الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لهن

                                                          لهن : اللهنة : ما تهديه للرجل إذا قدم من سفر . واللهنة : السلفة ، وهو الطعام الذي يتعلل به قبل الغداء ؛ وفي الصحاح : هو ما يتعلل به الإنسان قبل إدراك الطعام ؛ قال عطية الدبيري :


                                                          طعامها اللهنة أو أقل



                                                          وقد لهنهم ولهن لهم وسلف لهم . ويقال : سلفت القوم أيضا ، وقد تلهنت تلهنا . الجوهري : لهنته تلهينا فتلهن أي سلفته . ويقال : ألهنته إذا أهديت له شيئا عند قدومه من سفر . و بنو لهان حي وهم إخوة همدان . الجوهري : وقولهم لهنك ، بفتح اللام وكسر الهاء ، فكلمة تستعمل عند التوكيد ، وأصله لإنك ، فأبدلت الهمزة هاء ، كما قالوا في إياك هياك ، وإنما جاز أن يجمع بين اللام وإن وكلاهما للتوكيد لأنه لما أبدلت الهمزة هاء زال لفظ إن فصار كأنه شيء آخر ؛ قال الشاعر :


                                                          لهنك من عبسية لوسيمة     على كاذب من وعدها ضوء صادق



                                                          اللام الأولى للتوكيد ، والثانية لام إن ؛ وأنشد الكسائي :


                                                          وبي من تباريح الصبابة لوعة     قتيلة أشواقي وشوقي قتيلها
                                                          لهنك من عبسية لوسيمة     على هنوات كاذب من يقولها



                                                          وقال : أراد لله إنك من عبسية ، فحذف اللام الأولى من لله والألف من إنك ، كما قال الآخر :


                                                          لاه ابن عمك والنوى تعدو



                                                          أراد : لله ابن عمك أي والله ، والقول الأول أصح . قال ابن بري : ذكر الجوهري لهنك في فصل لهن ، وليس منه لأن اللام ليست بأصل ، وإنما هي لام الابتداء والهاء بدل من همزة إن ، وإنما ذكره هنا لمجيئه على مثاله في اللفظ ، ومنه قول محمد بن مسلمة :


                                                          ألا يا سنا برق على قلل الحمى     لهنك من برق علي كريم
                                                          لمعت اقتذاء الطير والقوم هجع     فهيجت أسقاما وأنت سليم



                                                          واقتذاء الطائر : هو أن يفتح عينيه ثم يغمضهما إغماضة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية