الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 53 - 58 ] قال : ( والسواك ) لأنه عليه الصلاة والسلام " كان يواظب عليه " [ ص: 59 - 60 ] وعند فقده يعالج بالأصبع ; لأنه عليه الصلاة والسلام فعل كذلك ، والأصح أنه مستحب .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الرابع : روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على السواك }. قلت : فيه أحاديث : فمنها ما أخرجه البخاري ، ومسلم عن أبي وائل عن حذيفة { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك }انتهى . وفي لفظ : إذا قام ليتهجد .

                                                                                                        { حديث آخر } : روى مسلم من حديث شريح عن عائشة ، قالت : { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : أخرجه أبو داود في " سننه " عن علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد عن عائشة { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يستيقظ من ليل أو نهار إلا تسوك قبل أن يتوضأ }انتهى . [ ص: 59 ]

                                                                                                        { حديث آخر } : أخرجه النسائي ، وابن ماجه عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ركعتين ركعتين ، ثم ينصرف فيستاك }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : رواه أحمد ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو يعلى الموصلي في " مسانيدهم " .

                                                                                                        حدثنا محمد بن مهران القرشي حدثني جدي أبو المليح عن ابن عمر { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عنده ، فإذا استيقظ بدأ بالسواك }.

                                                                                                        { حديث آخر } : أخرجه الطبراني في " معجمه " عن صالح بن أبي صالح عن زيد بن خالد الجهني ، قال : { ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من بيته لشيء من الصلوات حتى يستاك }. انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : يدل على محافظته عليه السلام على السواك . وهو أنه فعله عليه السلام حتى عند وفاته ، كما رواه البخاري في " آخر كتاب المغازي " من حديث القاسم عن عائشة . قالت : { دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري ، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به . فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره . فأخذت السواك فقضمته ، وطيبته ، ثم دفعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاستن ، فما رأيته عليه السلام استن استنانا قط أحسن منه ، فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده ، أو إصبعه ، ثم قال : في الرفيق الأعلى ، ثلاثا ، ثم قضى ، وكانت تقول : مات بين حاقنتي وذاقنتي } ، انتهى .

                                                                                                        ( أحاديث الأمر بالسواك )

                                                                                                        روى الأئمة الستة في " كتبهم " من حديث أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة }.

                                                                                                        وقال مسلم : { عند كل صلاة }انتهى . وعند النسائي في رواية { عند كل وضوء }. قال ابن دقيق العيد في " الإمام " : ورواها ابن خزيمة في " صحيحه " وفي " الخلاصة " ، وصححها الحاكم ، وذكرها البخاري في " صحيحه " تعليقا في " كتاب [ ص: 60 ] الصوم " .

                                                                                                        ( { حديث آخر } ) : رواه أبو داود ، والترمذي من حديث أبي سلمة عن زيد بن خالد الجهني مرفوعا : { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة }.

                                                                                                        قال أبو سلمة : فرأيت زيدا يجلس في المسجد ، وإن السواك من أذنه موضع القلم من أذن الكاتب ، وكلما قام إلى الصلاة استاك انتهى .

                                                                                                        قال الترمذي : حديث حسن صحيح قال البيهقي : وقد أسند آخر هذا الحديث من جهة محمد بن إسحاق ، ثم أخرجه من طريق ابن إسحاق عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله ، قال : { كان السواك من أذن النبي صلى الله عليه وسلم موضع القلم من أذن الكاتب }انتهى .

                                                                                                        قال البيهقي : رواه عن ابن إسحاق سفيان ، ولم يروه عن سفيان إلا يحيى بن اليمان . ويحيى بن اليمان ليس بالقوي عندهم ، ويشبه أن يكون وهم من حديث زيد بن خالد إلى هذا ، والله أعلم .

                                                                                                        الحديث الخامس : روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند فقد السواك يعالج بالإصبع }. قلت : حديث غريب

                                                                                                        وروي ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم قال البيهقي في سننه : باب وقد ورد في الاستياك بالإصبع حديث ضعيف ، ثم أخرج عن عيسى بن شعيب عن عبد الحكم القسملي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { يجزئ من السواك الأصابع }انتهى .

                                                                                                        ثم أخرجه عن عيسى بن شعيب عن ابن المثنى عن النضر بن أنس عن أبيه ، فذكره . وقال : تفرد عيسى بالإسنادين جميعا انتهى .

                                                                                                        وقال ابن عدي بعد أن روى الأول : سمعت ابن حماد يقول : قال البخاري : عبد الحكم القسملي البصري عن أنس ، وعن أبي الصديق منكر الحديث انتهى .

                                                                                                        ثم أخرجه البيهقي عن عبد الله بن المثنى عن النضر بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { تجري الأصابع مجرى السواك }. انتهى .

                                                                                                        ثم قال : المحفوظ عن ابن المثنى . أنه قال : حدثني بعض أهل بيتي عن أنس بن مالك ، { أن رجلا من الأنصار من بني عمرو بن عوف ، قال : يا رسول الله إنك رغبتنا في السواك ، فهل دون ذلك من شيء ؟ قال : إصبعك سواك عند وضوئك ، تمر بها على أسنانك ، إنه لا عمل لمن لا نية له ، ولا أجر لمن لا حسبة له }انتهى .

                                                                                                        وأخرجه أيضا عن أبي أمية الطرسوسي ثنا عبد الله [ ص: 61 ] بن عمر الحمال ثنا عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الإصبع يجزئ من السواك }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : في المعنى : رواه الطبراني في " معجمه الوسط " .

                                                                                                        حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن أبي السري ثنا الوليد بن مسلم ثنا عيسى بن عبد الله الأنصاري عن عطاء بن أبي رباح عن { عائشة ، قالت : قلت : يا رسول الله ، الرجل يذهب فوه يستاك ؟ قال : نعم ، قلت : كيف يصنع ؟ قال : يدخل إصبعه في فيه }. انتهى . وقال : لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد ، انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية