nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29035_30172_28653فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير من جملة القول المأمور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن يقوله .
والفاء فصيحة تفصح عن شرط مقدر ، والتقدير : فإذا علمتم هذه الحجج وتذكرتم ما حل بنظرائكم من العقاب وما ستنبئون به من أعمالكم فآمنوا بالله ورسوله والقرآن ، أي بنصه .
[ ص: 273 ] nindex.php?page=treesubj&link=28914_29568والمراد بالنور الذي أنزل الله القرآن ، وصف بأنه نور على نور على طريقة الاستعارة لأنه أشبه النور في إيضاح المطلوب باستقامة حجته وبلاغة كلامه قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174وأنزلنا إليكم نورا مبينا . وأشبه النور في الإرشاد إلى السلوك القويم وفي هذا الشبه الثاني تشاركه الكتب السماوية ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ، وقرينة الاستعارة قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8الذي أنزلنا ، لأنه من مناسبات المشبه لاشتهار القرآن بين الناس كلهم بالألقاب المشتقة من الإنزال والتنزيل عرف ذلك المسلمون والمعاندون . وهو إنزال مجازي أريد به تبليغ مراد الله إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وقد تقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=4والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك في سورة البقرة وفي آيات كثيرة .
وإنما جعل الإيمان بصدق القرآن داخلا في حيز فاء التفريع لأن ما قبل الفاء تضمن أنهم كذبوا بالقرآن من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا كما قال المشركون من
أهل مكة والإيمان بالقرآن يشمل الإيمان بالبعث فكان قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8والنور الذي أنزلنا ) شاملا لما سبق الفاء من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا إلخ .
وفي قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8الذي أنزلنا ) التفات من الغيبة إلى المتكلم لزيادة الترغيب في الإيمان بالقرآن تذكيرا بأنه منزل من الله لأن ضمير التكلم أشد دلالة على معاده من ضمير الغائب ، ولتقوية داعي المأمور .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8والله بما تعملون خبير تذييل لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فآمنوا بالله ورسوله يقتضي وعدا إن آمنوا ووعيدا إن لم يؤمنوا .
وفي ذكر اسم الجلالة إظهار في مقام الإضمار لتكون الجملة مستقلة جارية مجرى المثل والكلم الجوامع ، ولأن الاسم الظاهر أقوى دلالة من الضمير لاستغنائه عن تطلب المعاد . وفيه من تربية المهابة ما في قول الخليفة أمير المؤمنين يأمركم بكذا .
والخبير : العليم ، وجيء هنا بصفة الخبير دون : البصير ، لأن ما يعلمونه منه محسوسات ومنه غير محسوسات كالمعتقدات ، ومنها الإيمان بالبعث ، فعلق بالوصف الدال على تعلق العلم الإلهي بالموجودات كلها ، بخلاف قوله فيما
[ ص: 274 ] تقدم
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير فإن لكفر الكافرين وإيمان المؤمنين آثارا ظاهرة محسوسة فعلقت بالوصف الدال على تعلق العلم الإلهي بالمحسوسات .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29035_30172_28653فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ مِنْ جُمْلَةِ الْقَوْلِ الْمَأْمُورِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنْ يَقُولَهُ .
وَالْفَاءُ فَصِيحَةٌ تُفْصِحُ عَنْ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَإِذَا عَلِمْتُمْ هَذِهِ الْحُجَجَ وَتَذَكَّرْتُمْ مَا حَلَّ بِنُظَرَائِكُمْ مِنَ الْعِقَابِ وَمَا سَتُنَبَّئُونَ بِهِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَآمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْقُرْآنِ ، أَيْ بِنَصِّهِ .
[ ص: 273 ] nindex.php?page=treesubj&link=28914_29568وَالْمُرَادُ بِالنُّورَ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ ، وُصِفَ بِأَنَّهُ نُورٌ عَلَى نُورٍ عَلَى طَرِيقَةِ الِاسْتِعَارَةِ لِأَنَّهُ أَشْبَهَ النُّورَ فِي إِيضَاحِ الْمَطْلُوبِ بِاسْتِقَامَةِ حُجَّتِهِ وَبَلَاغَةِ كَلَامِهِ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا . وَأَشْبَهَ النُّورَ فِي الْإِرْشَادِ إِلَى السُّلُوكِ الْقَوِيمِ وَفِي هَذَا الشَّبَهِ الثَّانِي تَشَارُكُهُ الْكُتُبُ السَّمَاوِيَّةُ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ، وَقَرِينَةُ الِاسْتِعَارَةِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8الَّذِي أَنْزَلْنَا ، لِأَنَّهُ مِنْ مُنَاسِبَاتِ الْمُشَبَّهِ لِاشْتِهَارِ الْقُرْآنِ بَيْنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ بِالْأَلْقَابِ الْمُشْتَقَّةِ مِنَ الْإِنْزَالِ وَالتَّنْزِيلِ عَرَفَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُعَانِدُونَ . وَهُوَ إِنْزَالٌ مَجَازِيٌّ أُرِيدَ بِهِ تَبْلِيغُ مُرَادِ اللَّهِ إِلَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=4وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَفِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ .
وَإِنَّمَا جُعِلَ الْإِيمَانُ بِصِدْقِ الْقُرْآنِ دَاخِلًا فِي حَيِّزِ فَاءِ التَّفْرِيعِ لِأَنَّ مَا قَبْلَ الْفَاءِ تَضَمَّنَ أَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِالْقُرْآنِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا كَمَا قَالَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ
أَهْلِ مَكَّةَ وَالْإِيمَانُ بِالْقُرْآنِ يَشْمَلُ الْإِيمَانَ بِالْبَعْثِ فَكَانَ قَوْلُهُ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ) شَامِلًا لِمَا سَبَقَ الْفَاءَ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا إِلَخْ .
وَفِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8الَّذِي أَنْزَلْنَا ) الْتِفَاتٌ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ لِزِيَادَةِ التَّرْغِيبِ فِي الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ تَذْكِيرًا بِأَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنَ اللَّهِ لِأَنَّ ضَمِيرَ التَّكَلُّمِ أَشَدُّ دَلَالَةً عَلَى مَعَادِهِ مِنْ ضَمِيرِ الْغَائِبِ ، وَلِتَقْوِيَةِ دَاعِي الْمَأْمُورِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ تَذْيِيلٌ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ يَقْتَضِي وَعْدًا إِنْ آمَنُوا وَوَعِيدًا إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا .
وَفِي ذِكْرِ اسْمِ الْجَلَالَةِ إِظْهَارٌ فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ لِتَكُونَ الْجُمْلَةُ مُسْتَقِلَّةً جَارِيَةً مَجْرَى الْمَثَلِ وَالْكَلِمِ الْجَوَامِعِ ، وَلِأَنَّ الِاسْمَ الظَّاهِرَ أَقْوَى دَلَالَةً مِنَ الضَّمِيرِ لِاسْتِغْنَائِهِ عَنْ تَطَلُّبِ الْمَعَادِ . وَفِيهِ مِنْ تَرْبِيَةِ الْمَهَابَةِ مَا فِي قَوْلِ الْخَلِيفَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا .
وَالْخَبِيرُ : الْعَلِيمُ ، وَجِيءَ هُنَا بِصِفَةِ الْخَبِيرُ دُونَ : الْبَصِيرُ ، لِأَنَّ مَا يَعْلَمُونَهُ مِنْهُ مَحْسُوسَاتٍ وَمِنْهُ غَيْرُ مَحْسُوسَاتٍ كَالْمُعْتَقَدَاتِ ، وَمِنْهَا الْإِيمَانُ بِالْبَعْثِ ، فَعُلِّقَ بِالْوَصْفِ الدَّالِّ عَلَى تَعَلُّقِ الْعِلْمِ الْإِلَهِيِّ بِالْمَوْجُودَاتِ كُلِّهَا ، بِخِلَافِ قَوْلِهِ فِيمَا
[ ص: 274 ] تَقَدَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فَإِنَّ لِكُفْرِ الْكَافِرِينَ وَإِيمَانِ الْمُؤْمِنِينَ آثَارًا ظَاهِرَةً مَحْسُوسَةً فَعُلِّقَتْ بِالْوُصْفِ الدَّالِّ عَلَى تَعَلُّقِ الْعِلْمِ الْإِلَهِيِّ بِالْمَحْسُوسَاتِ .