nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161nindex.php?page=treesubj&link=28678_29008فإنكم وما تعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162ما أنتم عليه بفاتنين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إلا من هو صال الجحيم عقب قولهم في الملائكة والجن بهذا لأن قولهم ذلك دعاهم إلى عبادة الجن وعبادة الأصنام التي سولها لهم الشيطان وحرضهم عليها الكهان خدمة الجن ،
[ ص: 189 ] فعقب ذلك بتأييس المشركين من إدخال الفتنة على المؤمنين في إيمانهم بما يحاولون منهم من الرجوع إلى الشرك ، أو هي فاء فصيحة ، والتقدير : إذا علمتم أن عباد الله المخلصين منزهون عن مثل قولكم ، فإنكم لا تفتنون إلا من هو صال الجحيم .
فيجوز أن يكون هذا الكلام داخلا في حيز الاستفتاء من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=149فاستفتهم ألربك البنات الآية . ويجوز أن يكون تفريعا على قوله "
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=158وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا " الآية .
والواو في قوله " وما تعبدون " واو العطف أو واو المعية ، وما بعدها مفعول معه ، والخبر هو "
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162ما أنتم عليه بفاتنين " .
وضمير " أنتم " خطاب للمشركين مثل ضمير " إنكم " .
والمعنى : أنكم مصطحبين بالجن الذين تعبدونهم لا تفتنون أحدا . ووجه ذكر المفعول معه أنهم كانوا يموهون للناس أن الجن تنفع وتضر وأن الأصنام كذلك ، وكانوا يخوفون الناس من بأسها وانتقامها كما قالت امرأة
nindex.php?page=showalam&ids=1781الطفيل بن عمرو الدوسي لما أسلم ودعاها إلى الإسلام : " ألا تخشى على الصبية من ذي الشرى ؟ قال : لا ، فأسلمت ،
nindex.php?page=treesubj&link=10758وكانوا يزعمون أن من يسب الأصنام يصيبه البرص أو الجذام .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : لما قدم
ضمام بن ثعلبة وافد
بني سعد بن بكر على قومه من عند النبيء صلى الله عليه وسلم قال في قوله : باست اللات والعزى . فقالوا : يا
ضمام اتق الجذام اتق الجنون .
ولا يستقيم أن تكون الواو عاطفة لأن الأصنام لا يسند إليها الإفتان .
وجوز في الكشاف أن يكون قوله " وما تعبدون " مفعولا معه سادا مسد خبر ( إن ) ، والمعنى : فإنكم مع ما تعبدون ، أي فإنكم قرناء لآلهتكم لا تبرحون تعبدونها ، وهذا كما يقولون : " كل رجل وضيعته " أي مع ضيعته ، أي مقارن لها .
و " ما تعبدون " صادق على الجن لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وجعلوا لله شركاء الجن لأن الجن تصدر منهم فتنة الناس بالإشراك دون الأصنام إذ لا يتصور ذلك منها ،
[ ص: 190 ] قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء الآية .
وضمير " عليه " يجوز أن يكون عائدا إلى اسم الجلالة في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151ليقولون ولد الله أو في قوله " إلا عباد الله " ، ويجوز أن يعود إلى " ما تعبدون " بمراعاة إفراد اسم الموصول وهو ( ما ) .
وحذف مفعول " فاتنين " لقصد العموم . والتقدير : بفاتنين أحدا ، ومعياره صحة الاستثناء في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إلا من هو صال الجحيم ، فالاستثناء مفرغ والمستثنى مفعول بفاتنين .
وحرف ( على ) يتعلق ب " فاتنين " إما لتضمين " فاتنين " معنى مفسدين إن كان الضمير المجرور بها عائدا إلى اسم الجلالة كما يقال : فسد العبد على سيده ، وخلق فلان المرأة على زوجها ، وتكون ( على ) للاستعلاء المجازي لأن تضمين مفسدين فيه معنى الغلبة .
وإما لتضمينه معنى حاملين ومسئولين ، ويكون ( على ) بمعنى لام التعليل كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185ولتكبروا الله على ما هداكم ، ويكون تقدير مضاف بين ( على ) ومجرورها تقديره : على عبادة ما تعبدون ، والمعنى : أنكم والشياطين لا يتبعكم أحد في دينكم إلا من عرض نفسه ليكون صالي الجحيم ، وهذا في معنى قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=42إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين .
ورسم في المصحف " صال الجحيم " بدون ياء بعد اللام اعتبارا بحالة الوصل ، فإن الياء لا ينطق بها فرسمه كاتب المصحف بمثل حالة النطق ، ولذلك ينبغي أن لا يوقف على " صال " .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161nindex.php?page=treesubj&link=28678_29008فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ عُقِّبَ قَوْلُهُمْ فِي الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ بِهَذَا لِأَنَّ قَوْلَهُمْ ذَلِكَ دَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الْجِنِّ وَعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ الَّتِي سَوَّلَهَا لَهُمُ الشَّيْطَانُ وَحَرَّضَهُمْ عَلَيْهَا الْكُهَّانُ خَدَمَةُ الْجِنِّ ،
[ ص: 189 ] فَعُقِّبَ ذَلِكَ بِتَأْيِيسِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ إِدْخَالِ الْفِتْنَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي إِيمَانِهِمْ بِمَا يُحَاوِلُونَ مِنْهُمْ مِنَ الرُّجُوعِ إِلَى الشِّرْكِ ، أَوْ هِيَ فَاءٌ فَصِيحَةٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : إِذَا عَلِمْتُمْ أَنَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ مُنَزَّهُونَ عَنْ مِثْلِ قَوْلِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لَا تَفْتِنُونَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ .
فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْكَلَامُ دَاخِلًا فِي حَيِّزِ الِاسْتِفْتَاءِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=149فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ الْآيَةَ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَفْرِيعًا عَلَى قَوْلِهِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=158وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا " الْآيَةَ .
وَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ " وَمَا تَعْبُدُونَ " وَاوُ الْعَطْفِ أَوْ وَاوُ الْمَعِيَّةِ ، وَمَا بَعْدَهَا مَفْعُولٌ مَعَهُ ، وَالْخَبَرُ هُوَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ " .
وَضَمِيرُ " أَنْتُمْ " خِطَابٌ لِلْمُشْرِكِينَ مِثْلُ ضَمِيرِ " إِنَّكُمْ " .
وَالْمَعْنَى : أَنَّكُمْ مُصْطَحَبِينَ بِالْجِنِّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَهُمْ لَا تَفْتِنُونَ أَحَدًا . وَوَجْهُ ذِكْرِ الْمَفْعُولِ مَعَهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يُمَوِّهُونَ لِلنَّاسِ أَنَّ الْجِنَّ تَنْفَعُ وَتَضُرُّ وَأَنَّ الْأَصْنَامَ كَذَلِكَ ، وَكَانُوا يُخَوِّفُونَ النَّاسَ مِنْ بَأْسِهَا وَانْتِقَامِهَا كَمَا قَالَتِ امْرَأَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=1781الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ لَمَّا أَسْلَمَ وَدَعَاهَا إِلَى الْإِسْلَامِ : " أَلَا تَخْشَى عَلَى الصِّبْيَةِ مِنْ ذِي الشَّرَى ؟ قَالَ : لَا ، فَأَسْلَمَتْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=10758وَكَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ يَسُبُّ الْأَصْنَامَ يُصِيبُهُ الْبَرَصُ أَوِ الْجُذَامُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : لَمَّا قَدِمَ
ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَافِدُ
بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي قَوْلِهِ : بَاسَتِ اللَّاتُ وَالْعُزَّى . فَقَالُوا : يَا
ضِمَامُ اتَّقِ الْجُذَامَ اتَّقِ الْجُنُونَ .
وَلَا يَسْتَقِيمُ أَنْ تَكُونَ الْوَاوُ عَاطِفَةً لِأَنَّ الْأَصْنَامَ لَا يُسْنَدُ إِلَيْهَا الْإِفْتَانُ .
وَجَوَّزَ فِي الْكَشَّافِ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ " وَمَا تَعْبُدُونَ " مَفْعُولًا مَعَهُ سَادًّا مَسَدَّ خَبَرِ ( إِنَّ ) ، وَالْمَعْنَى : فَإِنَّكُمْ مَعَ مَا تَعْبُدُونَ ، أَيْ فَإِنَّكُمْ قُرَنَاءُ لِآلِهَتِكُمْ لَا تَبْرَحُونَ تَعْبُدُونَهَا ، وَهَذَا كَمَا يَقُولُونَ : " كُلُّ رَجُلٍ وَضَيْعَتَهُ " أَيْ مَعَ ضَيْعَتِهِ ، أَيْ مُقَارِنٌ لَهَا .
وَ " مَا تَعْبُدُونَ " صَادِقٌ عَلَى الْجِنِّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ لِأَنَّ الْجِنَّ تَصْدُرُ مِنْهُمْ فِتْنَةُ النَّاسِ بِالْإِشْرَاكِ دُونَ الْأَصْنَامِ إِذْ لَا يُتَصَوَّرُ ذَلِكَ مِنْهَا ،
[ ص: 190 ] قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ الْآيَةَ .
وَضَمِيرُ " عَلَيْهِ " يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَائِدًا إِلَى اسْمِ الْجَلَالَةِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ أَوْ فِي قَوْلِهِ " إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ " ، وَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ إِلَى " مَا تَعْبُدُونَ " بِمُرَاعَاةِ إِفْرَادِ اسْمِ الْمَوْصُولِ وَهُوَ ( مَا ) .
وَحُذِفَ مَفْعُولُ " فَاتِنِينَ " لِقَصْدِ الْعُمُومِ . وَالتَّقْدِيرُ : بِفَاتِنِينَ أَحَدًا ، وَمِعْيَارُهُ صِحَّةُ الِاسْتِثْنَاءِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ، فَالِاسْتِثْنَاءُ مُفَرَّغٌ وَالْمُسْتَثْنَى مَفْعُولٌ بِفَاتِنِينَ .
وَحَرْفُ ( عَلَى ) يَتَعَلَّقُ بِ " فَاتِنِينَ " إِمَّا لِتَضْمِينِ " فَاتِنِينَ " مَعْنَى مُفْسِدِينَ إِنْ كَانَ الضَّمِيرُ الْمَجْرُورُ بِهَا عَائِدًا إِلَى اسْمِ الْجَلَالَةِ كَمَا يُقَالُ : فَسَدَ الْعَبْدُ عَلَى سَيِّدِهِ ، وَخَلَّقَ فُلَانٌ الْمَرْأَةَ عَلَى زَوْجِهَا ، وَتَكُونُ ( عَلَى ) لِلِاسْتِعْلَاءِ الْمَجَازِيِّ لِأَنَّ تَضْمِينَ مُفْسِدِينَ فِيهِ مَعْنَى الْغَلَبَةِ .
وَإِمَّا لِتَضْمِينِهِ مَعْنَى حَامِلِينَ وَمَسْئُولِينَ ، وَيَكُونُ ( عَلَى ) بِمَعْنَى لَامِ التَّعْلِيلِ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ، وَيَكُونُ تَقْدِيرُ مُضَافٍ بَيْنَ ( عَلَى ) وَمَجْرُورِهَا تَقْدِيرُهُ : عَلَى عِبَادَةِ مَا تَعْبُدُونَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّكُمْ وَالشَّيَاطِينَ لَا يَتْبَعُكُمْ أَحَدٌ فِي دِينِكُمْ إِلَّا مَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِيَكُونَ صَالِيَ الْجَحِيمِ ، وَهَذَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=42إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ .
وَرُسِمَ فِي الْمُصْحَفِ " صَالِ الْجَحِيمِ " بِدُونِ يَاءٍ بَعْدَ اللَّامِ اعْتِبَارًا بِحَالَةِ الْوَصْلِ ، فَإِنَّ الْيَاءَ لَا يُنْطَقُ بِهَا فَرَسَمَهُ كَاتِبُ الْمُصْحَفِ بِمِثْلِ حَالَةِ النُّطْقِ ، وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُوقَفَ عَلَى " صَالِ " .