قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين فسبح باسم ربك العظيم nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68أفرأيتم الماء الذي تشربون لتحيوا به أنفسكم ، وتسكنوا به عطشكم ،
[ ص: 200 ] لأن الشراب إنما يكون تبعا للمطعوم ، ولهذا جاء الطعام مقدما في الآية قبل ، ألا ترى أنك تسقي ضيفك بعد أن تطعمه .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ولو عكست قعدت تحت قول
أبي العلاء :
إذا سقيت ضيوف الناس محضا سقوا أضيافهم شبما زلالا
وسقي بعض العرب فقال : أنا لا أشرب إلا على ثميلة .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=69أأنتم أنزلتموه من المزن أي : السحاب ، الواحدة مزنة ، فقال الشاعر :
فنحن كماء المزن ما في نصابنا كهام ولا فينا يعد بخيل
وهذا قول
ابن عباس ومجاهد وغيرهما أن المزن السحاب . وعن
ابن عباس أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري : المزن السماء والسحاب . وفي الصحاح :
أبو زيد : المزنة : السحابة البيضاء والجمع مزن ، والمزنة المطرة ، قال :
ألم تر أن الله أنزل مزنة وعفر الظباء في الكناس تقمع
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=69أم نحن المنزلون أي : فإذا عرفتم بأني أنزلته فلم لا تشكروني بإخلاص العبادة لي ؟ ولم تنكرون قدرتي على الإعادة ؟ .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لو نشاء جعلناه أجاجا أي : ملحا شديد الملوحة ؛ قاله
ابن عباس .
الحسن : مرا قعاعا لا تنتفعون به في شرب ولا زرع ولا غيرهما .
فلولا أي : فهلا تشكرون الذي صنع ذلك بكم .
nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=71أفرأيتم النار التي تورون أي : أخبروني عن النار التي تظهرونها بالقدح من الشجر الرطب
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=72أأنتم أنشأتم شجرتها يعني التي تكون منها الزناد وهي المرخ والعفار ، ومنه قولهم : في كل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار ، أي : استكثر منها ، كأنهما أخذا من النار ما هو حسبهما . ويقال : لأنهما يسرعان الوري . يقال : أوريت النار إذا قدحتها . وورى الزند يري إذا انقدح منه النار . وفيه لغة أخرى : ووري الزند يري بالكسر فيهما .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=72أم نحن المنشئون أي : المخترعون الخالقون ، أي : فإذا عرفتم قدرتي فاشكروني ولا تنكروا قدرتي على البعث .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73نحن جعلناها تذكرة يعني نار الدنيا موعظة للنار الكبرى ؛ قاله
قتادة .
ومجاهد : تبصرة للناس من الظلام . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831309إن ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم فقالوا : يا رسول الله : إن كانت لكافية ، قال : فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73ومتاعا للمقوين قال
الضحاك : أي :
[ ص: 201 ] منفعة للمسافرين ، سموا بذلك لنزولهم القوى وهو القفر .
الفراء : إنما يقال للمسافرين : مقوين إذا نزلوا القي وهي الأرض القفر التي لا شيء فيها . وكذلك القوى والقواء بالمد والقصر ، ومنزل قواء لا أنيس به ، يقال : أقوت الدار وقويت أيضا أي : خلت من سكانها ، قال
النابغة :
يا دار مية بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأمد
وقال
عنترة :
حييت من طلل تقادم عهده أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
ويقال : أقوى أي : قوي وقوي أصحابه ، وأقوى إذا سافر أي : نزل القواء والقي . وقال
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73للمقوين المستمتعين بها من الناس أجمعين في الطبخ والخبز والاصطلاء والاستضاءة ، ويتذكر بها نار جهنم فيستجار بالله منها . وقال
ابن زيد : للجائعين في إصلاح طعامهم . يقال : أقويت منذ كذا وكذا ، أي : ما أكلت شيئا ، وبات فلان القواء وبات القفر ، إذا بات جائعا على غير طعم ، قال الشاعر :
وإني لأختار القوى طاوي الحشى محافظة من أن يقال لئيم
وقال
الربيع nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : المقوين المنزلين الذين لا زناد معهم ، يعني نارا يوقدون فيختبزون بها ؟ ورواه
العوفي عن
ابن عباس . وقال
قطرب : المقوي من الأضداد يكون بمعنى الفقير ويكون بمعنى الغني ، يقال : أقوى الرجل ، إذا لم يكن معه زاد ، وأقوى إذا قويت دوابه وكثر ماله .
المهدوي : والآية تصلح للجميع ، لأن النار يحتاج إليها المسافر والمقيم والغني والفقير . وحكى
الثعلبي أن أكثر المفسرين على القول الأول .
القشيري : وخص المسافر بالانتفاع بها لأن انتفاعه بها أكثر من منفعة المقيم ؛ لأن أهل البادية لا بد لهم من النار يوقدونها ليلا لتهرب منهم السباع ، وفي كثير من حوائجهم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=74فسبح باسم ربك العظيم أي : فنزه الله عما أضافه إليه المشركون من الأنداد ، والعجز عن البعث .
[ ص: 202 ]