الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            9615 وعن عطاء بن أبي رباح قال : كنا مع ابن عمر فجاء فتى من أهل البصرة فسأله عن شيء فقال : سأخبرك عن ذلك قال : كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاشر عشرة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وحذيفة وأبو سعيد الخدري ورجل آخر سماه وأنا ، فجاء فتى من الأنصار فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جلس فقال : يا رسول الله أي المؤمنين أفضل ؟ قال : " أحسنهم خلقا " . قال : أي المؤمنين أكيس ؟ قال : " أكثرهم للموت ذكرا وأكثرهم له استعدادا قبل أن ينزل بهم - أو قال : ينزل به - أولئك الأكياس " . ثم سكت وأقبل علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " لم تظهر الفاحشة في قوم قط إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ، ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم فأخذ بعض ما كان في أيديهم ، وإذا لم يحكم أئمتهم [ ص: 318 ] بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " .

                                                                                            قال : ثم أمر عبد الرحمن بن عوف يتجهز لسرية أمره عليها ، فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس سوداء فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فنقضها وعممه وأرسل من خلفه أربع أصابع ثم قال : " هكذا يا ابن عوف فاعتم فإنه أعرب وأحسن " . ثم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بلالا أن يدفع إليه اللواء فحمد الله ثم قال : " اغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ، لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا " .

                                                                                            فهذا عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنته فيكم
                                                                                            .

                                                                                            قلت : روى ابن ماجه بعضه .

                                                                                            رواه البزار ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية