6354 [ ص: 365 ] ( باب : ما جاء في سب الدهر )
( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ ، ثنا أحمد بن سلمان الفقيه ، ثنا الحسن بن مكرم ، ثنا عبد الله بن بكر هشام ، عن ، عن محمد هو ابن سيرين قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي هريرة لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر . أخرجه " مسلم في الصحيح من حديث وغيره . هشام بن حسان
قال في رواية الشافعي حرملة : وإنما تأويله - والله أعلم - أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر ، وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت ، أو هرم ، أو تلف ، أو غير ذلك ، فيقولون : إنما يهلكنا الدهر ، وهو الليل والنهار ، وهما الفنتان والجديدان . فيقولون : أصابتهم قوارع الدهر ، وأبادهم الدهر ، فيجعلون الليل والنهار اللذين يفعلان ذلك ، فيذمون الدهر ، فإنه الذي يفنينا ، ويفعل بنا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : . على أنه الذي يفنيكم ، والذي يفعل بكم هذه الأشياء . فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء ، فإنما تسبوا الله - تبارك وتعالى - . فإن الله فاعل هذه الأشياء . قال الشيخ : وطرق هذا الحديث ، وما حفظ بعض رواته من الزيادة فيه دليل على صحة هذا التأويل . لا تسبوا الدهر