الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لهج

                                                          لهج : لهج : بالأمر لهجا ، ولهوج وألهج ، كلاهما : أولع به واعتاده ، وألهجته به . ويقال : فلان ملهج بهذا الأمر أي مولع به ؛ وأنشد :


                                                          رأسا بتهضاض الرءوس ملهجا



                                                          واللهج بالشيء : الولوع به . واللهجة واللهجة : طرف اللسان . واللهجة واللهجة : جرس الكلام ، والفتح أعلى . ويقال : فلان فصيح اللهجة واللهجة ، وهي لغته التي جبل عليها فاعتادها ونشأ عليها . الجوهري : لهج ، بالكسر ، به يلهج لهجا إذا أغري به فثابر عليه . واللهجة اللسان ، وقد يحرك . وفي الحديث : ما من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، وفي حديث آخر : أصدق لهجة من أبي ذر ؛ قال : اللهجة اللسان . ولهجت القوم تلهيجا إذا لهنتهم وسلفتهم . والهاج اللبن الهيجاجا : خثر حتى يختلط بعضه ببعض ولم تتم خثورته ، وكذلك كل مختلط . والهاجت عينه : اختلط بها النعاس . والفصيل يلهج أمه إذا تناول ضرعها يمتصه . ولهجت الفصال : أخذت في شرب اللبن . ولهج الفصيل بأمه يلهج إذا اعتاد رضاعها ، فهو فصيل لاهج ، وفصيل راغل لاهج بأمه . وألهج الرجل : لهجت فصاله برضاع أمهاتها فيعمل عند ذلك أخلة يشدها في الأخلاف لئلا يرتضع الفصيل . وألهج الفصيل : جعل في فيه خلالا فشده لئلا يعصل إلى الرضاع ؛ قال الشماخ :


                                                          رعى بارض الوسمي حتى كأنما     يرى بسفى البهمى أخلة ملهج



                                                          وهذه أفعل التي لإعدام الشيء وسلبه . أبو منصور : الملهج الراعي الذي لهجت فصال إبله بأمهاتها ، فاحتاج إلى تفليكها وإجرارها . يقال : ألهج الراعي صاحب الإبل ، فهو ملهج ، وهو التفليك أن يجعل الراعي من الهلب مثل فلكة المغزل ، ثم يثقب لسان الفصيل فيجعل فيه لئلا يرضع . والإجرار : أن يشق لسان الفصيل لئلا يرضع وهو البدح أيضا ، وأما الخل فهو أن يأخذ خلالا فيجعله فوق أنف الفصيل يلزقه به ، فإذا ذهب يرضع خلف أمه أوجعها طرف الخلال فزبنته عن نفسها ؛ ولا يقال : ألهجت الفصيل ، إنما يقال : ألهج الراعي إذا لهجت فصاله ، وبيت الشماخ حجة لما وصفته ؛ قال يصف حمار وحش رعى بأرض الوسمي ، وهو أول النبت حتى بسق وطال ، فرعى البهمى فصار سفاها كأخلة الملهج ، فترك رعيها ؛ قال الأزهري : هكذا أنشده المنذري ، وذكر أنه عرضه على أبي الهيثم ، قال : والملهج الذي لهجت فصاله بالرضاع ؛ يقول رعى العير بأرض الوسمي أول ما نبت إلى أن يبس سفى بأرض البهمى كرهه ليبسه ، وشبه شوك السفى لما يبس بالأخلة التي تجعل فوق أنوف الفصال ، ويغرى بها ، قال : وفسر الباهلي البيت [ ص: 242 ] كما وصفته . الأموي : لهجت القوم إذا عللتهم قبل الغذاء بلهنة يتعللون بها ، وهي اللهجة والسلفة واللمجة . وتقول العرب : سلفوا ضيفكم ولمجوه ولهجوه ولمكوه وعسلوه وشمجوه وعيروه وسفكوه ونشلوه وسودوه ، بمعنى واحد . ولهج القوم : أطعمهم شيئا يتعللون به قبل الغذاء . والملهاج من اللبن : الذي خثر حتى اختلط بعضه ببعض ولم تتم خثورته ، وكذلك كل مختلط . وأمر بني فلان ملهاج ، على المثل . وأيقظني حين الهاجت عيني أي حين اختلط النعاس بها . ولهوج الشيء : خلطه . ولهوج الأمر : لم يحكمه ولم يبرمه . ابن السكيت : طعام ملهوج وملغوس ، وهو الذي لم ينضح ؛ وأنشد الكلابي :


                                                          خير الشواء الطيب الملهوج     قد هم بالنضج ولما ينضج



                                                          وشواء ملهوج إذا لم ينضج . ولهوج اللحم : لم ينعم شيه ؛ قال الشماخ :


                                                          وكنت إذا لاقيتها كان سرنا     وما بيننا مثل الشواء الملهوج



                                                          وقال العجاج :


                                                          والأمر ما رامقته ملهوجا     يضويك ما لم تجن منه منضجا



                                                          ولهوجت اللحم وتلهوجته إذا لم تنعم طبخه . وثرمل الطعام إذا لم ينضجه صانعه ، ولم ينفضه من الرماد إذ مله ، ويعتذر إلى الضيف ، فيقال : قد رملنا لك العمل ، ولم نتنوق فيه للعجلة . وتلهوج الشيء : تعجله ؛ أنشد ابن الأعرابي :


                                                          لولا الإله ولولا سعي صاحبنا     تلهوجوها كما نالوا من العير



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية