4623 ( أخبرناه ) ، أنبأ أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أبو بكر الفاريابي ، ثنا عمرو بن علي ، ثنا ، ثنا يحيى بن سعيد هشام ، حدثني أبي ، عائشة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فقالت : هذه فلانة تذكر من صلاتها . فقال : " مه فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وأحب الدين ما دوم عليه . قال الشيخ عن : قوله عليه السلام : " فإن الله لا يمل حتى تملوا " . قال فيه بعضهم : لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل . والله - عز وجل - لا يوصف بالملال ، ولكن الكلام أخرج مخرج المحاذاة للفظ باللفظ ، وذلك شائع في كلام العرب وعلى ذلك خرج قول الله - عز وجل - ( أبو بكر الإسماعيلي وجزاء سيئة سيئة مثلها ) قوبلت السيئة الأولى التي هي ذنب بالجزاء على لفظ السيئة ، والقصاص عدل ليس بسيئة ، [ ص: 18 ] وكذلك قوله تعالى : ( فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) واقتصاصه ليس بظلم ولا عدوان ، فأخرج في اللفظ للمحاذاة على الاعتداء ، والمعنى ليس باعتداء ، فكذلك قوله : " فإن الله لا يمل حتى تملوا " . أخرج محاذيا للفظ حتى تملوا ، والمعنى لا يقطع عنهم ثواب أعمالهم ما لم يملوا فيتركوها والله أعلم .