( الخامس ) يجوز في الابتداء مطلقا سوى ( براءة ) البسملة وعدمها لكل من القراء تخيرا . بأوساط السور
وعلى اختيار البسملة جمهور العراقيين ، وعلى اختيار عدمها جمهور المغاربة وأهل الأندلس ، قال ابن شيطا على أنني قرأت على جميع شيوخنا في كل القراءات عن جميع الأئمة الفاضلين بالتسمية بين السورتين ، والتاركين لها عند ابتداء القراءة عليهم بالاستعاذة موصولة بالتسمية مجهورا بهما ، سواء كان المبدوء به أول سورة ، أو بعض سورة ، قال : ولا علمت أحدا منهم قرأ على شيوخه إلا كذلك . انتهى ، وهو نص في وصل الاستعاذة بالبسملة كما سيأتي ، وقال ابن فارس في " الجامع " : وبغير تسمية ابتدأت رءوس الأجزاء على شيوخي الذين قرأت عليهم في مذاهب الكل ، وهو الذي أختار ، ولا أمنع من البسملة ، وقال في تبصرته : فإذا ابتدأ القارئ بغير أول سورة عوذ فقط ، هذه عادة القراء ، ثم قال : وبترك التسمية في أوائل السور قرأت ، وقال مكي : قرأت على ابن الفحام أبي العباس - يعني ابن نفيس - أول حزبي من وسط سورة ، فبسملت ، فلم ينكر علي وأتبعت ذلك : هل آخذ ذلك عنه على طريق الرواية ، فقال : إنما أردت التبرك ، ثم منعني بعد ذلك ، وقال : أخاف أن تقول رواية .
- قال - وقرأت بذلك على غيره ، فقال : ما أمنع ، وأما قرأت بهذا فلا . انتهى ، وهو صريح في منعه رواية ، وقال الداني في جامعه : وبغير تسمية ابتدأت رءوس الأجزاء على شيوخي الذين قرأت عليهم في مذهب الكل ، وهو الذي [ ص: 266 ] أختار ، ولا أمنع من التسمية .
( قلت ) : وأطلق التخيير بين الوجهين جميعا أبو معشر الطبري وأبو القاسم الشاطبي في " التيسير " ، ومنهم من ذكر البسملة وعدمها على وجه آخر وهو التفصيل ، فيأتي بالبسملة عمن فصل بها بين السورتين وأبو عمرو الداني كابن كثير وأبي جعفر ، ويتركها عمن لم يفصل بها كحمزة وخلف وهو اختيار سبط الخياط وأبي علي الأهوازي بن الباذش يتبعون وسط السورة بأولها ، وقد كان الشاطبي يأمر بالبسملة بعد الاستعاذة في قوله تعالى : الله لا إله إلا هو ، وقوله : إليه يرد علم الساعة ونحوه لما في ذلك من البشاعة ، وكذا كان يفعل وغيره ، وهو اختيار أبو الجود غياث بن فارس في غير " التبصرة " . مكي
( قلت ) : وينبغي قياسا أن ينهى عن البسملة في قوله تعالى : الشيطان يعدكم الفقر ، وقوله : لعنه الله ونحو ذلك للبشاعة أيضا .