الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( وأول وقت الظهر ) ( إذا زالت الشمس ) لإمامة جبرائيل عليه السلام في اليوم الأول حين زالت الشمس . [ ص: 325 ] ( وآخر وقتها عند أبي حنيفة رحمه الله إذا صار ظل كل شيء مثليه سوى فيء الزوال ، وقالا : إذا صار الظل مثله ) وهو رواية عن أبي حنيفة رحمه الله ، وفيء الزوال : هو الفيء الذي يكون للأشياء وقت الزوال ، لهما إمامة جبريل عليه السلام في اليوم الأول في هذا الوقت ، ولأبي حنيفة رحمه الله قوله عليه الصلاة والسلام : " { أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم }وأشد الحر في ديارهم في هذا الوقت ، إذا تعارضت الآثار لا ينقضي الوقت بالشك .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        { الحديث الثالث } :

                                                                                                        في حديث { إمامة جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بالنبي صلى الله عليه وسلم الظهر في اليوم الأول حين زالت الشمس } ، قلت : تقدم في حديث ابن عباس { أمني جبرائيل عند البيت مرتين : فصلى بي الظهر حين زالت الشمس إلى أن قال : وصلى بي الظهر في المرة الثانية حين صار ظل كل شيء مثله }الحديث ، أخرجه أبو داود ، والترمذي ، وتقدم أيضا في حديث : { جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين مالت الشمس ، فقال : قم يا محمد فصل الظهر ، فقام فصلى الظهر إلى أن قال : ثم جاءه من الغد حين كان فيء الرجل مثله ، فقال : قم يا محمد فصل ، فصلى الظهر } ، أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان ، والحاكم ، وصححه ، وفي حديث أبي مسعود أيضا نحوه ، وفي حديث عمرو بن حزم ، قال : { جاء جبرائيل فصلى بالنبي صلى الله عليه وسلم وصلى النبي بالناس حين زالت الشمس الظهر } ، الحديث رواه عبد الرزاق في " مصنفه " .

                                                                                                        وفي الباب لمسلم حديث [ ص: 325 ] بريدة أن { رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مواقيت الصلاة ، فقال : اشهد معنا الصلاة ، فأمر بلالا ، فأذن بغلس فصلى الصبح حين طلع الفجر ، ثم أمره بالظهر حين زالت الشمس عن بطن السماء ، ثم أمره بالعصر والشمس مرتفعة ، ثم أمره بالمغرب حين وجبت الشمس ، ثم أمره بالعشاء حين وقع الشفق ، ثم أمره الغد فنور بالصبح ، ثم أمره بالظهر فأبرد ، ثم أمره بالعصر والشمس بيضاء نقية لم يخالطها صفرة . ثم أمره بالمغرب قبل أن يقع الشفق ، ثم أمره بالعشاء عند ذهاب ثلث الليل أو بعضه ، فلما أصبح ، قال : أين السائل ؟ ما بين ما رأيت وقت }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا ، { وقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس ما لم يحضر وقت العصر ، وسيأتي بتمامه }.

                                                                                                        وحديث أبي هريرة مرفوعا : { إن للصلاة أولا وآخرا ، وإن أول صلاة الظهر حين تزول الشمس ، وآخر وقتها حين يدخل وقت العصر }" ، رواه الترمذي وضعفه ، وسيأتي في " السابع " . ولمسلم أيضا في حديث أبي موسى ، ثم أمره فأقام بالظهر حين زالت الشمس ، وسيأتي أيضا .

                                                                                                        الحديث الرابع : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { أبردوا بالظهر ، فإن شدة الحر من فيح جهنم }.

                                                                                                        قلت : أخرجه البخاري في " صحيحه " من حديث الأعمش عن أبي صالح عن الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبردوا بالظهر ، فإن شدة الحر من فيح جهنم }انتهى .

                                                                                                        وروى الأئمة الستة في " كتبهم " من حديث أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا اشتد الحر ، فأبردوا عن الصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم }" .

                                                                                                        ورواه الطبراني في " معجمه " من حديث عبد الرحمن بن حارثة . وأبي موسى ، [ ص: 326 ] وعمرو بن عنبسة ، وصفوان ، والحجاج الباهلي ، وابن مسعود ، والمغيرة بن شعبة .

                                                                                                        وأخرج البخاري ومسلم عن أبي ذر ، قال : { أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبرد أبرد ، وقال : إن شدة الحر من فيح جهنم ، فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة }قال أبو ذر : حتى رأينا فيء التلول انتهى




                                                                                                        الخدمات العلمية