الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لوك

                                                          لوك : اللوك : أهون المضغ ، وقيل : هو مضغ الشيء الصلب [ ص: 255 ] الممضغة تديره في فيك ؛ قال الشاعر :


                                                          ولوكهم جدل الحصى بشفاههم كأن على أكتافهم فلقا صخرا



                                                          وقد لاكه يلوكه لوكا . وما ذاق لواكا أي ما يلاك . ويقال : ما لكت عنده لواكا أي مضاغا . ولكت الشيء في فمي ألوكه إذا علكته ، وقد لاك الفرس اللجام . وفلان يلوك أعراض الناس أي يقع فيهم . وفي الحديث : فإذا هي في فيه يلوكها أي يمضغها . واللوك : إدارة الشيء في الفم . الجوهري في هذه الترجمة : وقول الشعراء ألكني إلى فلان يريدون كن رسولي وتحمل رسالتي إليه ، وقد أكثروا في هذا اللفظ ؛ قال عبد بني الحسحاس :


                                                          ألكني إليها عمرك الله يا فتى     بآية ما جاءت إلينا تهاديا



                                                          وقال أبو ذؤيب الهذلي :


                                                          ألكني إليها وخير الرسو     ل أعلمهم بنواحي الخبر



                                                          قال : وقياسه أن يقال ألاكه يليكه إلاكة ، قال : وقد حكي هذا عن أبي زيد وهو وإن كان من الألوك في المعنى ، وهو الرسالة فليس منه من اللفظ ؛ لأن الألوك فعول والهمزة فاء الفعل ، إلا أن يكون مقلوبا أو على التوهم . قال ابن بري : وألكني من آلك إذا أرسل ، وأصله أألكني ثم أخرت الهمزة بعد اللام فصار ألئكني ، ثم خففت الهمزة بأن نقلت حركتها على اللام وحذفت كما فعل بملك ، وأصله مألك ثم ملأك ثم ملك ، قال : وحق هذا أن يكون في فصل ألك لا فصل لوك ، وقد ذكرنا نحن هناك أكثر هذا الباب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية