الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                6196 ( أخبرناه ) أبو علي الروذباري ، ثنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب بواسط ، ثنا شعيب بن أيوب ، ثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم وحفص بن عمر الطنافسي قالوا : ثنا زهير ، عن الحسن بن الحر ، عن الحكم ، عن رجل يقال له حنش ، عن علي - رضي الله عنه - قال : كسفت الشمس فصلى علي - رضي الله عنه - للناس فقرأ بياسين ونحوها ، ثم ركع نحوا من قراءته السورة ، ثم رفع رأسه ، وقال : سمع الله لمن حمده ، ثم قام قدر السورة يدعو ويكبر ، ثم ركع قدر قراءته ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ثم قام أيضا قدر السورة ، ثم ركع قدر ذلك أيضا حتى ركع أربع ركعات ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ثم سجد ، ثم قام في الركعة الثانية [ ص: 331 ] ففعل كفعله في الركعة الأولى ، ثم جلس يدعو ويرغب حتى انكشفت الشمس ، ثم حدثهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك فعل .

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو سعد الماليني ، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ، قال : حنش بن المعتمر أبو المعتمر الكناني وقال بعضهم : حنش بن ربيعة سمع عليا - رضي الله عنه - روى عنه سماك بن حرب والحكم بن عتيبة يتكلمون في حديثه ، وهو كوفي . سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري . قال أبو أحمد ، وقال أبو عبد الرحمن النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه : حنش بن المعتمر ليس بالقوي .

                                                                                                                                                قال الشيخ : ومن أصحابنا من ذهب إلى تصحيح الأخبار الواردة في هذه الأعداد ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعلها مرات ، مرة ركوعين في كل ركعة ، ومرة ثلاث ركوعات في كل ركعة ، ومرة أربع ركوعات في كل ركعة ، فأدى كل منهم ما حفظ ، وأن الجميع جائز . وكأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يزيد في الركوع إذا لم ير الشمس قد تجلت . ذهب إلى هذا إسحاق بن راهويه ، ومن بعده محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي ، وأبو سليمان الخطابي . واستحسنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر صاحب الخلافيات ، وبالله التوفيق . والذي اختاره الشافعي من الترجيح أصح ، والله أعلم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية