( بسم الله الرحمن الرحيم )
ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأييكم المفتون إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين سنسمه على الخرطوم إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعملون إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين .
[ ص: 305 ] المهين ، قال الرماني : الوضيع لإكثاره من القبائح ، من المهانة ، وهي القلة . الهمز أصله في اللغة ، الضرب طعنا باليد أو بالعصا أو نحوها ، ثم استعير للذي ينال بلسانه . قال القاضي : وبعينه وإشارته . النميم والنميمة : مصدران لـ ( نم ) وهو نقل ما يسمع مما يسوء ويحرش النفوس . وقيل : النميم جمع نميمة ، يريدون به اسم الجنس . العتل ، قال منذر بن سعيد الكلبي : الشديد الخصومة بالباطل . وقال معمر : هو الفاحش اللئيم . قال الشاعر : والفراء
بعتل من الرجال زنيم غير ذي نجدة وغير كريم
وقيل : الذي يعتل الناس أي : يجرهم إلى حبس أو عذاب ، ومنه : خذوه فاعتلوه . قال : عتلته وعتنته باللام والنون . الزنيم : الدعي . قال ابن السكيت حسان :
زنيم تداعاه الرجال زيادة كما زيد في عرض الأديم الأكارع
( وقال أيضا ) :
بوأنت زنيم نيط في آل هاشم كما نيط خلف الراكب القدح الفرد
والزنيم من الزنمة ، وهي الهنة من جلد الماعز ، تقطع فتخلى معلقة في حلقة ، سمي الدعي بذلك لأنه زيادة معلقة بغير أهله . وسمه : جعل له سمة ، وهي العلامة تدل على شيء . قال جرير :
لما وضعت على ميسمي وعلى الفرزدق البعيث جدعت أنف الأخطل
الخرطوم : الأنف ، والخرطوم من صفات الخمر ، قال الشاعر :
قد أشهد الشرب فيهم مزهر زنم والقوم تصرعهم صهباء خرطوم
قال الشمنتري : الخرطوم أول خروجها من الدن ، ويقال لها الأنف أيضا ، وذلك أصفى لها وأرق . وقال : الخرطوم : الخمر ، وأنشد النضر بن شميل للأعرج المغني :
تظل يومك في لهو وفي لعب وأنت بالليل شراب الخراطيم
الصرام : جداد النخل . الحرد : المنع ، من قولهم : حاردت الإبل : إذا قلت ألبانها ، وحاردت السنة : قل مطرها وخيرها ، قاله أبو عبيد والقتبي ، والحرد : الغضب . قال أبو نضر أحمد بن حاتم صاحب : وهو مخفف ، وأنشد : الأصمعي
إذا جياد الخيل جاءت تردى مملوءة من غضب وحرد
( وقال الأشهب بن رميلة ) :
أسود شرى لاقت أسود خفية تساقوا على حرد دماء الأساود
وقال : وقد يحرك ، تقول : حرد بالكسر حردا فهو حردان ، ومنه قيل : أسد حارد ، وليوث حوارد ، والحرد : الانفراد ، حرد يحرد حرودا : تنحى عن قومه ونزل منفردا ولم يخالطهم ، وكوكب حرود : معتزل عن الكواكب . وقال الأصمعي : المنحرد : المنفرد في لغة هذيل . انتهى . والحرد : القصد ، حرد يحرد بالكسر : قصد ، ومنه حردت حردك أي : قصدت قصدك . ومنه قول الشاعر : ابن السكيت
وجاء سيل كان من أمر الله يحرد حرد الجنة المغله
[ ص: 306 ] ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأييكم المفتون إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين سنسمه على الخرطوم إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعملون .
[ ص: 307 ] هذه السورة مكية . قال ابن عطية : ولا خلاف فيها بين أحد من أهل التأويل . انتهى . ومعظمها نزل في الوليد بن المغيرة وأبي جهل . ومناسبتها لما قبلها : أنه فيما قبلها ذكر أشياء من أحوال السعداء والأشقياء ، وذكر قدرته الباهرة وعلمه الواسع ، وأنه - تعالى - لو شاء لخسف بهم أو لأرسل عليهم حاصبا . وكان ما أخبر - تعالى - به هو ما تلقاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالوحي ، وكان الكفار ينسبونه مرة إلى الشعر ، ومرة إلى السحر ، ومرة إلى الجنون . فبدأ - سبحانه وتعالى - هذه السورة ببراءته مما كانوا ينسبونه إليه من الجنون ، وتعظيم أجره على صبره على أذاهم ، وبالثناء على خلقه العظيم .
( ن ) : حرف من حروف المعجم ، نحو " ص " و " ق " ، وهو غير معرب كبعض الحروف التي جاءت مع غيرها مهملة من العوامل ، والحكم على موضعها بالإعراب تخرص . وما يروى عن ابن عباس ومجاهد : أنه اسم الحوت الأعظم الذي عليه الأرضون السبع . وعن أيضا و ابن عباس الحسن وقتادة والضحاك : أنه اسم الدواة . وعن يرفعه أنه لوح من نور . وعن معاوية بن قرة أيضا : أنه آخر حرف من حروف الرحمن . وعن ابن عباس : أنه نهر من أنهار الجنة - لعله لا يصح شيء من ذلك . وقال جعفر الصادق أبو نصر عبد الرحيم القشيري في تفسيره : " ن " حرف من حروف المعجم ، فلو كان كلمة تامة أعرب كما أعرب القلم ، فهو إذن حرف هجاء كما في سائر مفاتيح السور . انتهى . ومن قال إنه اسم الدواة أو الحوت وزعم أنه مقسم به كالقلم ، فإن كان علما فينبغي أن يجر ، فإن كان مؤنثا منع الصرف ، أو مذكرا صرف ، وإن كان جنسا أعرب ونون ، وليس فيه شيء من ذلك فضعف القول به . وقال ابن عطية : إذا كان اسما للدواة ، فإما أن يكون لغة لبعض العرب ، أو لفظة أعجمية عربت ، قال الشاعر :
إذا ما الشوق برح بي إليهم ألقت النون بالدمع السجوم
فمن جعله البهموت ، جعل القلم هو الذي خلقه الله وأمره بكتب الكائنات ، وجعل الضمير في ( يسطرون ) للملائكة . ومن قال : هو اسم ، جعله القلم المتعارف بأيدي الناس . نص على ذلك وجعل الضمير في ( يسطرون ) للناس ، فجاء القسم على هذا المجموع ، أمر الكتاب الذي هو قوام للعلوم وأمور الدنيا والآخرة ، فإن القلم أخو اللسان ونعمة من الله عامة . انتهى . وقرأ الجمهور : ( ن ) بسكون النون وإدغامها في واو ( والقلم ) بغنة ، وقوم بغير غنة ، وأظهرها ابن عباس حمزة وأبو عمرو وابن كثير وقالون وحفص . وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحاق والحسن وأبو السمال بكسر النون لالتقاء الساكنين . و سعيد بن جبير وعيسى بخلاف عنه بفتحها ، فاحتمل أن تكون حركة إعراب ، وهو اسم للسورة أقسم به ، وحذف حرف الجر فانتصب ، ومنع الصرف للعلمية والتأنيث ، ويكون ( والقلم ) معطوفا عليه . واحتمل أن يكون لالتقاء الساكنين ، وأوثر الفتح تخفيفا كأين . و ( ما ) يحتمل أن تكون موصولة ومصدرية ، والضمير في ( يسطرون ) عائد على الكتاب لدلالة القلم عليهم ، فإما أن يراد بهم الحفظة ، وإما أن يراد كل كاتب . وقال : ويجوز أن يراد بالقلم أصحابه ، فيكون الضمير في ( يسطرون ) لهم ، كأنه قيل : وأصحاب القلم ومسطوراتهم أو وتسطيرهم . انتهى . فيكون كقوله : الزمخشري كظلمات في بحر لجي أي : وكذي ظلمات ; ولهذا عاد عليه الضمير في قوله : يغشاه موج .
وجواب القسم : ما أنت بنعمة ربك بمجنون . ويظهر أن بنعمة ربك قسم اعترض به بين المحكوم عليه والحكم على سبيل التوكيد والتشديد والمبالغة في انتفاء الوصف الذميم عنه ، صلى الله عليه وسلم . وقال ابن عطية : بنعمة ربك [ ص: 308 ] اعتراض ، كما تقول للإنسان : أنت بحمد الله فاضل . انتهى . ولم يبين ما تتعلق به الباء في ( بنعمة ) . وقال : يتعلق ( بمجنون ) منفيا ، كما يتعلق بعاقل مثبتا في قولك : أنت بنعمة الله عاقل ، مستويا في ذلك النفي والإثبات استواءهما في قولك : ضرب زيد عمرا ، وما ضرب زيد عمرا ، تعمل الفعل مثبتا ومنفيا إعمالا واحدا ، ومحله النصب على الحال ، كأنه قال : ما أنت بمجنون منعما عليك بذلك ، ولم تمنع الباء أن يعمل ( مجنون ) فيما قبله ; لأنها زائدة لتأكيد النفي ، والمعني : استبعاد ما كان ينسبه إليه كفار مكة عداوة وحسدا ، وأنه من إنعام الله - تعالى - عليه بحصافة العقل والشهامة التي يقتضيها التأهيل للنبوة بمنزلة . انتهى . الزمخشري
وما ذهب إليه من أن بنعمة ربك متعلق ( بمجنون ) وأنه في موضع الحال ، يحتاج إلى تأمل ، وذلك أنه إذا تسلط النفي على محكوم به ، وذلك له معمول ، ففي ذلك طريقان : أحدهما : أن النفي يتسلط على ذلك المعمول فقط ، والآخر : أن يتسلط النفي على المحكوم به فينتفي معموله لانتفائه . بيان ذلك ، تقول : ما زيد قائم مسرعا ، فالمتبادر إلى الذهن أنه منتف إسراعه دون قيامه ، فيكون قد قام غير مسرع . والوجه الآخر أنه انتفى قيامه فانتفى إسراعه ، أي لا قيام فلا إسراع ، وهذا الذي قررناه لا يتأتى معه قول الزمخشري بوجه ، بل يؤدي إلى ما لا يجوز أن ينطق به في حق المعصوم ، صلى الله عليه وسلم . وقيل : معناه : ما أنت بمجنون ، والنعمة بربك . لقولهم : سبحانك اللهم وبحمدك ، أي : والحمد لله ، ومنه قول لبيد : الزمخشري
وأفردت في الدنيا بفقد عشيرتي وفارقني جار بأربد نافع
أي : وهو أربد . انتهى . وهذا تفسير معنى لا تفسير إعراب . وفي المنتخب ما ملخصه : المعنى : انتفى عنك الجنون بنعمة ربك ، أي : حصول الصفة المحمودة ، وزال عنك الصفة المذمومة بواسطة إنعام ربك . ثم قرر بهذه الدعوى ما هو كالدليل القاطع على صحتها ; لأن نعمه كانت ظاهرة في حقه من كمال الفصاحة والعقل والسيرة المرضية ، والبراءة من كل عيب ، والاتصاف بكل مكرمة ، فحصول ذلك وظهوره جار مجرى اليقين في كونهم كاذبين في قولهم : إنه مجنون . وإن لك لأجرا في احتمال طعنهم ، وفي دعاء الخلق إلى الله ، فلا يمنعك ما قالوا عن الدعاء إلى الله . وإنك لعلى خلق عظيم هذا كالتفسير لما تقدم من قوله : بنعمة ربك وتعريف لمن رماه بالجنون أنه كذب وأخطأ ، وأن من كان بتلك الأخلاق المرضية لا يضاف الجنون إليه ، ولفظه يدل على الاستعلاء والاستيلاء . انتهى . وإن لك لأجرا أي : على ما تحملت من أثقال النبوة ، ومن أذاهم مما ينسبون إليك مما أنت لا تلتبس به من المعائب غير ممنون أي : غير مقطوع ، مننت الحبل : قطعته ، وقال الشاعر :
غبس كواسب لا يمن طعامها
أي : لا يقطع . وقال مجاهد : غير محسوب . وقال الحسن : غير مكدر بالمن . وقال الضحاك : بغير عمل . وقيل : غير مقدر ، وهو معنى قول مجاهد . وقال : أو غير ممنون عليك ; لأنه ثواب تستوجبه على عملك وليس بتفضل ابتداء ، وإنما تمن الفواضل لا الأجور على الأعمال . انتهى ، وفيه دسيسة الاعتزال . وإنك لعلى خلق عظيم قال الزمخشري ابن عباس ومجاهد : دين عظيم ، ليس دين أحب إلى الله تعالى منه . وقالت عائشة : إن خلقه كان القرآن . وقال علي : هو أدب القرآن . وقال قتادة : ما كان يأتمر به من أمر الله تعالى . وقيل : سمي عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه ، من كرم السجية ، ونزاهة القريحة ، والملكة الجميلة ، وجودة الضرائب . ما دعاه أحد إلا قال لبيك ، وقال : ، ووصى إن الله بعثني لأتمم مكارم الأخلاق أبا ذر فقال : . وعنه صلى الله عليه وسلم : وخالق الناس بخلق [ ص: 309 ] حسن ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن . وقال : . والظاهر تعلق بأييكم المفتون بما قبله . وقال أحبكم إلى الله تعالى أحسنكم أخلاقا عثمان المازني : تم الكلام في قوله ( ويبصرون ) ثم استأنف قوله : بأييكم المفتون . انتهى . فيكون قوله : بأييكم المفتون استفهاما يراد به الترداد بين أمرين ، ومعلوم نفي الحكم عن أحدهما ، ويعينه الوجود ، وهو المؤمن ، ليس بمفتون ولا به فتون . وإذا كان متعلقا بما قبله ، وهو قول الجمهور ، فقال قتادة وأبو عبيدة معمر : الباء زائدة ، والمعنى : أيكم المفتون ؟ وزيدت الباء في المبتدأ ، كما زيدت فيه في قوله : بحسبك درهم ، أي حسبك . وقال الحسن والضحاك والأخفش : الباء ليست بزائدة ، والمفتون بمعنى الفتنة ، أي : بأيكم هي الفتنة والفساد الذي سموه جنونا ؟ وقال الأخفش أيضا : بأيكم فتن المفتون ، حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه . ففي قوله الأول جعل المفتون مصدرا ، وهنا أبقاه اسم مفعول وتأوله على حذف مضاف . وقال مجاهد : الباء بمعنى ( في ) أي في أي فريق منكم النوع المفتون ؟ انتهى . فالباء ظرفية ، نحو : زيد والفراء بالبصرة ، أي في البصرة ، فيظهر من هذا القول أن الباء في القول قبله ليست ظرفية ، بل هي سببية . وقال : المفتون ، المجنون ; لأنه فتن ، أي محن بالجنون ، أو لأن العرب يزعمون أنه من تخييل الجن ، وهم الفتان للفتاك منهم . انتهى . وقرأ ابن أبي عبلة : في أيكم المفتون . الزمخشري