الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لبأ

                                                          لبأ : اللبأ على فعل ، بكسر الفاء وفتح العين : أول اللبن في النتاج . أبو زيد : أول الألبان اللبأ عند الولادة ، وأكثر ما يكون ثلاث حلبات وأقله حلبة . وقال الليث : اللبأ ، مهموز مقصور : أول حلب عند وضع الملبئ . ولبأت الشاة ولدها أي أرضعته اللبأ ، وهي تلبؤه ، والتبأت أنا : شربت اللبأ . ولبأت الجدي : أطعمته اللبأ . ويقال لبأت اللبأ ألبؤه لبأ إذا حلبت الشاة لبأ . ولبأ الشاة يلبؤها لبأ ، بالتسكين ، والتبأها : احتلب لبأها . والتبأها ولدها واستلبأها : رضعها . ويقال : استلبأ الجدي استلباء إذا ما رضع من تلقاء نفسه ، وألبأ الجدي إلباء إذا رضع من تلقاء نفسه ، وألبأ الجدي إلباء إذا شده إلى رأس الخلف ليرضع اللبأ ، وألبأته أمه ولبأته : أرضعته اللبأ ، وألبأته : سقيته اللبأ . أبو حاتم : ألبأت الشاة ولدها أي قامت حتى ترضع لبأها ، وقد التبأناها أي احتلبنا لبأها ، واستلبأها ولدها أي شرب لبأها . وفي حديث ولادة الحسن بن علي - رضي الله عنهما : وألبأه بريقه أي صب ريقه في فيه كما يصب اللبأ في فم الصبي ، وهو أول ما يحلب عند الولادة . ولبأ القوم يلبؤهم لبأ . إذا صنع لهم اللبأ ; ولبأ القوم يلبؤهم لبأ وألبأهم : أطعمهم اللبأ . وقيل : لبأهم : أطعمهم اللبأ ، وألبأهم : زودهم إياه . وقال اللحياني : لبأتهم لبأ ولبأ ، وهو الاسم . قال ابن سيده : ولا أدري ما حاصل كلام اللحياني هذا اللهم إلا أن يريد أن اللبأ يكون مصدرا واسما ، وهذا لا يعرف . وألبئوا : كثر لبؤهم . وألبأت الشاة : أنزلت اللبأ ، وقول ذي الرمة :


                                                          ومربوعة ربعية قد لبأتها بكفي ، من دوية ، سفرا ، سفرا

                                                          فسره الفارسي وحده ، فقال : يعني الكمأة . مربوعة : أصابها الربيع . وربعية : متروية بمطر الربيع ; ولبأتها : أطعمتها أول ما بدت ، وهي استعارة كما يطعم اللبأ . يعني : أن الكماء جناها فباكرهم بها طرية ; وسفرا منصوب على الظرف أي غدوة ; وسفرا مفعول ثان للبأتها ، وعداه إلى مفعولين لأنه في معنى أطعمت . وألبأ اللبأ : أصلحه وطبخه . ولبأ اللبأ يلبؤه لبأ وألبأه : طبخه ، الأخيرة عن ابن الأعرابي . ولبأت الناقة تلبيئا ، وهي ملبئ ، بوزن ملبع : وقع اللبأ في ضرعها ، ثم الفصح بعد اللبأ إذا جاء اللبن بعد انقطاع اللبأ ، يقال قد أفصحت الناقة وأفصح لبنها . وعشار ملابئ إذا دنا نتاجها . ويقال : لبأت الفسيل ألبؤه لبأ إذا سقيته حين تغرسه . وفي الحديث : إذا غرست فسيلة ، وقيل الساعة تقوم ، فلا يمنعك أن تلبأها ، أي تسقيها ، وذلك أول سقيك إياها . وفي حديث بعض الصحابة : أنه مر بأنصاري يغرس نخلا فقال : يا ابن أخي إن بلغك أن الدجال قد خرج ، فلا يمنعنك من أن تلبأها ، أي لا يمنعنك خروجه عن غرسها وسقيها أول سقية ; مأخوذ من اللبأ . ولبأت بالحج تلبئة ، وأصله لبيت ، غير مهموز . قال الفراء : ربما خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز ، فقالوا لبأت بالحج ، وحلأت السويق ، ورثأت الميت . ابن شميل في تفسير لبيك ، يقال : لبأ فلان من هذا الطعام يلبأ لبأ إذا أكثر منه . قال : ولبيك كأنه استرزاق . الأحمر : بينهم الملتبئة أي هم متفاوضون لا يكتم بعضهم بعضا . وفي النوادر يقال : بنو فلان لا يلتبئون فتاهم ، ولا يتعيرون شيخهم . المعنى : لا يزوجون الغلام صغيرا ولا الشيخ كبيرا طلبا للنسل . واللبؤة : الأنثى من الأسود ، والجمع لبؤ ، واللبأة واللباة كاللبؤة ، فإن كان مخففا منه ، فجمعه كجمعه ، وإن كان لغة فجمعه لبآت . واللبوة ، ساكنة الباء غير مهموزة لغة فيها ، واللبؤ الأسد ، قال : وقد أميت أعني أنهم قل استعمالهم إياه ألبتة . واللبوء : رجل معروف ، وهو اللبوء بن عبد القيس . واللبء : حي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية