[ ص: 138 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65قالوا ياموسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65قالوا يا موسى يريد السحرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65إما أن تلقي عصاك من يدك
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65وإما أن نكون أول من ألقى تأدبوا مع
موسى فكان ذلك سبب إيمانهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66قال بل ألقوا فإذا حبالهم في الكلام حذف ، أي فألقوا ؛ دل عليه المعنى . وقرأ
الحسن ( وعصيهم ) بضم العين . قال
هارون القارئ : لغة
بني تميم ( وعصيهم ) وبها يأخذ
الحسن . الباقون بالكسر اتباعا لكسرة الصاد . ونحوه دلي ودلي وقسي وقسي .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى وقرأ
ابن عباس وأبو حيوة وابن ذكوان وروح عن
يعقوب ( تخيل ) بالتاء ؛ وردوه إلى العصي والحبال إذ هي مؤنثة . وذلك أنهم لطخوا العصي بالزئبق ، فلما أصابها حر الشمس ارتهشت واهتزت . قال
الكلبي : خيل إلى
موسى أن الأرض حيات وأنها تسعى على بطنها . وقرئ ( تخيل ) بمعنى تتخيل وطريقه طريق ( تخيل ) ومن قرأ يخيل بالياء رده إلى الكيد . وقرئ ( نخيل ) بالنون على أن الله هو المخيل للمحنة والابتلاء . وقيل : الفاعل
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66أنها تسعى ف ( أن ) في موضع رفع ؛ أي يخيل إليه سعيها ؛ قاله
الزجاج . وزعم
الفراء أن موضعها موضع نصب ؛ أي بأنها ثم حذف الباء . والمعنى في الوجه الأول : تشبه إليه من سحرهم وكيدهم حتى ظن أنها تسعى . وقال
الزجاج ومن قرأ بالتاء جعل ( أن ) في موضع نصب أي تخيل إليه ذات سعي ، قال : ويجوز أن تكون في موضع رفع بدلا من الضمير في ( تخيل ) وهو عائد على الحبال والعصي ، والبدل فيه بدل اشتمال . وتسعى معناه تمشي .
[ ص: 139 ] nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=67فأوجس في نفسه خيفة موسى أي أضمر . وقيل : وجد . وقيل : أحس . أي من الحيات وذلك على ما يعرض من طباع البشر على ما تقدم . وقيل : خاف أن يفتتن الناس قبل أن يلقي عصاه . وقيل : خاف حين أبطأ عليه الوحي بإلقاء العصا أن يفترق الناس قبل ذلك فيفتتنوا . وقال بعض أهل الحقائق : إنما كان السبب أن
موسى - عليه السلام - لما التقى بالسحرة وقال لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب التفت فإذا
جبريل على يمينه فقال له يا
موسى ترفق بأولياء الله . فقال
موسى : يا
جبريل هؤلاء سحرة جاءوا بسحر عظيم ليبطلوا المعجزة ، وينصروا دين
فرعون ، ويردوا دين الله ، تقول : ترفق بأولياء الله ! فقال
جبريل : هم من الساعة إلى صلاة العصر عندك ، وبعد صلاة العصر في الجنة . فلما قال له ذلك ، أوجس في نفس
موسى وخطر أن ما يدريني ما علم الله في ، فلعلي أكون الآن في حالة ، وعلم الله في على خلافها كما كان هؤلاء . فلما علم الله ما في قلبه أوحى الله إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=68لا تخف إنك أنت الأعلى أي الغالب لهم في الدنيا ، وفي الدرجات العلا في الجنة ؛ للنبوة والاصطفاء الذي آتاك الله به . وأصل خيفة خوفة فانقلبت الواو ياء لانكسار الخاء .
nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا ولم يقل وألق عصاك ، فجائز أن يكون تصغيرا لها ؛ أي لا تبال بكثرة حبالهم وعصيهم ، وألق العويد الفرد الصغير الجرم الذي في يمينك ، فإنه بقدرة الله يتلقفها على وحدته وكثرتها ، وصغره وعظمها . وجائز أن يكون تعظيما لها أي لا تحفل بهذه الأجرام الكثيرة الكبيرة فإن في يمينك شيئا أعظم منها كلها ، وهذه على كثرتها أقل شيء وأنزره عندها ؛ فألقه يتلقفها بإذن الله ويمحقها . و ( تلقف ) بالجزم جواب الأمر ؛ كأنه قال : إن تلقه تتلقف ؛ أي تأخذ وتبتلع . وقرأ
السلمي وحفص تلقف ساكنة اللام من لقف يلقف لقفا . وقرأ
ابن ذكوان وأبو حيوة الشامي ويحيى بن الحارث ( تلقف ) بحذف التاء ورفع الفاء ، على معنى فإنها تتلقف . والخطاب
لموسى . وقيل : للعصا . واللقف الأخذ بسرعة ، يقال : لقفت الشيء ( بالكسر ) ألقفه لقفا ، وتلقفته أيضا أي تناولته بسرعة . عن
يعقوب : يقال رجل لقف ثقف أي خفيف حاذق . واللقف ( بالتحريك ) سقوط الحائط . ولقد لقف الحوض لقفا أي تهور من أسفله واتسع . وتلقف وتلقم وتلهم بمعنى . لقمت اللقمة ( بالكسر ) لقما ، وتلقمتها إذا ابتلعتها في مهلة وكذلك لهمه ( بالكسر ) إذا ابتلعه .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69إنما صنعوا أي الذي صنعوه وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69إنما صنعوا [ ص: 140 ] أي إن الذي صنعوه . كيد بالرفع ( سحر ) بكسر السين وإسكان الحاء ؛ وهي قراءة الكوفيين إلا عاصما . وفيه وجهان : أحدهما : أن يكون الكيد مضافا إلى السحر على الإتباع من غير تقدير حذف . والثاني : أن يكون في الكلام حذف أي كيد ذي سحر . وقرأ الباقون ( كيد ) بالنصب بوقوع الصنع عليه وما كافة ولا تضمر هاء ساحر بالإضافة . والكيد في الحقيقة على هذه القراءة مضاف للساحر لا للسحر . ويجوز فتح أن على معنى لأن ما صنعوا كيد ساحر .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69ولا يفلح الساحر حيث أتى أي لا يفوز ولا ينجو حيث أتى من الأرض . وقيل : حيث احتال . وقد مضى في ( البقرة ) حكم الساحر ومعنى السحر فتأمله هناك . قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=70فألقي السحرة سجدا لما رأوا من عظيم الأمر وخرق العادة في العصا ؛ فإنها ابتلعت جميع ما احتالوا به من الحبال والعصي ؛ وكانت حمل ثلاثمائة بعير ثم عادت عصا لا يعلم أحد أين ذهبت الحبال والعصي إلا الله تعالى . وقد مضى في ( الأعراف ) هذا المعنى وأمر العصا مستوفى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=70قالوا آمنا برب هارون وموسى أي به ؛ يقال : آمن له وآمن به ؛ ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=26فآمن له لوط وفي الأعراف
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنكار منه عليهم ؛ أي تعديتم وفعلتم ما لم آمركم به .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71إنه لكبيركم الذي علمكم السحر أي رئيسكم في التعليم ، وإنما غلبكم لأنه أحذق به منكم . وإنما أراد
فرعون بقوله هذا ليشبه على الناس حتى لا يتبعوهم فيؤمنوا كإيمانهم ، وإلا فقد علم
فرعون أنهم لم يتعلموا من
موسى ، بل قد علموا السحر قبل قدوم
موسى وولادته .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل أي على جذوع النخل . قال
سويد بن أبي كاهل :
هم صلبوا العبدي في جذع نخلة فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
فقطع وصلب حتى ماتوا رحمهم الله تعالى . وقرأ
ابن محيصن هنا وفي الأعراف فلأقطعن ولأصلبنكم بفتح الألف والتخفيف من قطع وصلب .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى يعني أنا أم رب
موسى .