قوله تعالى : ( ألا يا اسجدوا ) ( النمل : 25 ) على قراءة حذف المنادى بتخفيف " ألا " على أنها تنبيه ، و " يا " نداء ، والتقدير : ألا يا هؤلاء اسجدوا لله . الكسائي
ويجوز أن يكون " يا " تنبيها ولا منادى هناك ، وجمع بينهن تأكيدا ; لأن الأمر قد يحتاج إلى استعطاف المأمور ، واستدعاء إقباله على الآمر .
وأما على قراءة الأكثر بالتشديد ; فعلى أن " أن " الناصبة للفعل دخلت عليها لا النافية ; والفعل المضارع بعدها منصوب ، وحذفت النون علامة النصب ، فالفعل هنا معرب وفي تلك القراءة مبني ، فاعرفه .
فائدة كثر في القرآن حذف الياء من المنادى المضاف إلى ياء المتكلم ; نحو : يا رب ، يا قوم ; وعلل ذلك بأن النداء باب حذف ; ألا ترى أنه يحذف منه التنوين ، وبعض الاسم للترخيم ; وجاء فيه إثباتها ساكنة ، كقراءة من قرأ : ( يا عبادي فاتقون ) ( الزمر : 16 ) ، [ ص: 251 ] ومحركة بالفتح ; كقراءة من قرأ : قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ( الزمر : 53 ) ، ومنقلبة عن الياء في قوله تعالى : أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت ( الزمر : 56 ) .