الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2439 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال وجدت في كتابي عن أبي أسامة حدثنا هشام ح وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى قالت فقلت ومن أين تعرف ذلك قال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك وحدثناه ابن نمير حدثنا عبدة عن هشام بن عروة بهذا الإسناد إلى قوله لا ورب إبراهيم ولم يذكر ما بعده

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة : ( إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى . . . . إلى قولها : يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك ) قال القاضي : مغاضبة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم هي مما سبق من الغيرة التي عفي عنها للنساء في كثير من الأحكام كما سبق لعدم انفكاكهن منها حتى قال مالك وغيره من علماء المدينة : [ ص: 574 ] يسقط عنها الحد إذا قذفت زوجها بالفاحشة على جهة الغيرة . قال : واحتج بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله " ، ولولا ذلك لكان على عائشة في ذلك من الحرج ما فيه ، لأن الغضب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهجره كبيرة عظيمة ، ولهذا قالت : لا أهجر إلا اسمك ، فدل على أن قلبها وحبها كما كان ، وإنما الغيرة في النساء لفرط المحبة .

                                                                                                                قال القاضي : واستدل بعضهم بهذا أن الاسم غير المسمى في المخلوقين ، وأما في حق الله تعالى فالاسم هو المسمى . قال القاضي : وهذا كلام من لا تحقيق عنده من معنى المسألة لغة ولا نظرا ، ولا شك عند القائلين بأن الاسم هو المسمى من أهل السنة ، وجماهير أئمة اللغة ، أو مخالفيهم من المعتزلة ، أن الاسم قد يقع أحيانا والمراد به التسمية حيث كان في خالق أو مخلوق . ففي حق الخالق تسمية المخلوق له باسمه ، وفعل المخلوق ذلك بعباراته المخلوقة . وأما أسماؤه سبحانه وتعالى التي سمى بها نفسه فقديمة ، كما أن ذاته وصفاته قديمة ، وكذلك لا يختلفون أن لفظة الاسم إذا تكلم بها المخلوق فتلك اللفظة والحروف والأصوات المقطعة المنفهم منها الاسم أنها غير الذات ، بل هي التسمية ، وإنما الاسم الذي هو الذات ما يفهم منه من خالق ومخلوق . هذا آخر كلام القاضي .




                                                                                                                الخدمات العلمية