ومما يتقارب ويشتبه مع الاختلاف في الصورة : ثور بن يزيد الكلاعي الشامي ، وثور بن زيد - بلا ياء في أوله - الديلي المدني، وهذا الذي روى عنه مالك، وحديثه في الصحيحين معا، والأول حديثه عند مسلم خاصة، والله أعلم .

[ ص: 1336 ]

التالي السابق

عرض الحاشية

[ ص: 1336 ] 240 - قَوْلُهُ: (وَمِمَّا يَتَقَارَبُ وَيَشْتَبِهُ مَعَ الِاخْتِلَافِ فِي الصُّورَةِ : ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلَاعِيُّ الشَّامِيُّ ، وَثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ - بِلَا يَاءٍ فِي أَوَّلِهِ - الدِّيلِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَهَذَا الَّذِي رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ، وَحَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مَعًا، وَالْأَوَّلُ حَدِيثُهُ عِنْدَ مُسْلِمٍ خَاصَّةً. وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) انْتَهَى.

وَفِيهِ أَمْرَانِ:

أَحَدُهُمَا: أَنَّ قَوْلَهُ عِنْدَ ذِكْرِ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ: "وَهَذَا الَّذِي رَوَى عَنْهُ مَالِكٍ" [ ص: 1337 ] يَقْتَضِي أَنَّ مَالِكًا لَمْ يَرْوِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَقَدْ ذَكَرَ صَاحِبُ (الْكَمَالِ) أَنَّ مَالِكًا رَوَى عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ أَيْضًا، وَتَبِعَهُ الْمِزِّيُّ فِي (تَهْذِيبِ الْكَمَالِ) عَلَى ذَلِكَ، وَلَكَنَّى لَمْ أَرَ رِوَايَةَ مَالِكٍ عَنْهُ لَا فِي (الْمُوَطَّأِ) وَلَا فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَلَا فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ لِلدَّارَقُطْنِيِّ، وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ.

الْأَمْرُ الثَّانِي: أَنَّ قَوْلَهُ: "إِنَّ ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ حَدِيثُهُ عِنْدَ مُسْلِمٍ خَاصَّةً" وَهْمٌ مِنْهُ؛ لَمْ يُخْرِجْ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ شَيْئًا، وَإِنَّمَا أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ خَاصَّةً، فَرَوَى لَهُ فِي كِتَابِ الْأَطْعِمَةِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ".

وَعَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ مَرْفُوعًا: "كِيلُوا [ ص: 1338 ] طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ".

وَحَدِيثُ: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا خَيْرًا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ" بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَرَوَى لَهُ فِي الْجِهَادِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أُمِّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا".

[ ص: 1336 ] 240 - قوله: (ومما يتقارب ويشتبه مع الاختلاف في الصورة : ثور بن يزيد الكلاعي الشامي ، وثور بن زيد - بلا ياء في أوله - الديلي المدني، وهذا الذي روى عنه مالك، وحديثه في الصحيحين معا، والأول حديثه عند مسلم خاصة. والله أعلم ) انتهى.

وفيه أمران:

أحدهما: أن قوله عند ذكر ثور بن زيد: "وهذا الذي روى عنه مالك" [ ص: 1337 ] يقتضي أن مالكا لم يرو عن ثور بن يزيد، وقد ذكر صاحب (الكمال) أن مالكا روى عن ثور بن يزيد أيضا، وتبعه المزي في (تهذيب الكمال) على ذلك، ولكنى لم أر رواية مالك عنه لا في (الموطأ) ولا في شيء من الكتب الستة، ولا في غرائب مالك للدارقطني، ولا غير ذلك.

الأمر الثاني: أن قوله: "إن ثور بن يزيد حديثه عند مسلم خاصة" وهم منه؛ لم يخرج له مسلم في الصحيح شيئا، وإنما أخرج له البخاري خاصة، فروى له في كتاب الأطعمة عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع مائدته قال: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه".

وعن خالد، عن المقدام بن معدي كرب مرفوعا: "كيلوا [ ص: 1338 ] طعامكم يبارك لكم فيه".

وحديث: "ما أكل أحد طعاما خيرا من عمل يديه" بهذا الإسناد، وروى له في الجهاد عن عمير بن الأسود، عن أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا".