النوع الخامس والثلاثون
nindex.php?page=treesubj&link=29133معرفة المصحف من أسانيد الأحاديث ومتونها
هذا فن جليل إنما ينهض بأعبائه الحذاق من الحفاظ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني منهم، وله فيه تصنيف مفيد.
وروينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال: "ومن يعرى من الخطأ والتصحيف؟"
فمثال التصحيف في الإسناد حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
العوام بن مراجم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها ..." الحديث، صحف فيه
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين فقال : "
ابن مزاحم " بالزاي والحاء، فرد عليه، وإنما هو "
ابن مراجم" بالراء المهملة والجيم .
ومنه : ما رويناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل قال: حدثنا
محمد بن جعفر قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن
مالك بن عرفطة، عن
عبد خير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة (رضي الله عنها)
nindex.php?page=hadith&LINKID=655165أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "نهى عن الدباء والمزفت " قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: "صحف
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة فيه، فإنما هو
خالد بن علقمة" وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة بن قدامة وغيره على ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد.
وبلغنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: أن
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير الطبري قال فيمن روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من
بني سليم : "ومنهم
عتبة بن البذر " قاله بالباء والذال المعجمة، وروى له حديثا، وإنما هو "
ابن الندر " بالنون والدال غير المعجمة .
ومثال التصحيف في المتن : ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة، عن كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة إليه، بإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت nindex.php?page=hadith&LINKID=701468 "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم في المسجد" وإنما هو بالراء "احتجر في المسجد بخص أو حصير حجرة يصلي فيها " فصحفه
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة، لكونه أخذه من كتاب بغير سماع ، ذكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في كتاب التمييز له .
وبلغنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في حديث
أبي سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661097 "رمي أبي يوم الأحزاب على أكحله، فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم" أن
غندرا قال فيه "أبي" وإنما هو "
أبي " وهو
ابن كعب .
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: nindex.php?page=hadith&LINKID=656861 " ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة " قال فيه
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة " ذرة" بالضم والتخفيف، ونسب فيه إلى التصحيف .
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر " تعين الصانع " قال فيه
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة : بالضاد المعجمة، وهو تصحيف، والصواب ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري " الصانع" بالصاد المهملة، ضد الأخرق .
وبلغنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبي زرعة الرازي أن
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام - هو المفسر - حدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=145سأريكم دار الفاسقين قال: "
مصر" واستعظم
أبو زرعة هذا واستقبحه، وذكر أنه في تفسير
سعيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة " مصيرهم ".
وبلغنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أن
محمد بن المثنى أبا موسى العنزي حدث بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يأتي أحدكم يوم القيامة ببقرة لها خوار " فقال فيه : "أو شاة تنعر " بالنون، وإنما هو " تيعر" بالياء المثناة من تحت، وأنه قال لهم يوما "نحن قوم لنا شرف، نحن من عنزة، قد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا " يريد ما روي "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة" توهم أنه صلى إلى قبيلتهم، وإنما العنزة هاهنا حربة، نصبت بين يديه فصلى إليها .
وأطرف من هذا ما رويناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبي عبد الله، عن أعرابي زعم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى نصبت بين يديه شاة، أي صحفها عنزة بإسكان النون .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا أن
nindex.php?page=showalam&ids=14661أبا بكر الصولي أملى في الجامع حديث
أبي أيوب: " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال " فقال فيه "شيئا" بالشين والياء .
وأن
nindex.php?page=showalam&ids=13779أبا بكر الإسماعيلي الإمام كان - فيما بلغهم عنه - يقول في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكهان: " قر الزجاجة " بالزاي، وإنما هو "قر الدجاجة" بالدال .
وفي حديث يروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=932946 "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين يشققون الخطب تشقيق الشعر " ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع أنه قاله مرة بالحاء المهملة
وأبو نعيم شاهد، فرده عليه بالخاء المعجمة المضمومة .
وقرأت بخط مصنف أن
ابن شاهين قال في جامع المنصور في الحديث:
"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن تشقيق الحطب " فقال بعض الملاحين : يا قوم! فكيف نعمل والحاجة ماسة .
قلت : فقد انقسم التصحيف إلى قسمين : أحدهما في المتن، والثاني في الإسناد .
وينقسم قسمة أخرى إلى قسمين :
أحدهما : تصحيف البصر، كما سبق عن
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة وذلك هو الأكثر .
والثاني : تصحيف السمع، نحو حديث (
nindex.php?page=showalam&ids=16274لعاصم الأحول) رواه بعضهم فقال: " عن
واصل الأحدب" فذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أنه من تصحيف السمع، لا من تصحيف البصر، كأنه ذهب - والله أعلم - إلى أن ذلك مما لا يشتبه من حيث الكتابة، وإنما أخطأ فيه سمع من رواه .
وينقسم قسمة ثالثة : إلى تصحيف اللفظ، وهو الأكثر، وإلى تصحيف يتعلق بالمعنى دون اللفظ، كمثل ما سبق عن
محمد بن المثنى في الصلاة إلى عنزة .
وتسمية بعض ما ذكرناه تصحيفا مجاز.
وكثير من التصحيف المنقول عن الأكابر الجلة لهم فيه أعذار ينقلها ناقلوه، ونسأل الله التوفيق والعصمة، وهو أعلم .
النوع السادس والثلاثون:
nindex.php?page=treesubj&link=29121معرفة مختلف الحديث
وإنما يكمل للقيام به الأئمة الجامعون بين صناعتي الحديث والفقه، الغواصون على المعاني الدقيقة .
اعلم أن ما يذكر في هذا الباب ينقسم إلى قسمين :
أحدهما : أن يمكن الجمع بين الحديثين، ولا يتعذر إبداء وجه ينفي تنافيهما، فيتعين حينئذ المصير إلى ذلك والقول بهما معا.
ومثاله : حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502819 "لا عدوى ولا طيرة " مع حديث:
nindex.php?page=hadith&LINKID=840422 "لا يورد ممرض على مصح " وحديث:
nindex.php?page=hadith&LINKID=690190 " فر من المجذوم فرارك من الأسد ". وجه الجمع بينهما أن هذه الأمراض لا تعدي بطبعها، ولكن الله تبارك وتعالى جعل مخالطة المريض بها للصحيح سببا لإعدائه مرضه . ثم قد يتخلف ذلك عن سببه كما في سائر الأسباب ، ففي الحديث الأول نفى صلى الله عليه وسلم ما كان يعتقده الجاهلي من أن ذلك يعدي بطبعه، ولهذا قال: " فمن أعدى الأول؟" وفي الثاني : أعلم بأن الله - سبحانه - جعل ذلك سببا لذلك، وحذر من الضرر الذي يغلب وجوده عند وجوده، بفعل الله - سبحانه وتعالى -.
ولهذا في الحديث أمثال كثيرة . و (كتاب مختلف الحديث)
لابن قتيبة في هذا المعنى إن يكن قد أحسن فيه من وجه فقد أساء في أشياء منه قصر باعه فيها وأتى بما غيره أولى وأقوى .
وقد روينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام أنه قال: "لا أعرف أنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثان بإسنادين صحيحين متضادين، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما ".
القسم الثاني : أن يتضادا بحيث لا يمكن الجمع بينهما، وذلك على ضربين :
أحدهما : أن يظهر كون أحدهما ناسخا والآخر منسوخا، فيعمل بالناسخ ويترك المنسوخ.
والثاني : أن لا تقوم دلالة على أن الناسخ أيهما والمنسوخ أيهما ، فيفزع حينئذ إلى الترجيح، ويعمل بالأرجح منهما والأثبت، كالترجيح بكثرة الرواة، أوبصفاتهم في خمسين وجها من وجوه الترجيحات وأكثر، ولتفصيلها موضع غير ذا، والله سبحانه أعلم .
[ ص: 841 ] [ ص: 842 ] [ ص: 843 ] [ ص: 844 ] [ ص: 845 ] [ ص: 846 ]
النَّوْعُ الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ
nindex.php?page=treesubj&link=29133مَعْرِفَةُ الْمُصَحَّفِ مِنْ أَسَانِيدِ الْأَحَادِيثِ وَمُتُونِهَا
هَذَا فَنٌّ جَلِيلٌ إِنَّمَا يَنْهَضُ بِأَعْبَائِهِ الْحُذَّاقُ مِنَ الْحُفَّاظِ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيُّ مِنْهُمْ، وَلَهُ فِيهِ تَصْنِيفٌ مُفِيدٌ.
وَرُوِّينَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: "وَمَنْ يَعْرَى مِنَ الْخَطَأِ وَالتَّصْحِيفِ؟"
فَمِثَالُ التَّصْحِيفِ فِي الْإِسْنَادِ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةَ عَنِ
الْعَوَّامِ بْنِ مُرَاجِمٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا ..." الْحَدِيثَ، صَحَّفَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فَقَالَ : "
ابْنُ مُزَاحِمٍ " بِالزَّايِ وَالْحَاءِ، فَرُدَّ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا هُوَ "
ابْنُ مُرَاجِمٍ" بِالرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْجِيمِ .
وَمِنْهُ : مَا رُوِّينَاهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنْ
عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا)
nindex.php?page=hadith&LINKID=655165أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ: "صَحَّفَ
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ فِيهِ، فَإِنَّمَا هُوَ
خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ" وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15908زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ وَغَيْرُهُ عَلَى مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ.
وَبَلَغَنَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيِّ: أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنَ جَرِيرٍ الطَّبَرِيَّ قَالَ فِيمَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ
بَنِي سُلَيْمٍ : "وَمِنْهُمْ
عُتْبَةُ بْنُ الْبُذَّرِ " قَالَهُ بِالْبَاءِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَرَوَى لَهُ حَدِيثًا، وَإِنَّمَا هُوَ "
ابْنُ النُّدَّرِ " بِالنُّونِ وَالدَّالِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ .
وَمِثَالُ التَّصْحِيفِ فِي الْمَتْنِ : مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ كِتَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ إِلَيْهِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=701468 "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ فِي الْمَسْجِدِ" وَإِنَّمَا هُوَ بِالرَّاءِ "احْتَجَرَ فِي الْمَسْجِدِ بِخُصٍّ أَوْ حَصِيرٍ حُجْرَةً يُصَلِّي فِيهَا " فَصَحَّفَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابْنُ لَهِيعَةَ، لِكَوْنِهِ أَخَذَهُ مِنْ كِتَابٍ بِغَيْرِ سَمَاعٍ ، ذَكَرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ فِي كِتَابِ التَّمْيِيزِ لَهُ .
وَبَلَغَنَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيِّ فِي حَدِيثِ
أَبِي سُفْيَانَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661097 "رُمِيَ أُبَيٌّ يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى أَكْحَلِهِ، فَكَوَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أَنَّ
غُنْدَرًا قَالَ فِيهِ "أَبِي" وَإِنَّمَا هُوَ "
أُبَيٌّ " وَهُوَ
ابْنُ كَعْبٍ .
وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ: nindex.php?page=hadith&LINKID=656861 " ثُمَّ يُخْرِجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً " قَالَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ " ذُرَةً" بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ، وَنُسِبَ فِيهِ إِلَى التَّصْحِيفِ .
وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبِي ذَرٍّ " تُعِينُ الصَّانِعَ " قَالَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ : بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ " الصَّانِعَ" بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، ضِدُّ الْأَخْرَقِ .
وَبَلَغَنَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12013أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنَ سَلَّامٍ - هُوَ الْمُفَسِّرُ - حَدَّثَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12514سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=145سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ قَالَ: "
مِصْرَ" وَاسْتَعْظَمَ
أَبُو زُرْعَةَ هَذَا وَاسْتَقْبَحَهُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ فِي تَفْسِيرِ
سَعِيدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ " مَصِيرَهُمْ ".
وَبَلَغَنَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيِّ أَنْ
مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى أَبَا مُوسَى الْعَنَزِيَّ حَدَّثَ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَا يَأْتِي أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِبَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ " فَقَالَ فِيهِ : "أَوْ شَاةٍ تَنْعِرُ " بِالنُّونِ، وَإِنَّمَا هُوَ " تَيْعِرُ" بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتُ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ يَوْمًا "نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرَفٌ، نَحْنُ مِنْ عَنَزَةَ، قَدْ صَلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْنَا " يُرِيدُ مَا رُوِيَ "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى عَنَزَةَ" تَوَهَّمَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى قَبِيلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا الْعَنَزَةُ هَاهُنَا حَرْبَةٌ، نُصِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَصَلَّى إِلَيْهَا .
وَأَطْرَفُ مِنْ هَذَا مَا رُوِّينَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَعْرَابِيٍّ زَعَمَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا صَلَّى نُصِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ شَاةٌ، أَيْ صَحَّفَهَا عَنْزَةً بِإِسْكَانِ النُّونِ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيِّ أَيْضًا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14661أَبَا بَكْرٍ الصُّولِيَّ أَمْلَى فِي الْجَامِعِ حَدِيثَ
أَبِي أَيُّوبَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالَ " فَقَالَ فِيهِ "شَيْئًا" بِالشِّينِ وَالْيَاءِ .
وَأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=13779أَبَا بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيَّ الْإِمَامَ كَانَ - فِيمَا بَلَغَهُمْ عَنْهُ - يَقُولُ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْكُهَّانِ: " قَرَّ الزُّجَاجَةِ " بِالزَّايِ، وَإِنَّمَا هُوَ "قَرَّ الدَّجَاجَةِ" بِالدَّالِ .
وَفِي حَدِيثٍ يُرْوَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=932946 "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِينَ يُشَقِّقُونَ الْخُطَبَ تَشْقِيقَ الشِّعْرِ " ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٍ أَنَّهُ قَالَهُ مَرَّةً بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ
وَأَبُو نُعَيْمٍ شَاهِدٌ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ الْمَضْمُومَةِ .
وَقَرَأْتُ بِخَطِّ مُصَنِّفٍ أَنَّ
ابْنَ شَاهِينَ قَالَ فِي جَامِعِ الْمَنْصُورِ فِي الْحَدِيثِ:
"أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ تَشْقِيقٍ الْحَطَبِ " فَقَالَ بَعْضُ الْمَلَّاحِينَ : يَا قَوْمُ! فَكَيْفَ نَعْمَلُ وَالْحَاجَةُ مَاسَّةٌ .
قُلْتُ : فَقَدِ انْقَسَمَ التَّصْحِيفُ إِلَى قِسْمَيْنِ : أَحَدُهُمَا فِي الْمَتْنِ، وَالثَّانِي فِي الْإِسْنَادِ .
وَيَنْقَسِمُ قِسْمَةً أُخْرَى إِلَى قِسْمَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : تَصْحِيفُ الْبَصَرِ، كَمَا سَبَقَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابْنِ لَهِيعَةَ وَذَلِكَ هُوَ الْأَكْثَرُ .
وَالثَّانِي : تَصْحِيفُ السَّمْعِ، نَحْوُ حَدِيثٍ (
nindex.php?page=showalam&ids=16274لِعَاصِمٍ الْأَحْوَلِ) رَوَاهُ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: " عَنْ
وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ" فَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ مِنْ تَصْحِيفِ السَّمْعِ، لَا مِنْ تَصْحِيفِ الْبَصَرِ، كَأَنَّهُ ذَهَبَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - إِلَى أَنَّ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَشْتَبِهُ مِنْ حَيْثُ الْكِتَابَةِ، وَإِنَّمَا أَخْطَأَ فِيهِ سَمْعُ مَنْ رَوَاهُ .
وَيَنْقَسِمُ قِسْمَةً ثَالِثَةً : إِلَى تَصْحِيفِ اللَّفْظِ، وَهُوَ الْأَكْثَرُ، وَإِلَى تَصْحِيفٍ يَتَعَلَّقُ بِالْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ، كَمِثْلِ مَا سَبَقَ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى فِي الصَّلَاةِ إِلَى عَنَزَةَ .
وَتَسْمِيَةُ بَعْضِ مَا ذَكَرْنَاهُ تَصْحِيفًا مَجَازٌ.
وَكَثِيرٌ مِنَ التَّصْحِيفِ الْمَنْقُولِ عَنِ الْأَكَابِرِ الْجِلَّةِ لَهُمْ فِيهِ أَعْذَارٌ يَنْقُلْهَا نَاقِلُوهُ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ وَالْعِصْمَةَ، وَهُوَ أَعْلَمُ .
النَّوْعُ السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ:
nindex.php?page=treesubj&link=29121مَعْرِفَةُ مُخْتَلِفِ الْحَدِيثِ
وَإِنَّمَا يَكْمُلُ لِلْقِيَامِ بِهِ الْأَئِمَّةُ الْجَامِعُونَ بَيْنَ صِنَاعَتَيِ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ، الْغَوَّاصُونَ عَلَى الْمَعَانِي الدَّقِيقَةِ .
اعْلَمْ أَنَّ مَا يُذْكَرُ فِي هَذَا الْبَابِ يَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ يُمْكِنَ الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ، وَلَا يَتَعَذَّرَ إِبْدَاءُ وَجْهٍ يَنْفِي تَنَافِيَهُمَا، فَيَتَعَيَّنُ حِينَئِذٍ الْمَصِيرُ إِلَى ذَلِكَ وَالْقَوْلُ بِهِمَا مَعًا.
وَمِثَالُهُ : حَدِيثُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502819 "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ " مَعَ حَدِيثِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=840422 "لَا يُورَدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ " وَحَدِيثِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=690190 " فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ ". وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا أَنَّ هَذِهِ الْأَمْرَاضَ لَا تُعْدِي بِطَبْعِهَا، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَعَلَ مُخَالَطَةَ الْمَرِيضِ بِهَا لِلصَّحِيحِ سَبَبًا لِإِعْدَائِهِ مَرَضَهُ . ثُمَّ قَدْ يَتَخَلَّفُ ذَلِكَ عَنْ سَبَبِهِ كَمَا فِي سَائِرِ الْأَسْبَابِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ نَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَعْتَقِدُهُ الْجَاهِلِيُّ مِنْ أَنَّ ذَلِكَ يُعْدِي بِطَبْعِهِ، وَلِهَذَا قَالَ: " فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟" وَفِي الثَّانِي : أَعْلَمَ بِأَنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - جَعَلَ ذَلِكَ سَبَبًا لِذَلِكَ، وَحَذَّرَ مِنَ الضَّرَرِ الَّذِي يَغْلِبُ وُجُودُهُ عِنْدَ وُجُودِهِ، بِفِعْلِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -.
وَلِهَذَا فِي الْحَدِيثِ أَمْثَالٌ كَثِيرَةٌ . وَ (كِتَابُ مُخْتَلِفِ الْحَدِيثِ)
لِابْنِ قُتَيْبَةَ فِي هَذَا الْمَعْنَى إِنْ يَكُنْ قَدْ أَحْسَنَ فِيهِ مِنْ وَجْهٍ فَقَدْ أَسَاءَ فِي أَشْيَاءَ مِنْهُ قَصُرَ بَاعُهُ فِيهَا وَأَتَى بِمَا غَيْرُهُ أَوْلَى وَأَقْوَى .
وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13114مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْإِمَامِ أَنَّهُ قَالَ: "لَا أَعْرِفُ أَنَّهُ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثَانِ بِإِسْنَادَيْنِ صَحِيحَيْنِ مُتَضَادَّيْنِ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَلْيَأْتِنِي بِهِ لِأُؤَلِّفَ بَيْنَهُمَا ".
الْقِسْمُ الثَّانِي : أَنْ يَتَضَادَّا بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا، وَذَلِكَ عَلَى ضَرْبَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ يَظْهَرَ كَوْنُ أَحَدِهِمَا نَاسِخًا وَالْآخَرِ مَنْسُوخًا، فَيُعْمَلُ بِالنَّاسِخِ وَيُتْرَكُ الْمَنْسُوخُ.
وَالثَّانِي : أَنْ لَا تَقُومَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ النَّاسِخَ أَيُّهُمَا وَالْمَنْسُوخَ أَيُّهُمَا ، فَيُفْزَعُ حِينَئِذٍ إِلَى التَّرْجِيحِ، وَيُعْمَلُ بِالْأَرْجَحِ مِنْهُمَا وَالْأَثْبَتِ، كَالتَّرْجِيحِ بِكَثْرَةِ الرُّوَاةِ، أَوَبِصِفَاتِهِمْ فِي خَمْسِينَ وَجْهًا مِنْ وُجُوهِ التَّرْجِيحَاتِ وَأَكْثَرَ، وَلِتَفْصِيلِهَا مَوْضِعٌ غَيْرُ ذَا، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ .
[ ص: 841 ] [ ص: 842 ] [ ص: 843 ] [ ص: 844 ] [ ص: 845 ] [ ص: 846 ]