9030 وعن قال : دخلت على عبد الرحمن بن عوف أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه فسلمت عليه وسألته : كيف أصبحت ؟ فاستوى جالسا فقال : أصبحت بحمد الله بارئا . فقال : أما إني على ما ترى وجع ، وجعلتم لي شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا من بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي ، فكلكم ورم لذلك أنفه ، رجاء أن يكون الأمر له ، ورأيت الدنيا أقبلت ولما تقبل وهي جائية ، وستجدون بيوتكم بستور الحرير ونضائد الديباج ، وتألمون ضجائع الصوف الأذربي كأن أحدكم على حسك السعدان ، والله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسيح في غمرة الدنيا .
ثم قال : أما ، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 203 ] عنهن . إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن
فأما الثلاث التي وددت أني لم أفعلهن : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته ، وأن أغلق على الحرب ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر وكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا ، ووددت أني حين وجهت إلى أهل الردة أقمت خالد بن الوليد بذي القصة ، فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإلا كنت ردءا ومددا .
وأما الثلاث اللاتي وددت أني فعلتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه لا يكون شر إلا طار إليه ، ووددت أني يوم أتيت بالفجاة السلمي لم أكن أحرقته وقتلته سريحا أو أطلقته نجيحا ، ووددت أني حين وجهت إلى خالد بن الوليد الشام وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله - عز وجل .
وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهن : فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر ؟ فلا ينازعه أهله ، ووددت أني كنت سألته : هل للأنصار في هذا الأمر سبب ؟ ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ فإن في نفسي منهما حاجة .
رواه ، وفيه الطبراني علوان بن داود البجلي ، وهو ضعيف ، وهذا الأثر مما أنكر عليه .