الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    - التنجيم

                    هو الاستدلال بحركات الكواكب والنجوم وأوضاعها على حوادث الأرض ومستقبلها، وهو نوعان:

                    1 - تنجيم عام: يتعلق بمستقبل جماعة أو مدينة أو شعب، أو حتى بمستقبل الإنسانية كلها.

                    2 - تنجيم خاص: يبحث عن مستقبل فرد معين وأحداث حياته المقبلة [1] .

                    وهذا فن قديم، ولا تزال له إلى اليوم سطوة وشهرة، لكنه فن فاسد، يقوم على أسس واهية، وليس له أي دليل على أن ما يقع في السماء والأفلاك يؤثر على الحياة العادية لملايين الناس. كما أنه لا حجة له في ادعائه القدرة على التنبؤ بالمستقبل انطلاقا من دراسة أوضاع النجوم. [ ص: 96 ] وقد أبطل كثير من العلمـاء والفلاسفة صناعة التنجيم، لا في الشرق ولا في الغرب. وكنت -بفضل الله- ممن درس هـذا الفن في التراثين الإسلامي والأوربي، وانتقده ورده بالمعقول والمنقول، وذلك في كتاب خاص، فليراجع؛ لأن التنجيم اليوم «علم» مستقل، وإشكالاته كثيرة. فلا يمكن أن أتكلم عنه هـنا بأكثر مما فعلت.

                    والمقصود أن نبي الإسلام أبطل التنجيم من أصله، فهو إذن من جملة فنون التوقع الخاطئ: روى ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، قـال: ( من اقتبس علما من النجـوم اقتبـس شعبة من السـحر، زاد ما زاد ) [2] . قال الشوكاني : «أي زاد من علم النجوم كمثل ما زاد من السحر، والمراد أنه إذا ازداد من علم النجوم فكأنه ازداد من علم السحر» [3] وقال الخطيب البغدادي : «إن قيل: كيف أضاف النبي صلى الله عليه وسلم علم النجوم إلى السحر؟ فالجواب: لأنهما وقعا من التمويه والخداع والأباطيل موقعا واحدا؛ إذ النجوم لا فعل لها في خير ولا شر، وإنما الله تعالى الفاعل عند حركتها، وكذلك السحر» [4] .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية