الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لخا

                                                          لخا : اللخا : كثرة الكلام في الباطل ورجل ألخى وامرأة لخواء ، وقد لخي ، بالكسر ، لخا . واللخا : أن تكون إحدى ركبتي البعير أعظم من الأخرى مثل الأركب ، تقول منه : بعير لخ وألخى وناقة لخواء . والألخى : المعوج . واللخا : ميل في العلبة والجفنة . واللخا : ميل في أحد شقي الفم ، فم ألخى ورجل ألخى وامرأة لخواء ، وقيل : اللخا اعوجاج في اللحي ، وعقاب لخواء منه لأن منقارها الأعلى أطول من الأسفل . وامرأة لخواء بينة اللخا : في فرجها ميل . واللخو : الفرج المضطرب الكثير الماء . قال الليث : اللخو لخو القبل المضطرب الكثير الماء . الصحاح : اللخا نعت القبل المضطرب الكثير الماء . الأصمعي : اللخواء المرأة الواسعة الجهاز ، واللخا غار الفم ، واللخا استرخاء في أسفل البطن ، وقيل : هو أن تكون إحدى الخاصرتين أعظم من الأخرى ، والفعل كالفعل مما تقدم ، والصفة كالصفة . قال شمر : سمعت ابن الأعرابي يقول اللخا ، مقصور ، أن يميل بطن الرجل في أحد جانبيه . قال : واللخا المسعط ، وصرح اللحياني فيه المد فقال : اللخاء ، ممدود ، المسعط ، وقد لخاه لخوا . التهذيب : واللخا شيء مثل الصدف يتخذ مسعطا . أبو عمرو : اللخا إعطاء الرجل ماله صاحبه ; قال الشاعر :


                                                          لخيتك مالي ثم لم تلف شاكرا فعش رويدا لست عنك بغافل

                                                          ابن سيده : اللخا ، مقصور ، المسعط ، والملخى مثله ; وقيل : هو ضرب من جلود دواب البحر يستعط به . ولخيته وألخيته ولخوته كل هذا : سعطته ، وقيل : أوجرته الدواء . قال ابن بري : يقال : التخت باللخا أي شربت بالمسعط ; قال الراجز :


                                                          وما التخت من سوء جسم بلخا

                                                          وقال ابن ميادة :


                                                          فهن مثل الأمهات يلخين     يطعمن أحيانا ، وحينا يسقين

                                                          وألخيته مالا أي أعطيته . واللخاء : الغذاء للصبي سوى الرضاع . والتخى : أكل الخبز المبلول ، والاسم اللخاء مثل الغذاء ، تقول : الصبي يلتخي التخاء أي يأكل خبزا مبلولا ; وأنشد الفراء لبعضهم من بني أسد :


                                                          فهن مثل الأمهات يلخين     يطعمن أحيانا ، وحينا يسقين

                                                          كأنها من شجر البساتين : [ ص: 188 ] العنباء المنتقى والتين لا عيب إلا أنهن يلهين عن لذة الدنيا ، وعن بعض الدين والتخى صدر البعير أو جرانه : قد منه سيرا للسوط ونحوه ; قال جران العود يذكر أنه اتخذ سيرا من صدر بعير لتأديب نسائه :


                                                          خذا حذرا ياخلتي ، فإنني     رأيت جران العود قد كاد يصلح
                                                          عمدت لعود فالتخيت جرانه     وللكيس أمضى في الأمور وأنجح

                                                          قال أبو منصور : التحيت جران البعير ، بالحاء ، والعرب تسوي السياط من الجران ، لأن جلده أصلب وأمتن ; قال : وأظنه من قولك لحوت العود ولحيته إذا قشرته ، وكذلك اللخاء والملاخاة ، بالخاء ، بمعنى التحميل والتحريش ، يقال : لاخيت بي عند فلان أي أثيت بي عنده ملاخاة ولخاء ، وقال : واللخاء بالخاء بهذا المعنى تصحيف عندي . ولاخى به : وشى ; قال ابن سيده : وقضينا على هذا بالياء لأن اللام ياء أكثر منها واوا . أبو عمرو : الملاخاة المخالفة وأيضا المصانعة ; وأنشد :


                                                          ولاخيت الرجال بذات بيني     وبينك ، حين أمكنك اللخاء

                                                          قال : لاخيت وافقت ; قال الطرماح :


                                                          فلم نجزع لمن لاخى علينا     ولم نذر العشيرة للجناة

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية