الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
52- شيخ شيوخنا أبو الطيب ابن غلبون :

هو عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون بن المبارك أبو الطيب الحلبي
نزيل مصر أستاذ ماهر كبير كامل محرر ضابط ثقة خير صالح دين .

ولد ليلة الجمعة لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة تسع وثلاثمائة بحلب ، وانتقل إلى مصر فسكنها وألف كتابه الإرشاد في السبع .

روى القراءة عرضا وسماعا على غير واحد من الثقات الجهابذة منهم :

[ ص: 799 ] إبراهيم بن عبد الرزاق وإبراهيم بن محمد بن مروان وأحمد بن محمد بن بلال ومحمد بن أحمد بن إبراهيم البغدادي وأحمد بن الحسن النحوي ، وأحمد بن موسى وجعفر بن سليمان والحسين بن خالويه ، والحسن بن حبيب الحصايري وغيرهم .

وعرض القراءات عليه ولده أبو الحسن طاهر بن غلبون شيخ الحافظ أبي عمرو الداني كما سيأتي في ترجمته وأحمد بن علي الربعي وأبو جعفر أحمد بن علي الأزدي وأحمد بن علي تاج الأئمة ، وأحمد بن نفيس والحسن بن عبد الله الصقلي ، ومكي بن أبي طالب القيسي ، وأحمد بن أبي الربيع وغير هؤلاء من الأئمة المعتبرين .

قال الذهبي في معرفة القراء الكبار وسمع الحديث من عبيد الله بن الحسين الأنطاكي وسليمان بن زويط وأحمد بن محمد بن عمارة الدمشقي وعدي بن عبد الباقي . . . إلى أن قال :

وحدث عنه محمد بن جعفر الميماسي والحسن بن إسماعيل الضراب وجماعة .

قال : أبو علي الغساني كان ثقة خيارا .

وقال الحافظ أبو عمرو الداني كان حافظا للقراءة ضابطا ذا عفاف ونسك وفضل وحسن تصنيف وكان الوزير جعفر بن الفضل معجبا به وكان يحضر عنده المجلس مع العلماء ا هـ .

وقال الحافظ ابن الجزري في غاية النهاية بعد أن ساق كلام الحافظ الداني السابق : ووجد بخطه على بعض مؤلفاته .


صنفت ذا العلم أبغي الفوز مجتهدا لكي أكون مع الأبرار والسعدا     في جنة في جوار الله خالقنا
في ظل عيش مقيم دائم أبدا

توفي رحمه الله بمصر في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، انتهى مختصرا من غاية النهاية الجزء الأول ص (470 ، 471) تحت رقم 1967 ، وانظر معرفة القراء الكبار للذهبي الجزء الأول ص (355 ، 356) تحت رقم 282 .

قلت : وهذا العلم من شيوخ شيوخنا ومن رجال إسنادنا كما هو مثبت في أول كتيبنا هذا نفعنا الله بعلمه آمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية