الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لفت

                                                          لفت : لفت وجهه عن القوم : صرفه ، والتفت التفاتا والتلفت أكثر منه . وتلفت إلى الشيء والتفت إليه : صرف وجهه إليه ؛ قال :


                                                          أرى الموت بين السيف والنطع كامنا يلاحظني من حيث ما أتلفت



                                                          وقال :


                                                          فلما أعادت من بعيد بنظرة     إلي التفاتا أسلمتها المحاجر



                                                          [ ص: 215 ] وقوله تعالى : ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك ؛ أمر بترك الالتفات ، لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم من العذاب . وفي الحديث في صفته - صلى الله عليه وسلم - : فإذا التفت ، التفت جميعا ؛ أراد أنه لا يسارق النظر ، وقيل : أراد لا يلوي عنقه يمنة ويسرة إذا نظر إلى الشيء ، وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف ، ولكن كان يقبل جميعا ويدبر جميعا . وفي الحديث : فكانت مني لفتة ؛ هي المرة الواحدة من الالتفات . واللفت : اللي . ولفته يلفته لفتا : لواه على غير جهته ؛ وقيل : اللي هو أن ترمي به إلى جانبك . ولفته عن الشيء يلفته لفتا : صرفه . الفراء في قوله عز وجل : أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا ؛ اللفت : الصرف يقال : ما لفتك عن فلان أي ما صرفك عنه ؟ واللفت : لي الشيء عن جهته ، كما تقبض على عنق إنسان فتلفته ؛ وأنشد :


                                                          ولفتن لفتات لهن خضاد



                                                          ولفت فلانا عن رأيه أي صرفته عنه ، ومنه الالتفات . وفي حديث حذيفة : إن من أقرأ الناس للقرآن منافقا لا يدع منه واوا ولا ألفا ، يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلى بلسانها ؛ اللفت : اللي . ولفت الشيء ، وفتله إذا لواه ، وهذا مقلوب . يقال : فلان يلفت الكلام لفتا أي يرسله ولا يبالي كيف جاء . والمعنى أنه يقرؤه من غير روية ، ولا تبصر وتعمد للمأمور به ، غير مبال بمتلوه كيف جاء ، كما تفعل البقرة بالحشيش إذا أكلته . وأصل اللفت : لي الشيء عن الطريقة المستقيمة . وفي الحديث : إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يلفت الكلام كما تلفت البقرة الخلى بلسانها ؛ يقال : لفته يلفته إذا لواه وفتله ؛ ولفت عنقه : لواها . اللحياني : ولفت الشيء شقه ، ولفتاه : شقاه ؛ واللفت : الشق ؛ وقد ألفته و تلفته . ولفته معك أي صغوه . وقولهم : لا يلتفت لفت فلان أي لا ينظر إليه . واللفوت من النساء : التي تكثر التلفت ؛ وقيل : هي التي يموت زوجها أو يطلقها ويدع عليها صبيانا ، فهي تكثر التلفت إلى صبيانها ، وقيل : هي التي لها زوج ، ولها ولد من غيره ، فهي تلفت إلى ولدها . وفي الحديث : لا تتزوجن لفوتا ؛ هي التي لها ولد من زوج آخر ، فهي لا تزال تلتفت إليه وتشتغل به عن الزوج . وفي حديث الحجاج أنه قال لامرأة : إنك كتون لفوت أي كثيرة التلفت إلى الأشياء . وقال ثعلب : اللفوت هي التي عينها لا تثبت في موضع واحد ، إنما همها أن تغفل عنها ، فتغمز غيرك ؛ وقيل : هي التي فيها التواء وانقباض ؛ وقال عبد الملك بن عمير : اللفوت التي إذا سمعت كلام الرجل التفتت إليه ؛ ابن الأعرابي قال : قال رجل لابنه إياك والرقوب الغضوب القطوب اللفوت . الرقوب : التي تراقبه أن يموت فترثه . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - حين وصف نفسه بالسياسة ، فقال : إني لأربع ، وأشبع ، وأنهز اللفوت ، وأضم العنود ، وألحق العطوف ، وأزجر العروض . قال أبو جميل الكلابي : اللفوت الناقة الضجور عند الحلب تلتفت ، إلى الحالب فتعضه ، فينهزها بيده فتدر ، وذلك لتفتدي باللبن من النهز ، وهو الضرب فضربها مثلا للذي يستعصي ويخرج عن الطاعة . والمتلفتة : أعلى عظم العاتق مما يلي الرأس . والألفت : القوي اليد الذي يلفت من عالجه أي يلويه . والألفت والألفك في كلام تميم : الأعسر ، سمي بذلك لأنه يعمل بجانبه الأميل ؛ وفي كلام قيس : الأحمق ، مثل الأعفت ، والأنثى : لفتاء . وكل ما رميته لجانبك ، فقد لفته . واللفات أيضا : الأحمق . واللفوت : العسر الخلق . الجوهري : واللفات الأحمق العسر الخلق . ولفت الشيء يلفته لفتا : عصده ، كما يلفت الدقيق بالسمن وغيره . واللفيتة : أن يصفى ماء الحنظل الأبيض ، ثم تنصب به البرمة ، ثم يطبخ حتى ينضج ويخثر ، ثم يذر عليه دقيق ؛عن أبي حنيفة . واللفيتة : العصيدة المغلظة ؛ وقيل : هي مرقة تشبه الحيس ؛ وقيل : اللفت كالفتل ؛ وبه سميت العصيدة لفيتة ؛ لأنها تلفت أي تفتل وتلوى . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أنه ذكر أمره في الجاهلية ، وأن أمه اتخذت لهم لفيتة من الهبيد ؛ قال أبو عبيد : اللفيتة العصيدة المغلظة ، وقيل : هي ضرب من الطبيخ ، لا أقف على حده ؛ وقال : أراه الحساء ونحوه . والهبيد : الحنظل . وتيس ألفت : معوج القرنين . الليث : والألفت من التيوس الذي اعوج قرناه والتويا . وتيس ألفت : بين اللفت إذا كان ملتوي أحد القرنين على الآخر . ابن سيده : واللفت ، بالكسر ، السلجم ، الأزهري : السلجم يقال له اللفت ، قال : ولا أدري أعربي هو أم لا ؟ ولفت اللحاء عن الشجر لفتا : قشره . وحكى ابن الأعرابي عن العقيلي : وعدتني طيلسانا ثم لفت به فلانا أي أعطيته إياه . ولفت : موضع ؛ قال معقل بن خويلد :


                                                          نزيعا محلبا من آل لفت     لحي بين أثلة فالنجام



                                                          وفي الحديث : ذكر ثنية لفت ؛ وهي بين مكة و المدينة ، قال ابن الأثير : واختلف في ضبط الفاء ، فسكنت وفتحت ، ومنهم من كسر اللام مع السكون .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية