الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال أبو حاتم بن حبان البستي أحد المصنفين من أئمة الحديث: "الداعية إلى البدع لا يجوز الاحتجاج به عند أئمتنا قاطبة، لا أعلم بينهم فيه خلافا".

وهذا المذهب الثالث أعدلها وأولاها، والأول بعيد مباعد للشائع عن أئمة الحديث، فإن كتبهم طافحة بالرواية عن المبتدعة غير الدعاة.

وفي الصحيحين كثير من أحاديثهم في الشواهد والأصول، والله أعلم.

[ ص: 587 ]

التالي السابق


[ ص: 587 ] 91 - قوله: (فإن كتبهم طافحة بالرواية عن المبتدعة غير الدعاة. وفي الصحيحين كثير من أحاديثهم في الشواهد والأصول) انتهى.

وقد اعترض عليه بأنهما احتجا أيضا بالدعاة، فاحتج البخاري بعمران بن حطان، وهو من دعاة الشراة، [ ص: 588 ] واحتج الشيخان بعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، وكان داعية إلى الإرجاء، كما قال أبو داود. انتهى.

قلت: قال أبو داود: "ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج" ثم ذكر عمران بن حطان وأبا حسان الأعرج.

ولم يحتج مسلم بعبد الحميد الحماني، إنما أخرج له في المقدمة، وقد وثقه ابن معين.




الخدمات العلمية