الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ثانيا: تربية الفرد على تعشق المثل الأعلى. [1]

1- معنى المثل الأعلى

المثل الأعلى – في التربية الإسلامية – يعني نموذج الحياة التي يراد للفرد المسلم أن يحياها، وللأمة المسلمة أن تعيش طبقا لها.

ومثل –المثل الأعلى– مثل النموذج أو المخطط الذي يصممه مهندس البناء، أومهندس الآلات، ثم يدفعه لمن يحيله الى واقع ملموس، طبقا لقوانين البناء، أو قوانين الآلات.

ويقرر القران الكريم، أن الله وحده هـو الخالق المصمم للإنسان، ولذلك فهو الخبير الحقيقي بتخطيط النموذج (أو المثل الأعلى) لصورة الإنسان الصالح – المصلح، وأنه لا يمكن أن يشاركه تعالى أحد في تحديد ( المثل الأعلى) في الاعتقاد والتطبيقات العلمية:

( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) (الروم: 27) .

وحين يتنكر البشر المخلوقون للمثل الأعلى الذي جاءت به الرسالة ويحاولون أن يضعوا للحياة البشرية " مثلا أعلى " في الاعتقاد والسلوك فإنهم يصنعون نماذج سيئة ضارة أو " مثل سوء " : [ ص: 81 ]

( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ) (النحل: 60) .

والعلة الرئيسية في هـذا التباين بين " المثل الأعلى " الإلهي وبين " المثل السوء عند غير المؤمنين هـي: أن الأول يستند الى قوانين الخلق، وسنن الوجود الحق, بينما يتخبط الثاني في مجالات الوهم والباطل، ويصطدم مع قوانين الخلق, وحقائق الحياة:

( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ) (محمد: 3) .

التالي السابق


الخدمات العلمية