الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لكع

                                                          لكع : اللكع : وسخ القلفة . لكع عليه الوسخ لكعا إذا لصق به ولزمه . واللكع : النهز في الرضاع . ولكع الرجل الشاة إذا نهزها ، ونكعها إذا فعل بها ذلك عند حلبها ، وهو أن يضرب ضرعها لتدر . واللكع : المهر والجحش ، والأنثى بالهاء ، ويقال للصبي الصغير أيضا لكع . وفي حديث أبي هريرة : أثم لكع ، يعني الحسن أو الحسين عليهما السلام . قال ابن الأثير في هذا المكان : فإن أطلق على الكبير أريد به الصغير العلم والعقل ، ومنه حديث الحسن : قال لرجل يا لكع ، يريد يا صغيرا في العلم . واللكيعة : الأمة اللئيمة . ولكع الرجل يلكع لكعا ولكاعة : لؤم وحمق . وفي حديث أهل البيت : لا يحبنا ألكع . ورجل ألكع ولكع ولكيع ولكاع وملكعان ولكوع : لئيم دنيء ، وكل ذلك يوصف به الحمق . وفي حديث الحسن : جاءه رجل فقال : إن إياس بن معاوية رد شهادتي ، فقال : يا ملكعان لم رددت شهادته ؟ أراد حداثة سنه أو صغره في العلم ، والميم والنون زائدتان ؛ وقال رؤبة :


                                                          لا أبتغي فضل امرئ لكوع جعد اليدين لحز منوع



                                                          وأنشد ابن بري في الملكعان :


                                                          إذا هوذية ولدت غلاما     لسدري فذلك ملكعان



                                                          ويقال : رجل لكوع أي ذليل عبد النفس ؛ وقوله :


                                                          فأقبلت حمرهم هوابعا     في السكتين تحمل الألاكعا



                                                          كسر ألكع تكسير الأسماء حين غلب ، وإلا فكان حكمه تحمل اللكع ، وقد يجوز أن يكون هذا على النسب أو على جمع الجمع . والمرأة لكاع مثل قطام . وفي حديث ابن عمر أنه قال لمولاة له أرادت الخروج من المدينة : اقعدي لكاع ! وملكعانة ولكيعة ولكعاء . وفي حديث عمر أنه قال لأمة رآها : يا لكعاء أتشبهين بالحرائر ؟ قال أبو الغريب النصري :


                                                          أطوف ما أطوف ثم آوي     إلى بيت قعيدته لكاع



                                                          قال ابن بري : قال الفراء تثنية لكاع أن تقول يا ذواتي لكيعة أقبلا ، ويا ذوات لكيعة أقبلن . وقالوا في النداء للرجل يا لكع ، وللمرأة يا لكاع ، وللاثنين يا ذوي لكع ، وقد لكع لكاعة ، وزعم سيبويه أنهما لا يستعملان إلا في النداء ؛ قال : فلا يصرف لكاع في المعرفة لأنه معدول من ألكع . ولكاع : الأمة أيضا . واللكع : العبد . وقال أبو عمرو في قولهم يا لكع ، قال : هو اللئيم ، وقيل : هو العبد ، وقال الأصمعي : هو العيي الذي لا يتجه لمنطق ولا غيره ، مأخوذ من الملاكيع ؛ قال الأزهري : والقول قول الأصمعي ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل بيت فاطمة فقال : أين لكع ؟ أراد الحسن ، وهو صغير ، أراد أنه لصغره لا يتجه لمنطق وما يصلحه ولم يرد أنه لئيم أو عبد . وفي حديث سعد بن معاذ : أرأيت إن دخل رجل بيته فرأى لكاعا قد [ ص: 229 ] تفخذ امرأته ، أيذهب فيحضر أربعة شهداء . جعل لكاعا صفة للرجل نعتا على فعال ؛ قال ابن الأثير : فلعله أراد لكعا ؛ وفي الحديث : يأتي على الناس زمان يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع ؛ قال أبو عبيد : اللكع عند العرب العبد أو اللئيم ؛ وقيل : الوسخ ، وقيل : الأحمق . ويقال : رجل لكيع وكيع ووكوع لكوع لئيم ، وعبد ألكع أوكع ، وأمة لكعاء ووكعاء ، وهي الحمقاء ؛ وقال البكري : هذا شتم للعبد واللئيم . أبو نهشل : يقال هو لكع لاكع ، قال : وهو الضيق الصدر القليل الغناء الذي يؤخره الرجال عن أمورهم فلا يكون له موقع ، فذلك اللكع . وقال ابن شميل : يقال للرجل إذا كان خبيث الفعال شحيحا قليل الخير : إنه للكوع . وبنو اللكيعة : قوم ، قال علي بن عبد الله بن عباس :


                                                          هم حفظوا ذماري يوم جاءت     كتائب مسرف وبني اللكيعه



                                                          مسرف : لقب مسلم بن عقبة المري صاحب وقعة الحرة لأنه كان أسرف فيها . واللكع : الذي لا يبين الكلام . واللكع : اللسع ؛ ومنه قول ذي الإصبع :


                                                          أما ترى نبله فخشرم خش     شاء ، إذا مس دبره لكعا



                                                          يعني : نصل السهم . ولكعته العقرب تلكعه لكعا . ولكع الرجل : أسمعه ما لا يجمل ، على المثل ، عن الهجري . ويقال : للفرس الذكر لكع ، والأنثى لكعة ، ويصرف في المعرفة لأنه ليس ذلك المعدول الذي يقال للمؤنث منه لكاع ، وإنما هو مثل صرد ونغر . أبو عبيدة : إذا سقطت أضراس الفرس فهو لكع ، والأنثى لكعة ، وإذا سقط فمه فهو الألكع . والملاكيع : ما خرج مع السلى من البطن من سخد وصاءة وغيرهما ، ومن ذلك قيل للعبد ومن لا أصل له : لكع ؛ وقال الليث : يقال لكوع ؛ وأنشد :


                                                          أنت الفتى ما دام في الزهر الندى     وأنت إذا اشتد الزمان لكوع



                                                          واللكاعة : شوكة تحتطب لها سويقة قدر الشبر لينة كأنها سير ، ولها فروع مملوءة شوكا ، وفي خلال الشوك وريقة لا بال بها تنقبض ثم يبقى الشوك ، فإذا جفت ابيضت ، وجمعها لكاع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية