدَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ الَّذِي وَجَدَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ الَّذِي يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ ، وَمَا وَقَعَ فِي حَدِيثِ
شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ ، عَنْ
أَنَسٍ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ ؛ مِنْ أَنَّ
إِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ
وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ ، فَمِمَّا انْتُقِدَ عَلَى
شَرِيكٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ .
ثُمَّ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=29638أَنَّ إِبْرَاهِيمَ أَفْضَلُ مِنْ مُوسَى الْحَدِيثُ الَّذِي قَالَ فِيهِ :
وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ حَتَّى إِبْرَاهِيمُ . رَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهَذَا هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي أَخْبَرَ عَنْهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ :
أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا فَخْرَ . ثُمَّ ذَكَرَ
nindex.php?page=treesubj&link=30380اسْتِشْفَاعَ النَّاسِ بِآدَمَ ، ثُمَّ
بِنُوحٍ ، ثُمَّ
بِإِبْرَاهِيمَ ، ثُمَّ
مُوسَى ، ثُمَّ
عِيسَى فَكُلُّهُمْ يَحِيدُ عَنْهَا ، حَتَّى يَأْتُوا
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509777أَنَا لَهَا أَنَا لَهَا . الْحَدِيثَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
[ ص: 394 ] عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ : أَتْقَاهُمْ . قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ . قَالَ : فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ . قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ . قَالَ : فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي ؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا .
وَهَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ ،
وَمُسْلِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طُرُقٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17293يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16524عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ بِهِ .
، ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : قَالَ
أَبُو أُسَامَةَ ،
وَمُعْتَمِرٌ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ : وَقَدْ أَسْنَدَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ حَدِيثِهِمَا ، وَحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16513عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ يَذْكُرُوا أَبَاهُ .
وَقَالَ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ . تَفَرَّدَ بِهِ
أَحْمَدُ . وَقَالَ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ . تَفَرَّدَ بِهِ
أَحْمَدُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ [ ص: 395 ] إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ . تَفَرَّدَ بِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ بِهِ .
فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، عَنْ
سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي
مُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ . ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ . فَأَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16102وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، كِلَاهُمَا عَنْ
مُغِيرَةَ بْنِ النُّعْمَانِ النَّخَعِيِّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ بِهِ . وَهَذِهِ الْفَضِيلَةُ الْمُعَيَّنَةُ لَا تَقْتَضِي الْأَفْضَلِيَّةَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا قَابَلَهَا مِمَّا ثَبَتَ لِصَاحِبِ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ ، وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ الَّذِي قَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
مُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ فَقَالَ : " ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ " . فَقَدْ رَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
الثَّوْرِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16410وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16637وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17011وَمُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ
الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ . وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَهَذَا مِنْ بَابِ الْهَضْمِ ، وَالتَّوَاضُعِ مَعَ وَالِدِهِ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509778nindex.php?page=treesubj&link=29638_28753لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509779لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى مُوسَى فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَأَجِدُ مُوسَى [ ص: 396 ] بَاطِشًا بِقَائِمَةِ الْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ . وَهَذَا كُلُّهُ لَا يُنَافِي مَا ثَبَتَ بِالتَّوَاتُرِ عَنْهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ مِنْ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28753_25037سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَكَذَلِكَ حَدِيثُ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ
وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ حَتَّى إِبْرَاهِيمُ . وَلَمَّا كَانَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَفْضَلَ الرُّسُلِ وَأُولِي الْعَزْمِ بَعْدَ
مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أُمِرَ الْمُصَلِّي أَنْ يَقُولَ فِي تَشَهُّدِهِ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=167كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، وَغَيْرِهِ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا السَّلَامُ عَلَيْكَ قَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ ؟ قَالَ :
قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .
وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى . قَالُوا : وَفَّى جَمِيعَ مَا أُمِرَ بِهِ . وَقَامَ بِجَمِيعِ خِصَالِ الْإِيمَانِ وَشُعَبِهِ ، وَكَانَ لَا يَشْغَلُهُ مُرَاعَاةُ الْأَمْرِ الْجَلِيلِ عَنِ الْقِيَامِ بِمَصْلَحَةِ الْأَمْرِ الْقَلِيلِ ، وَلَا يُنْسِيهِ الْقِيَامُ بِأَعْبَاءِ الْمَصَالِحِ الْكِبَارِ عَنِ الصِّغَارِ قَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَنْبَأَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنِ
ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [ الْبَقَرَةِ : 124 ] . قَالَ : ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِالطَّهَارَةِ خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ ، وَخَمْسٌ فِي الْجَسَدِ فَأَمَّا الَّتِي فِي الرَّأْسِ ؛
nindex.php?page=treesubj&link=758قَصُّ الشَّارِبِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=781_785وَالْمَضْمَضَةُ ، وَالسِّوَاكُ ، وَالِاسْتِنْشَاقُ ، وَفَرْقُ
[ ص: 397 ] الرَّأْسِ . وَأَمَّا الَّتِي فِي الْجَسَدِ ؛
nindex.php?page=treesubj&link=778تَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=753وَحَلْقُ الْعَانَةِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=738وَالْخِتَانُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=763وَنَتْفُ الْإِبِطِ ، وَغَسْلُ أَثَرِ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ بِالْمَاءِ . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ . وَقَالَ : وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ،
وَمُجَاهِدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ ،
وَالنَّخَعِيِّ ،
وَأَبِي صَالِحٍ ،
وَأَبِي الْجَلْدِ نَحْوُ ذَلِكَ . قُلْتُ : وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
الْفِطْرَةُ خَمْسٌ ؛ الْخِتَانُ ، وَالِاسْتِحْدَادُ ، وَقَصُّ الشَّارِبِ ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، وَأَهْلِ السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٍ ، عَنْ
زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ
مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ الْعَبْدَرِيِّ الْمَكِّيِّ الْحَجَبِيِّ ، عَنْ
طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ الْعَنَزِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509780عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ ؛ قَصُّ الشَّارِبِ ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ ، وَالسِّوَاكُ ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ . وَسَيَأْتِي فِي ذِكْرِ مِقْدَارِ عُمُرِهِ الْكَلَامُ عَلَى الْخِتَانِ ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ لَا يَشْغَلُهُ الْقِيَامُ بِالْإِخْلَاصِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَخُشُوعُ الْعِبَادَةِ الْعَظِيمَةِ عَنْ مُرَاعَاةِ مَصْلَحَةِ بَدَنِهِ ، وَإِعْطَاءِ كُلِّ عُضْوٍ مَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الْإِصْلَاحِ وَالتَّحْسِينِ ، وَإِزَالَةِ مَا
[ ص: 398 ] يَشِينُ مِنْ زِيَادَةِ شَعْرٍ أَوْ ظُفُرٍ ، أَوْ وُجُودِ قَلَحٍ أَوْ وَسَخٍ ، فَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي حَقِّهِ مِنَ الْمَدْحِ الْعَظِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى .