مسألتان تتعلقان بهذه الآية الكريمة .
المسألة الأولى : اعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت عنه أنه قال : " " ، رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه خير له من أن يمتلئ شعرا رضي الله عنه ، وقوله في الحديث : " يريه " بفتح المثناة التحتية وكسر الراء بعدها ياء ، مضارع ورى القيح جوفه ، يريه ، وريا إذا أكله وأفسده ، والأظهر أن أصل وراه أصاب رئته بالإفساد . أبي هريرة
واعلم أن التحقيق لا ينبغي العدول عنه أن . الشعر كلام حسنه حسن ، وقبيحه قبيح
ومن الأدلة القرآنية على ذلك أنه تعالى لما ذم الشعراء ، بقوله : يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد وأنهم يقولون ما لا يفعلون [ 26 \ 224 - 226 ] استثنى من ذلك الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، في قوله : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا الآية [ 26 \ 227 ] .
وبما ذكرنا تعلم أن التحقيق أن الحديث الصحيح المصرح بأن امتلاء الجوف من القيح المفسد له خير من امتلائه من الشعر ، محمول على من أقبل على الشعر ، واشتغل به عن الذكر ، وتلاوة القرآن ، وطاعة الله تعالى ، وعلى الشعر القبيح المتضمن للكذب ، والباطل كذكر الخمر ومحاسن النساء الأجنبيات ، ونحو ذلك .