الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
مدخل عام

الإطار المنهاجي للدراسة

- طبيعة وموضوع الدراسة:

يتناول هذا البحث تحديد الإطار المرجعي النظري الإسلامي، وماهية الرؤية والمنظور الإسلامي تجاه ظاهرة المنظمات الدولية المعاصرة، غير العربية أو غير الإسلامية، ذات الطبيعة السياسية أو السياسية - العسكرية (لا يشمل ذلك المنظمات الدولية غير الحكومية NGOs)، مع تحديد طبيعة الأسس والقواعد التي يرتكز عليها هذا المنظور الإسلامي، والتي تشكل جزءا من تناول الرؤية الحضارية الإسلامية في مجال العلاقات الدولية المعاصرة.

وبمعنى آخر، فإن هذا البحث يتناول طرح وبناء رؤية تأصيلية إسلامية تجاه المنظمات الحكومية الدولية المعاصرة، وما يرتبط بها من معرفة "لمنظومة القيم أو الأسس السياسية الضابطة" والموجهة للسلوك السياسي الإسلامي تجاه المنظمات الدولية السياسية المعاصرة، وكيفية التعامل معها. [ ص: 29 ]

وسوف يتناول هذا البحث الرؤية الإسلامية تجاه التنظيم أو المنظمات الدولية في ضوء الاعتبارات التالية:

- إن التعامل يقع في مرحلة اختلال معادلات القوة الدولية، فهو يقع في ظروف الضعف الإسلامي، ومقابل القوة للدول الكبرى المسيطرة على المنظمات الدولية.

- الرؤية تختص بالتعامل مع المنظمات السياسية الدولية من خارج الدائرة العربية والإسلامية؛ أي المنظمات التي تعتبر جزءا من المشروع الإنساني، أو كجزء من أدوات المشروع الحضاري الغربي.

- إن هـذا البحث يتنـاول إطـارا نظريا فقط، وليس مجاله دراسة حالات تطبيقية لمنظمات دولية قائمة فعلا، مثل، الأمم المتحـدة أو الاتحـاد الأوروبي، وهـي قد تكون مجال دراسـة أخرى، ومكملة لهذا البحث.

التالي السابق


الخدمات العلمية