13816 وعن أبي أمامة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الخضر ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل ، أبصره رجل مكاتب فقال : تصدق علي ، بارك الله فيك . فقال ألا أحدثكم ، عن الخضر : آمنت بالله ، ما شاء الله من أمر يكون ، ما عندي شيء أعطيكه . فقال المسكين : أسألك بوجه الله لما تصدقت علي ، فإني نظرت السماحة في وجهك ، ورجوت البركة عندك . فقال الخضر : آمنت بالله ، ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني . فقال المسكين : وهل يستقيم هذا ؟ قال : نعم [ الحق ] أقول لقد سألتني بأمر عظيم ، أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني . قال : فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم ، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء ، فقال له : إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي ، فأوصني بعمل . قال : أكره أن أشق عليك ، إنك شيخ كبير ضعيف . قال : ليس يشق علي . قال : قم فانقل هذه الحجارة . وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم ، فخلى الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة ، قال : أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه . قال : ثم عرض للرجل سفر فقال : إني أحسبك أمينا ، فاخلفني في أهلي خلافة حسنة . قال : وأوصني بعمل . قال : إني أكره أن أشق عليك . قال : ليس يشق علي . قال : فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك . قال : فمر الرجل لسفره . قال : فرجع الرجل وقد تشيد بناؤه ، فقال : أسألك بوجه الله ، ما سبيلك وما أمرك ؟ قال : سألتني بوجه الله ، ووجه الله أوقعني في العبودية . فقال الخضر : سأخبرك من أنا ، أنا الخضر الذي سمعت به ، سألني رجل مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه ، فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني ، وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو [ ص: 213 ] يقدر ، وقف يوم القيامة جلد ولا لحم له ، عظم يتقعقع . فقال الرجل : آمنت بالله ، شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم . قال : لا بأس ، أحسنت واتقيت . فقال الرجل : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، احكم في أهلي ومالي بما شئت ، أو اختر ، فأخلي سبيلك . قال : أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي . فخلى سبيله . فقال الخضر : الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني منها " . رواه " ورجاله موثقون ، إلا أن الطبراني مدلس . ويأتي حديث آخر في وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقية الخضر .