الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 269 ) حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ، ثنا زيد بن المبارك ، ح وحدثنا موسى بن هارون ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، قالا : ثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، ثنا ريحان بن سعيد ، ثنا عباد بن منصور ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " ، فقلت : يا رسول الله وما أبو زرع ، وأم زرع ؟ ، قال : " اجتمعن عشر نسوة فأقسمن ليصدقن عن أزواجهن .

                                                                  فقالت إحداهن : لا أخبر خبره أخشى أن لا أذره .

                                                                  قالت الأخرى : هو العشنق إن أسكت أعلق وإن أنطق أطلق .

                                                                  قالت الأخرى : هو لحم جمل غث على جبل ، لا سمين فيرتقى إليه ولا سهل فينتقل .

                                                                  قالت الأخرى : هو إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف ، ولا يدخل الكف فيخرج البث .

                                                                  قالت الأخرى : هو ليل تهامة لا حر ، ولا قر ، ولا مخافة .

                                                                  [ ص: 172 ] قالت الأخرى : هو إذا دخل فهد ، وإذا خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد . قالت الأخرى : الريح ريح زرنب ، والمس مس أرنب ، وإنما أغلبه والناس يغلب .

                                                                  قالت الأخرى : هو طويل الزناد ، رفيع العماد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .

                                                                  قالت الأخرى : هو مالك وما مالك ؟ له إبل كثيرات المسالك ، قليلات المبارك ، إذا سمعن صوت المزمار أيقن أنهن هوالك .

                                                                  قالت الأخرى : هو أبو زرع وما أبو زرع ؟ صاحب نعم وزرع ، آنسني فآنست من حلي أذني ، ومن شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، فعنده أرقد فأتصبح وأشرب فأتقمح وأقول فلا أقبح ، أخذني من أهل بيت بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق .

                                                                  ابن أبي زرع وما ابن أبي زرع ؟ مرقده كالشطبة ، ويكفيه ذراع القصبة .

                                                                  بنت أبي زرع وما بنت أبي زرع ؟ ملء كسائها وعطف ردائها ، وقرة عين لأبيها وأمها ، وزين لأهلها ، وغير مجاز بها .

                                                                  خادم أبي زرع وما خادم أبي زرع ؟ لا تفشي حديثنا تبثيثا ، ولا تفسد ميرتنا تنقيثا .

                                                                  فخرج من عندي أبو زرع والأوطاب تمخض فرأى امرأة معها ابنان لها كالفهدين يلعبان من تحتها برمانتين ، فنكحها وطلقني ، فنكحت بعده شابا سريا ، فخرج شحيا وأخذ خطيا فساق نعما ثريا ، وأعطاني من كل سائمة زوجا ، وقال ميري أهلك يا أم زرع ، فقلت : لو كان هذا أجمع في وعاء من أوعية أبي زرع لم تمله .

                                                                  [ ص: 173 ] قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله أنت خير لي من أبي زرع لأم زرع .


                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية