الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما أقل النفاس فليس للشافعي في كتبه نص عليه ، وإنما روى أبو ثور عنه أنه قال أقل النفاس ساعة فاختلف أصحابنا هل الساعة حد لأقله أو لا على وجهين :

                                                                                                                                            أحدهما : وهو قول أبي العباس وجميع البغداديين أنه محدود الأقل بساعة ، وبه قال محمد بن الحسن وأبو ثور .

                                                                                                                                            الثاني : وهو قول البصريين أنه لا حد لأقله ، وإنما ذكر الساعة تقليلا وتفريقا لا أنه جعلها حدا ، وأقله مجة من دم ، وبه قال مالك والأوزاعي وأحمد وإسحاق ، وقال أبو حنيفة : أقل النفاس خمسة وعشرون يوما .

                                                                                                                                            وقال أبو يوسف أقله أحد عشر يوما ، وقال سفيان الثوري أقله ثلاثة أيام ، وكل هذه الحدود ليس فيها نص ، ولا قياس على أصل ، وإنما وجد قائلوها نساء كان أقل نفاسهن ما ذكروا فجعلوه حدا مستحسنا ، وليس هذا دليلا على من وجد أقل من حدهم ، وقد وجد نساء كان نفاسهن أقل من هذه الحدود .

                                                                                                                                            روي أن امرأة ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تر معه دما فسميت ذات الجفاف .

                                                                                                                                            وروى أبو أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا طهرت النفساء حين تضع صلت وهذا نص .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية