باب اختلافهم في البسملة
والكلام على ذلك في فصول
( الأول ) بين السورتين . وقد اختلفوا في وبغيرها وفي الوصل بينهما ، ففصل بالبسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة الفصل بينهما بالبسملة ابن كثير ، وعاصم ، والكسائي وأبو جعفر ، وقالون الأصبهاني عن ووصل بين كل سورتين ورش ، حمزة ، واختلف عن خلف في اختياره بين الوصل والسكت ، فنص له أكثر الأئمة المتقدمين على الوصل ، وهو الذي في " المستنير " ، " والمبهج " ، و " كفاية " سبط الخياط ، وغاية أبي العلاء ، ونص له صاحب الإرشاد على السكت ، وهو الذي عليه أكثر المتأخرين الآخذين بهذه القراءة كابن الكدي ، وابن الكال ، وابن زريق الحداد ، ، وأبي الحسن الديواني ، وابن مؤمن صاحب الكنز ، وغيرهم ، واختلف أيضا عن الباقين ، وهم أبو عمرو ، وابن عامر ويعقوب ، [ ص: 260 ] من طريق وورش الأزرق بين الوصل والسكت والبسملة . فأما أبو عمرو فقطع له بالوصل صاحب " العنوان " وصاحب " الوجيز " ، وهو أحد الوجهين في جامع البيان ، وبه قرأ شيخه للداني الفارسي ، عن أبي طاهر ، وهو طريق أبي إسحاق الطبري في المستنير وغيره ، وهو ظاهر عبارة الكافي ، وأحد الوجهين في الشاطبية ، وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقي ، ، وهو أحد الوجوه الثلاثة في الهداية ، وبه قطع في غاية الاختصار لغير السوسي ، وبه قطع الحضرمي في " المفيد " للدوري عنه ، وقطع له بالسكت صاحب " الهداية " في الوجه الثاني و " التبصرة " و " تلخيص العبارات " ، و " تلخيص أبي معشر " والإرشاد لابن غلبون والتذكرة " ، وهو الذي في " المستنير " و " الروضة " وسائر كتب العراقيين لغير ابن حبش عن السوسي ، وفي " الكافي " أيضا ، وقال : إنه أخذ من البغداديين ، وهو الذي اختاره الداني ، وقرأ به على أبي الحسن وأبي الفتح وابن خاقان ، ولا يؤخذ من التيسير بسواه عند التحقيق ، وهو الوجه الآخر في الشاطبية وبه قرأ صاحب " التجريد " على الفارسي للدوري ، وقطع به في غاية " الاختصار " للدوري أيضا ، وقطع له بالبسملة صاحب " الهادي " وصاحب " الهداية " في الوجه الثالث ، وهو اختيار صاحب " الكافي " ، وهو الذي رواه ابن حبش عن السوسي ، وهو الذي في غاية الاختصار للسوسي ، وقال الخزاعي ، والأهوازي ومكي وابن سفيان والهذلي : والتسمية بين السورتين مذهب البصريين ، عن أبي عمرو ، وأما ابن عامر فقطع له بالوصل صاحب " الهداية " ، وهو أحد الوجهين في " الكافي " " والشاطبية " وقطع له بالسكت صاحبا " التلخيص " و " التبصرة " ، وابنا غلبون ، واختيار الداني ، وبه قرأ على شيخه أبي الحسن ، ولا يؤخذ من اليسير بسواه ، وهو الوجه الآخر في " الشاطبية " وقطع له بالبسملة صاحب العنوان ، وصاحب التجريد ، وجميع العراقيين ، وهو الوجه الآخر " الكافي " ، وبه قرأ الداني على الفارسي وأبي الفتح ، وهو الذي لم يذكر المالكي في " الروضة " سواه ، وهو الذي في الكامل ، وأما يعقوب فقطع له بالوصل صاحب " غاية الاختصار " ، وقطع له بالسكت صاحب " المستنير " و " الإرشاد " و " الكفاية " [ ص: 261 ] وسائر العراقيين ، وقطع له بالبسملة صاحب التذكرة ، والداني وابن الفحام وصاحب " الوجيز " ، و " الكامل " ، وأما وابن شريح ، من طريق ورش الأزرق فقطع له بالوصل صاحب " الهداية " وصاحب " العنوان " الحضرمي وصاحب " المفيد " ، وهو ظاهر عبارة " الكافي " ، وأحد الوجوه الثلاثة في " الشاطبية " ، وقطع له بالسكت ابنا غلبون ، وابن بليمة صاحب " التلخيص " ، وهو الذي في " التيسير " ، وبه قرأ الداني على جميع شيوخه ، وهو الوجه الثاني في " الشاطبية " وأحد الوجهين في " التبصرة " من قراءته على أبي الطيب ، وهو ظاهر عبارة الكامل الذي لم يذكر له غيره ، وقطع له بالبسملة صاحب " التبصرة " من قراءته على أبي عدي ، وهو اختيار صاحب " الكافي " ، وهو الوجه الثالث في " الشاطبية " ، وبه كان يأخذ أبو غانم وأبو بكر الأذفوي وغيرهما عن الأزرق .