الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            13753 وعن أبي برزة قال : " إن آدم لما طوطى عن كلام الملائكة ، وكان يستأنس لكلامهم ، بكى على باب الجنة مائة سنة ، فقال الله تعالى : يا آدم ، ما يحزنك ؟ قال : كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ، ولا أدري أعود إليها أم لا ؟ فقال الله : يا آدم قل : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، سبحانك اللهم وبحمدك ، رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي ، فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين . والثانية : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، سبحانك رب إني ظلمت نفسي ، فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين . والثالثة : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك ، رب عملت سوءا وظلمت نفسي ، فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم . فهذه الكلمات التي أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) قال : وهي لولده من بعده . وقال آدم لابن له يقال له : هبة الله - ويسميه أهل التوراة وأهل الإنجيل شيث - : تعبد لربك وسله : يردني إلى الجنة أم لا ؟ فتعبد وسأل فأوحى الله إليه : إني أرده إلى الجنة . قال : أي رب إني لم آمن أبي ، أحسب أن أبي سيسألني العلامة . فألقى الله إليه سوارا من أسورة الجنة ، فلما أتاه قال : ما وراءك ؟ قال : أبشر قد أخبرني أنه رادك إلى الجنة . قال : فما سألته العلامة ؟ فأخرج [ ص: 199 ] السوار فعرفه فخر ساجدا ، فبكى حتى سال من عينيه نهر من دموع ، وآثاره تعرف بالهند ، وذكر أن كنز الذهب بالهند مما ينبت من ذلك السوار ، ثم قال : استطعم لي ربك من ثمر الجنة . فلما خرج من عنده مات آدم ، فجاء جبريل عليه السلام فقال : إلى أين ؟ فقال : إن أبي أرسلني أن أطلب إلى ربي أن يطعمه من ثمر الجنة . قال : فإن ربه قضى أن لا يأكل منها شيئا حتى يعاد إليها ، وإنه قد مات فارجع فواره . فأخذ جبريل عليه السلام فغسله وكفنه وحنطه وصلى عليه ، ثم قال جبريل : هكذا فاصنعوا بموتاكم " . رواه الطبراني ، وفيه سوار بن مصعب وهو متروك .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية