فصل في من تخلف معذورا من البكائين وغيرهم .
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=86وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=87رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=88لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=89أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=90وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=91ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=93إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ( التوبة : 86 - 93 ) قد تكلمنا على تفسير هذا كله في " التفسير " بما فيه كفاية ، ولله الحمد والمنة .
[ ص: 151 ] والمقصود
nindex.php?page=treesubj&link=30880ذكر البكائين الذين جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملهم ، حتى يصحبوه في غزوته هذه ، فلم يجدوا عنده من الظهر ما يحملهم عليه ، فرجعوا وهم يبكون ; تأسفا على ما فاتهم من الجهاد في سبيل الله ، والنفقة فيه .
قال
ابن إسحاق : وكانوا سبعة نفر من
الأنصار وغيرهم ; فمن
بني عمرو بن عوف سالم بن عمير وعلبة بن زيد أخو
بني حارثة ، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب أخو
بني مازن بن النجار ، وعمرو بن الحمام بن الجموح أخو
بني سلمة ، وعبد الله بن المغفل المزني وبعض الناس يقولون : بل هو
عبد الله بن عمرو المزني .
وهرمي بن عبد الله أخو
بني واقف ، وعرباض بن سارية الفزاري .
قال
ابن إسحاق : فبلغني أن
ابن يامين بن عمير بن كعب النضري لقي
أبا ليلى nindex.php?page=showalam&ids=5078وعبد الله بن مغفل وهما يبكيان ، فقال : ما يبكيكما ؟ قالا : جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملنا ، فلم نجد عنده ما يحملنا عليه ، وليس عندنا ما نتقوى به على الخروج معه . فأعطاهما ناضحا له فارتحلاه ، وزودهما شيئا من تمر ، فخرجا مع النبي صلى الله عليه وسلم . زاد
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير عن
ابن إسحاق أما
علبة بن زيد فخرج من الليل ، فصلى من ليلته ما شاء الله ، ثم بكى وقال : اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه ، ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به ، ولم تجعل في يد رسولك صلى الله عليه وسلم ما يحملني عليه ، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها ; في مال أو جسد أو عرض . ثم أصبح مع الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أين [ ص: 152 ] المتصدق هذه الليلة ؟ " فلم يقم أحد ثم قال : " أين المتصدق ؟ فليقم " . فقام إليه فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبشر ، فوالذي نفسي بيده ، لقد كتبت في الزكاة المتقبلة " .
وقد أورد
nindex.php?page=showalam&ids=13933الحافظ البيهقي هاهنا حديث
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري فقال : حدثنا
أبو عبد الله الحافظ حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
أحمد بن عبد الحميد الحارثي حدثنا
أبو أسامة عن
بريد عن
أبي بردة عن
أبي موسى قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510893أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله لهم الحملان ، إذ هم معه في جيش العسرة ، وهو في غزوة تبوك فقلت : يا نبي الله ، إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم . فقال : " والله لا أحملكم على شيء " . ووافقته وهو غضبان ولا أشعر ، فرجعت حزينا من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن مخافة أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجد في نفسه علي ، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم بالذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادي : أين عبد الله بن قيس ؟ فأجبته فقال : أجب ، رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك . فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خذ هذين القرينين وهذين القرينين وهذين القرينين " . لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد فقال : " انطلق بهن إلى أصحابك ، فقل : [ ص: 153 ] إن الله - أو قال : إن رسول الله - يحملكم على هؤلاء فاركبوهم " . فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملكم على هؤلاء ، ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألته لكم ، ومنعه لي في أول مرة ، ثم إعطاءه إياي بعد ذلك ، لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله . فقالوا لي : والله إنك عندنا لمصدق ولنفعلن ما أحببت . قال : فانطلق أبو موسى بنفر منهم ، حتى أتوا الذين سمعوا مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من منعه إياهم ، ثم إعطائه بعد ، فحدثوهم بما حدثهم به أبو موسى سواء وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم جميعا ، عن
أبي كريب عن
أبي أسامة . وفي رواية لهما ، عن
أبي موسى قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510894أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من الأشعريين ليحملنا ، فقال : " والله ما أحملكم ، وما عندي ما أحملكم عليه " . قال ثم جيء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهب إبل ، فأمر لنا بست ذود غر الذرى ، فأخذناها ، ثم قلنا : تغفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه والله لا يبارك لنا . فرجعنا له فقال : " ما أنا حملتكم ، ولكن الله حملكم " . ثم قال : " إني والله ، إن شاء الله ، لا أحلف [ ص: 154 ] على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها " . .
قال
ابن إسحاق : وقد كان نفر من المسلمين أبطأت بهم النية حتى تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير شك ولا ارتياب ; منهم
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك بن أبي كعب أخو
بني سلمة ، ومرارة بن ربيع أخو
بني عمرو بن عوف ، وهلال بن أمية أخو
بني واقف ، nindex.php?page=showalam&ids=11997وأبو خيثمة أخو
بني سالم بن عوف ، وكانوا نفر صدق لا يتهمون في إسلامهم .
قلت : أما الثلاثة الأول فستأتي قصتهم مبسوطة قريبا ، إن شاء الله تعالى ، وهم الذين
nindex.php?page=treesubj&link=30880_32273_32369_32370_32374أنزل الله فيهم : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ( التوبة : 118 ) وأما
أبو خيثمة فإنه عاد وعزم على اللحوق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما سيأتي .
فَصْلٌ فِي مَنْ تَخَلَّفَ مَعْذُورًا مِنَ الْبَكَّائِينَ وَغَيْرِهِمْ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=86وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=87رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=88لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=89أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=90وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=91لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=93إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( التَّوْبَةِ : 86 - 93 ) قَدْ تَكَلَّمْنَا عَلَى تَفْسِيرِ هَذَا كُلِّهِ فِي " التَّفْسِيرِ " بِمَا فِيهِ كِفَايَةٌ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ .
[ ص: 151 ] وَالْمَقْصُودُ
nindex.php?page=treesubj&link=30880ذِكْرُ الْبَكَّائِينَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَحْمِلَهُمْ ، حَتَّى يَصْحَبُوهُ فِي غَزْوَتِهِ هَذِهِ ، فَلَمْ يَجِدُوا عِنْدَهُ مِنِ الظَّهْرِ مَا يَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ ، فَرَجَعُوا وَهُمْ يَبْكُونَ ; تَأَسُّفًا عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالنَّفَقَةِ فِيهِ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ مِنَ
الْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ ; فَمِنْ
بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ وَعُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو
بَنِي حَارِثَةَ ، وَأَبُو لَيْلَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ أَخُو
بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحُمَامِ بْنِ الْجَمُوحِ أَخُو
بَنِي سَلِمَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ الْمُزَنِيُّ وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُونَ : بَلْ هُوَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ .
وَهَرَمِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخُو
بَنِي وَاقِفٍ ، وَعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ الْفَزَارِيُّ .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : فَبَلَغَنِي أَنَّ
ابْنَ يَامِينَ بْنَ عُمَيْرِ بْنِ كَعْبٍ النَّضَرِيَّ لَقِيَ
أَبَا لَيْلَى nindex.php?page=showalam&ids=5078وَعَبْدَ اللَّهَ بْنَ مُغَفَّلٍ وَهُمَا يَبْكِيَانِ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكُمَا ؟ قَالَا : جِئْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَحْمِلَنَا ، فَلَمْ نَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا عَلَيْهِ ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى الْخُرُوجِ مَعَهُ . فَأَعْطَاهُمَا نَاضِحًا لَهُ فَارْتَحَلَاهُ ، وَزَوَّدَهُمَا شَيْئًا مِنْ تَمْرٍ ، فَخَرَجَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . زَادَ
nindex.php?page=showalam&ids=17416يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ أَمَّا
عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ فَخَرَجَ مِنَ اللَّيْلِ ، فَصَلَّى مِنْ لَيْلَتِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالْجِهَادِ وَرَغَّبْتَ فِيهِ ، ثُمَّ لَمْ تَجْعَلْ عِنْدِي مَا أَتَقَوَّى بِهِ ، وَلَمْ تَجْعَلْ فِي يَدِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَحْمِلُنِي عَلَيْهِ ، وَإِنِّي أَتَصَدَّقُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بِكُلِّ مَظْلَمَةٍ أَصَابَنِي فِيهَا ; فِي مَالٍ أَوْ جَسَدٍ أَوْ عِرْضٍ . ثُمَّ أَصْبَحَ مَعَ النَّاسِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَيْنَ [ ص: 152 ] الْمُتَصَدِّقُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ؟ " فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ : " أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ ؟ فَلْيَقُمْ " . فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَبْشِرْ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ كُتِبْتَ فِي الزَّكَاةِ الْمُتَقَبَّلَةِ " .
وَقَدْ أَوْرَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ هَاهُنَا حَدِيثَ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَقَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثنا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ عَنْ
بُرَيْدٍ عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ عَنْ
أَبِي مُوسَى قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510893أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ لَهُمُ الْحُمْلَانَ ، إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ ، وَهُوَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ . فَقَالَ : " وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ " . وَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَلَا أَشْعُرُ ، فَرَجَعْتُ حَزِينًا مِنْ مَنْعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمِنْ مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمْ بِالَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا سُوَيْعَةً إِذْ سَمِعْتُ بِلَالًا يُنَادِي : أَيْنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ ؟ فَأَجَبْتُهُ فَقَالَ : أَجِبْ ، رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوكَ . فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ " . لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ فَقَالَ : " انْطَلِقْ بِهِنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ ، فَقُلْ : [ ص: 153 ] إِنَّ اللَّهَ - أَوْ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَارْكَبُوهُمْ " . فَقُلْتُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا أَدَعُكُمْ حَتَّى يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضُكُمْ إِلَى مَنْ سَمِعَ مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلْتُهُ لَكُمْ ، وَمَنْعَهُ لِي فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ ، ثُمَّ إِعْطَاءَهُ إِيَّايَ بَعْدَ ذَلِكَ ، لَا تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا لَمْ يَقُلْهُ . فَقَالُوا لِي : وَاللَّهِ إِنَّكَ عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ وَلَنَفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ . قَالَ : فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى بِنَفَرٍ مِنْهُمْ ، حَتَّى أَتَوُا الَّذِينَ سَمِعُوا مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَنْعِهِ إِيَّاهُمْ ، ثُمَّ إِعْطَائِهِ بَعْدُ ، فَحَدَّثُوهُمْ بِمَا حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُو مُوسَى سَوَاءً وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا ، عَنْ
أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ
أَبِي أُسَامَةَ . وَفِي رِوَايَةٍ لَهُمَا ، عَنْ
أَبِي مُوسَى قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3510894أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ لِيَحْمِلَنَا ، فَقَالَ : " وَاللَّهِ مَا أَحْمِلُكُمْ ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ " . قَالَ ثُمَّ جِيءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَهْبِ إِبِلٍ ، فَأَمَرَ لَنَا بِسِتِّ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى ، فَأَخَذْنَاهَا ، ثُمَّ قُلْنَا : تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ وَاللَّهِ لَا يُبَارَكُ لَنَا . فَرَجَعْنَا لَهُ فَقَالَ : " مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ " . ثُمَّ قَالَ : " إِنِّي وَاللَّهِ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، لَا أَحْلِفُ [ ص: 154 ] عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا " . .
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَقَدْ كَانَ نَفَرٌ مِنِ الْمُسْلِمِينَ أَبْطَأَتْ بِهِمُ النِّيَّةُ حَتَّى تَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَلَا ارْتِيَابٍ ; مِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبٍ أَخُو
بَنِي سَلِمَةَ ، وَمُرَارَةُ بْنُ رَبِيعٍ أَخُو
بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ أَخُو
بَنِي وَاقِفٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=11997وَأَبُو خَيْثَمَةَ أَخُو
بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ ، وَكَانُوا نَفَرَ صِدْقٍ لَا يُتَّهَمُونَ فِي إِسْلَامِهِمْ .
قُلْتُ : أَمَّا الثَّلَاثَةُ الْأُوَلُ فَسَتَأْتِي قِصَّتُهُمْ مَبْسُوطَةً قَرِيبًا ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَهُمُ الَّذِينَ
nindex.php?page=treesubj&link=30880_32273_32369_32370_32374أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ( التَّوْبَةِ : 118 ) وَأَمَّا
أَبُو خَيْثَمَةَ فَإِنَّهُ عَادَ وَعَزَمَ عَلَى اللُّحُوقِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَمَا سَيَأْتِي .