الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      شريك : عن عاصم ، عن أبي رزين ، قال : خطبنا الحسن بن علي يوم جمعة ، فقرأ ( إبراهيم ) على المنبر حتى ختمها .

                                                                                      قال أبو جعفر الباقر : كان الحسن والحسين لا يريان أمهات المؤمنين . فقال ابن عباس : إن رؤيتهن حلال لهما .

                                                                                      قلت : الحل متيقن .

                                                                                      ابن عون ، عن محمد : قال الحسن : الطعام أدق من أن نقسم عليه .

                                                                                      وقال قرة : أكلت في بيت ابن سيرين ، فلما رفعت يدي ، قال : قال [ ص: 266 ] الحسن بن علي : إن الطعام أهون من أن يقسم عليه .

                                                                                      روى جعفر بن محمد ، عن أبيه ; أن الحسن والحسين كانا يقبلان جوائز معاوية .

                                                                                      أبو نعيم : حدثنا مسافر الجصاص ، عن رزيق بن سوار ، قال : كان بين الحسن ومروان كلام ، فأغلظ مروان له ، وحسن ساكت ، فامتخط مروان بيمينه ، فقال الحسن : ويحك ! أما علمت أن اليمين للوجه والشمال للفرج ؟ أف لك ! فسكت مروان .

                                                                                      وعن محمد بن إبراهيم التيمي : أن عمر ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر لقرابتهما برسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس قال : اتحد الحسن والحسين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول : هي يا حسن ، خذ يا حسن ، فقالت عائشة : تعين الكبير ؟ قال : إن جبريل يقول : خذ يا حسين .

                                                                                      شيبان : عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ; سمع الحسن يقول : والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم . قالوا : ما هو ؟ قال : تسالمون من سالمت ، وتحاربون من حاربت .

                                                                                      قال علي بن محمد المدائني : عن خلاد بن عبيدة ، عن علي بن [ ص: 267 ] جدعان ، قال : حج الحسن بن علي خمس عشرة حجة ماشيا ، وإن النجائب لتقاد معه ، وخرج من ماله مرتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرات .

                                                                                      الواقدي : حدثنا حاتم بن إسماعيل ; عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : قال علي : ما زال حسن يتزوج ويطلق حتى خشيت أن يكون يورثنا عداوة في القبائل ، يا أهل الكوفة ! لا تزوجوه فإنه مطلاق ، فقال رجل من همدان : والله لنزوجنه ، فما رضي أمسك ، وما كره طلق .

                                                                                      قال المدائني : أحصن الحسن تسعين امرأة .

                                                                                      شريك : عن عاصم عن أبي رزين ، قال : خطبنا الحسن بن علي ، وعليه ثياب سود وعمامة سوداء .

                                                                                      زهير بن معاوية : حدثنا مخول ، عن أبي سعيد أن أبا رافع أتى الحسن بن علي ، وهو يصلي عاقصا رأسه ، فحله فأرسله ، فقال الحسن : ما حملك على هذا ؟ قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا يصلي الرجل عاقصا رأسه .

                                                                                      وروى نحوه ابن جريج ، عن عمران بن موسى ، أخبرني سعيد المقبري ; أن أبا رافع مر بحسن وقد غرز ضفيرته في قفاه ، فحلها ، فالتفت [ ص: 268 ] مغضبا . قال : أقبل على صلاتك ولا تغضب ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ذلك كفل الشيطان " يعني : مقعد الشيطان .

                                                                                      حاتم بن إسماعيل : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ; أن الحسن والحسين كانا يتختمان في اليسار .

                                                                                      الثوري : عن عبد العزيز بن رفيع ، عن قيس مولى خباب : رأيت الحسن يخضب بالسواد .

                                                                                      حجاج بن نصير : حدثنا يمان بن المغيرة ، حدثني مسلم بن أبي مريم ، قال : رأيت الحسن بن علي يخضب بالسواد .

                                                                                      أبو الربيع السمان : عن عبيد الله بن أبي يزيد ، قال : رأيت الحسن بن علي قد خضب بالسواد .

                                                                                      [ ص: 269 ] مجالد : عن الشعبي ، وعن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، وعن غيرهما ، قالوا : بايع أهل العراق الحسن ، وقالوا له : سر إلى هؤلاء ، فسار إلى أهل الشام ، وعلى مقدمته قيس بن سعد في اثني عشر ألفا .

                                                                                      وقال غيره : فنزل المدائن ، وأقبل معاوية ، إذ نادى مناد في عسكر الحسن ، قتل قيس ، فشد الناس على حجرة الحسن ، فانتهبوها ، حتى انتهبوا جواريه ، وسلبوه رداءه ، وطعنه ابن أقيصر بخنجر مسموم في أليته ، فتحول ونزل قصر كسرى ، وقال : عليكم اللعنة ، فلا خير فيكم .

                                                                                      ابن أبي شيبة : حدثنا زيد بن الحباب ، عن حسين بن واقد ، حدثني عبد الله بن بريدة ; أن الحسن دخل على معاوية ، فقال : لأجيزنك بجائزة لم أجز بها أحدا ، فأجازه بأربعمائة ألف ، أو أربعمائة ألف ألف ، فقبلها .

                                                                                      وفي " مجتنى " ابن دريد : قام الحسن بعد موت أبيه ، فقال : والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم ، وإنما كنا نقاتلهم بالسلامة والصبر ، فشيبت السلامة بالعداوة ، والصبر بالجزع ، وكنتم في منتدبكم إلى صفين ; دينكم أمام دنياكم ، فأصبحتم ودنياكم أمام دينكم ، ألا وإنا لكم كما كنا ، ولستم لنا كما كنتم ، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين ; قتيل بصفين تبكون عليه ، وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره ، فأما الباقي فخاذل ، وأما الباكي فثائر . ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة ; فإن أردتم الموت ، رددناه عليه ، وإن أردتم الحياة ، قبلناه . قال : فناداه القوم من كل جانب ; التقية التقية ، فلما أفردوه أمضى الصلح .

                                                                                      يزيد : أخبرنا العوام بن حوشب ، عن هلال بن يساف : سمعت الحسن [ ص: 270 ] يخطب ، ويقول : يا أهل الكوفة ! اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم ، وإنا أضيافكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله فيهم : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال : فما رأيت قط باكيا أكثر من يومئذ .

                                                                                      أبو عوانة : عن حصين بن عبد الرحمن ، عن أبي جميلة ميسرة بن يعقوب : أن الحسن بينما هو يصلي ، إذ وثب عليه رجل ، فطعنه بخنجر . قال حصين : وعمي أدرك ذاك ، فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه ، فمرض منها أشهرا ، فقعد على المنبر ، فقال : اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وأضيافكم الذي قال الله فينا . قال : فما أرى في المسجد إلا من يحن بكاء .

                                                                                      حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا سفيان ، عن أبي موسى ، سمع الحسن يقول : استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب مثل الجبال . فقال عمرو بن العاص : إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها . فقال له معاوية - وكان والله خير الرجلين - : أي عمرو ! إن قتل هؤلاء هؤلاء ، وهؤلاء هؤلاء ، من لي بأمور المسلمين ، من لي بنسائهم ، من لي بضيعتهم ؟ ! فبعث إليهم برجلين من قريش ; عبد الرحمن بن سمرة ، وعبد الله بن عامر بن كريز ، فقال : اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه ، وقولا له واطلبا إليه ، فأتياه . فقال لهما الحسن بن علي : إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال ، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها قالا : فإنا نعرض عليك كذا وكذا ، ونطلب إليك ، ونسألك . قال : فمن لي بهذا ؟ قالا : نحن [ ص: 271 ] لك به . فما سألهما شيئا إلا قالا : نحن لك به ، فصالحه . قال الحسن : ولقد سمعت أبا بكرة يقول : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن ابني هذا سيد . . . وذكر الحديث .

                                                                                      ابن أبي عدي : عن ابن عون ، عن أنس بن سيرين ، قال : قال الحسن بن علي : ما بين جابرس وجابلق رجل جده نبي غيري وغير أخي ، وإني رأيت أن أصلح بين الأمة ، ألا وإنا قد بايعنا معاوية ولا أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين .

                                                                                      قال معمر : جابلق وجابرس المشرق والمغرب .

                                                                                      هشيم : عن مجالد ، عن الشعبي ، أن الحسن خطب ، فقال : إن أكيس الكيس التقى ، وإن أحمق الحمق الفجور . ألا وإن هذه الأمور التي اختلفت فيها أنا ومعاوية ، تركت لمعاوية إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم .

                                                                                      هوذة : عن عوف ، عن محمد ، قال : لما ورد معاوية الكوفة واجتمع عليه الناس ، قال له عمرو بن العاص : إن الحسن مرتفع في الأنفس لقرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنه حديث السن عيي ، فمره فليخطب ، فإنه سيعيى ، فيسقط من أنفس الناس ، فأبى فلم يزالوا به حتى أمره ، فقام على المنبر دون معاوية : فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : لو ابتغيتم بين جابلق [ ص: 272 ] وجابرس رجلا جده نبي غيري وغير أخي لم تجدوه ، وإنا قد أعطينا معاوية بيعتنا ، ورأينا أن حقن الدماء خير وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين وأشار بيده إلى معاوية . فغضب معاوية ، فخطب بعده خطبة عيية فاحشة ، ثم نزل . وقال : ما أردت بقولك : فتنة لكم ومتاع ؟ قال : أردت بها ما أراد الله بها .

                                                                                      القاسم بن الفضل الحداني : عن يوسف بن مازن ، قال : عرض للحسن رجل ، فقال : يا مسود وجوه المؤمنين ! . قال : لا تعذلني ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أريهم يثبون على منبره رجلا رجلا ، فأنزل الله - تعالى - : إنا أنزلناه في ليلة القدر قال : ألف شهر يملكونه بعدي ، يعني : بني أمية .

                                                                                      سمعه منه أبو سلمة التبوذكي وفيه انقطاع .

                                                                                      وعن فضيل بن مرزوق ; قال أتى مالك بن ضمرة الحسن فقال : السلام عليك يا مسخم وجوه المؤمنين ، فقال : لا تقل هذا ، وذكر كلاما يعتذر به - رضي الله عنه - وقال له آخر : يا مذل المؤمنين ! فقال : لا ، ولكن كرهت أن أقتلكم على الملك .

                                                                                      عاصم بن بهدلة ، عن أبي رزين ، قال : خطبنا الحسن بن علي وعليه ثياب سود وعمامة سوداء .

                                                                                      [ ص: 273 ] محمد بن ربيعة الكلابي : عن مستقيم بن عبد الملك قال : رأيت الحسن والحسين شابا ، ولم يخضبا ، ورأيتهما يركبان البراذين بالسروج المنمرة .

                                                                                      جعفر بن محمد : عن أبيه ; أن الحسن والحسين كانا يتختمان في يسارهما ، وفي الخاتم ذكر الله .

                                                                                      وعن قيس مولى خباب ، قال : رأيت الحسن يخضب بالسواد .

                                                                                      شعبة : عن أبي إسحاق ، عن العيزار ; أن الحسن كان يخضب بالسواد .

                                                                                      وعن عبيد الله بن أبي يزيد : رأيت الحسن خضب بالسواد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية