الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 228 ] حديث علي : { قام صلى الله عليه وسلم للجنازة حتى توضع ، وقام الناس معه ، ثم قعد بعد ذلك ، وأمرهم بالقعود }. البيهقي من طرق وافق في بعضها هذا السياق ، ولمسلم من حديث علي : قام النبي صلى الله عليه وسلم - يعني في الجنازة - ثم قعد . مختصر ، ورواه ابن حبان بلفظ { كان يأمرنا بالقيام في الجنائز ، ثم جلس بعد ذلك ، وأمرنا بالجلوس }.

وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه والبزار والبيهقي ، من حديث عبادة بن الصامت : { أن يهوديا قال : هكذا نفعل - يعني في القيام للجنازة - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اجلسوا خالفوهم }. وإسناده ضعيف ، قال الترمذي : غريب ، وبشر بن رافع ليس بالقوي . وقال البزار : تفرد به بشر وهو لين ، قال الشافعي حديث علي ناسخ لحديث عامر بن ربيعة ، وأبي سعيد الخدري ، وغيرهما ، واختار ابن عقيل ، والنووي ، أن القعود إنما هو لبيان الجواز ، والقيام باق على استحبابه ، والله أعلم .

( تنبيه ) :

المراد بالوضع : الوضع على الأرض ، ووقع في رواية عبادة المذكورة حتى توضع في اللحد ، يرده ما في حديث البراء الطويل الذي صححه أبو عوانة وغيره : { كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ، فجلس فجلسنا حوله }ووقع في رواية سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة اختلاف ، فقال الثوري عنه : حتى يوضع بالأرض . وقال أبو معاوية عنه : حتى [ ص: 229 ] توضع باللحد . حكاه أبو داود ، ووهم رواية أبي معاوية ، وكذا قال الأثرم .

التالي السابق


الخدمات العلمية