الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لهب

                                                          لهب : اللهب واللهيب واللهاب واللهبان : اشتعال النار إذا خلص من الدخان . وقيل : لهيب النار حرها . وقد ألهبها فالتهبت ، ولهبها فتلهبت : أوقدها ؛ قال :


                                                          تسمع منها في السليق الأشهب معمعة مثل الضرام الملهب



                                                          واللهبان ، بالتحريك : توقد الجمر بغير ضرام ، وكذلك لهبان الحر في الرمضاء ؛ وأنشد :


                                                          لهبان وقدت حزانه     يرمض الجندب منه فيصر



                                                          واللهب : لهب النار ، وهو لسانها . والتهبت النار وتلهبت أي اتقدت . ابن سيده : اللهبان شدة الحر في الرمضاء ونحوها . ويوم لهبان : شديد الحر ؛ قال :


                                                          ظلت بيوم لهبان ضبح     يلفحها المرزم أي لفح
                                                          تعوذ منه بنواحي الطلح



                                                          واللهبة إشراق اللون من الجسد . وألهب البرق إلهابا ؛ وإلهابه : تداركه ، حتى لا يكون بين البرقتين فرجة . واللهاب واللهبان واللهبة ، بالتسكين : العطش ؛ قال الراجز :


                                                          فصبحت بين الملا وثبره     جبا ترى جمامه مخضره
                                                          وبردت منه لهاب الحره



                                                          وقد لهب ، بالكسر ، يلهب لهبا فهو لهبان . وامرأة لهبى ، والجمع لهاب . والتهب عليه : غضب وتحرق ؛ قال بشر بن أبي خازم :


                                                          وإن أباك قد لاقاه خرق     من الفتيان يلتهب التهابا



                                                          وهو يتلهب جوعا ويلتهب ، كقولك يتحرق ويتضرم . واللهب : الغبار الساطع . الأصمعي : إذا اضطرم جري الفرس ، قيل : أهذب إهذابا ، وألهب إلهابا . ويقال للفرس الشديد الجري المثير للغبار : ملهب ، وله ألهوب . وفي حديث صعصعة ، قال لمعاوية : إني لأترك الكلام ، فما أرهف به ولا ألهب فيه أي لا أمضيه بسرعة ؛ قال : والأصل فيه الجري الشديد الذي يثير اللهب ، وهو الغبار الساطع ، كالدخان المرتفع من النار . والألهوب : أن يجتهد الفرس في عدوه حتى يثير الغبار ، وقيل : هو ابتداء عدوه ، ويوصف به فيقال : شد ألهوب . وقد ألهب الفرس : اضطرم جريه ؛ وقال اللحياني : يكون ذلك للفرس وغيره مما يعدو ؛ قال امرؤ القيس :


                                                          فللسوط ألهوب وللساق درة     وللزجر منه وقع أخرج مهذب



                                                          واللهابة : كساء يوضع فيه حجر فيرجح به أحد جوانب الهودج أو الحمل ، عن السيرافي ، عن ثعلب . واللهب ، بالكسر : الفرجة والهواء بين الجبلين ، وفي المحكم : مهواة ما بين كل جبلين ، وقيل : هو الصدع في الجبل عن اللحياني ، وقيل : هو الشعب الصغير في الجبل ، وقيل : هو وجه من الجبل كالحائط لا يستطاع ارتقاؤه ، وكذلك لهب أفق السماء ، والجمع ألهاب ولهوب ولهاب ؛ قال أوس بن حجر :


                                                          فأبصر ألهابا من الطود دونها     يرى بين رأسي كل نيقين مهبلا



                                                          وقال أبو ذؤيب :


                                                          جوارسها تأري الشعوف دوائبا     وتنصب ألهابا مصيفا كرابها



                                                          والجوارس : الأواكل من النحل ، تقول : جرست النحل الشجر إذا أكلته . وتأري : تعسل . والشعوف : أعالي الجبال . والكراب : مجاري الماء ، واحدتها كربة . واللهب : السرب في الأرض . ابن الأعرابي : الملهب : الرائع الجمال . والملهب : الكثير الشعر من الرجال . وأبو لهب : كنية بعض أعمام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل : كني أبو لهب لجماله . وفي التنزيل العزيز : تبت يدا أبي لهب ؛ فكناه - عز وجل - بهذا وهو ذم له ، وذلك أن اسمه كان عبد العزى ، فلم [ ص: 241 ] يسمه - عز وجل - باسمه لأن اسمه محال . وبنو لهب : قوم من الأزد . ولهب : قبيلة من اليمن فيها عيافة وزجر . وفي المحكم : لهب قبيلة ، زعموا أنها أعيف العرب ، ويقال لهم : اللهبيون . واللهبة : قبيلة أيضا . واللهاب واللهباء : موضعان . واللهيب : موضع ؛ قال الأفوه :


                                                          وجرد جمعها بيضا خفافا     على جنبي تضارع فاللهيب



                                                          ولهبان : اسم قبيلة من العرب . واللهابة : واد بناحية الشواجن ، فيه ركايا عذبة ، يخترقه طريق بطن فلج ، وكأنه جمع لهب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية