لأم سليم تكثيره عليه الصلاة والسلام السمن
قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا شيبان ، ثنا محمد بن زياد البرجمي ، عن [ ص: 629 ] أبي الظلال ، أنس عن أمه ، قال : كانت لها شاة فجمعت من سمنها في عكة ، فملأت العكة ثم بعثت بها مع ربيبة فقالت : يا ربيبة ، أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها . فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم . قال : " فرغوا لها عكتها " . ففرغت العكة فدفعت إليها ، فانطلقت بها ، وجاءت ليست في البيت ، فعلقت العكة على وتد ، فجاءت وأم سليم أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر ، فقالت أم سليم : يا ربيبة ، أليس أمرتك أن تنطلقي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : قد فعلت ، فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فانطلقت أم سليم ومعها ربيبة فقالت : يا رسول الله ، إني بعثت معها إليك بعكة فيها سمن . قال : " قد فعلت ، قد جاءت بها " . قالت : والذي بعثك بالحق ودين الحق ، إنها لممتلئة تقطر سمنا! قال : فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أم سليم ، أتعجبين أن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه ؟ كلي وأطعمي " قالت : فجئت إلى البيت فقسمت في قعب لنا وكذا وكذا ، وتركت فيها ما ائتدمنا به شهرا أو شهرين . عن
حديث آخر في ذلك : قال : أنا البيهقي أنا الحاكم ، الأصم ، ثنا عباس الدوري ، ثنا ثنا علي بن بحر القطان ، خلف بن خليفة ، عن أبي هاشم [ ص: 630 ] الرماني ، عن يوسف بن خالد ، عن أوس بن خالد ، أم أوس البهزية قالت : سليت سمنا لي فجعلته في عكة ، فأهديته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله ، وترك في العكة قليلا ، ونفخ فيه ودعا بالبركة ، ثم قال : " ردوا عليها عكتها " . فردوها عليها وهي مملوءة سمنا . قالت : فظننت أن رسول الله صلى الله عليه سلم لم يقبلها ، فجاءت ولها صراخ ، فقالت : يا رسول الله ، إنما سليته لك لتأكله . فعلم أنه قد استجيب له ، فقال : " اذهبوا فقولوا لها فلتأكل سمنها وتدعو بالبركة " فأكلت بقية عمر النبي صلى الله عليه وسلم وولاية أبي بكر وولاية عمر ، وولاية عثمان ، حتى كان من أمر علي ومعاوية ما كان . عن
حديث آخر : روى عن البيهقي ، عن الحاكم ، الأصم ، عن أحمد بن عبد الجبار ، عن عن يونس بن بكير ، عبد الأعلى بن أبي المساور القرشي ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن قال : أبي هريرة كانت امرأة من دوس يقال لها : . أسلمت في رمضان . فذكر الحديث في هجرتها وصحبة ذلك اليهودي لها ، وأنها عطشت ، فأبى أن يسقيها حتى تهود ، فنامت فرأت في النوم من يسقيها ، فاستيقظت وهي ريانة ، فلما جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم قصت عليه القصة ، فخطبها إلى نفسها ، فرأت نفسها أقل من ذلك ، وقالت : بل زوجني من شئت . فزوجها زيدا وأمر لها بثلاثين صاعا ، وقال : " كلوا ولا [ ص: 631 ] تكيلوا " . وكانت معها عكة سمن هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمرت جاريتها أن تحملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففرغت ، وأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ردتها أن تعلقها ولا توكئها ، فدخلت أم شريك فوجدتها ملأى ، فقالت للجارية : ألم آمرك أن تذهبي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : قد فعلت . فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم أن لا يوكئوها ، فلم تزل حتى أوكتها أم شريك ، ثم كالوا الشعير فوجدوه ثلاثين صاعا لم ينقص منه شيء . أم شريك ، .
حديث آخر : قال : ثنا الطبراني محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا يزيد بن يحيى بن يزيد الخزاعي أبو خالد ، ثنا أبو بكر بن محمد بن حمزة ، عن أبيه ، عن جده قال : تبوك وكنت على خدمته ذلك السفر ، فنظرت إلى نحي السمن وقد قل ما فيه ، وهيأت للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما ، ووضعت النحي في الشمس ونمت ، فانتبهت بخرير النحي ، فقمت فأخذت برأسه بيدي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو تركته لسال واديا سمنا " حديث آخر في ذلك : قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى : ثنا الإمام أحمد موسى ، ثنا ابن لهيعة ، ثنا أبو الزبير ، عن جابر ، أن البهزية أم مالك كانت تهدي في عكة لها سمنا للنبي صلى الله عليه وسلم فبينما بنوها يسألونها الإدام وليس عندها شيء ، فعمدت إلى نحيها التي [ ص: 632 ] كانت تهدي فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت فيه سمنا ، فما زال يقيم لها إدام بيتها حتى عصرته ، وأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أعصرتيه ؟ " فقالت : نعم . قال : " لو تركتيه ما زال ذلك مقيما " .
ثم روى بهذا الإسناد عن الإمام أحمد جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه رجل يستطعمه ، فأطعمه شطر وسق شعير ، فما زال الرجل يأكل منه هو وامرأته وضيف لهم حتى كالوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو لم تكيلوه لأكلتم منه ولقام لكم " وقد روى هذين الحديثين مسلم من وجه آخر ، عن عن أبي الزبير ، جابر .