الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: والله جعل لكم مما خلق ظلالا ؛ أي: جعل لكم من الشجر ما تستظلون به؛ وجعل لكم من الجبال أكنانا ؛ واحد الأكنان: "كن"؛ على وزن "حمل"؛ و"أحمال"؛ ولا يجوز أن يكون واحدها "كنان"؛ لأن جمع "الكنان": "أكنة"؛ أي: جعل لكم ما يكنكم؛ وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ؛ كل ما لبسته فهو سربال؛ من قميص؛ أو درع؛ أو جوشن؛ أو غيره؛ قال الله - عز وجل -: سرابيلهم من قطران ؛ وقال: تقيكم الحر ؛ ولم يقل: "تقيكم البرد"؛ لأن ما وقى من الحر؛ وقى من البرد.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 216 ] وقوله: وسرابيل تقيكم بأسكم ؛ أي: جعل لكم دروعا تتقون بها في الحروب من بأس الحديد وغيره .

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ؛ أكثر القراءة: "تسلمون"؛ ويقرأ: "لعلكم تسلمون"؛ أي: "لعلكم إذا لبستم الدروع في الحرب سلمتم من الجراح.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية