أنا طالبة جامعية أدرس بكلية الألسن، تعرفت على شاب يدرس بكلية الصيدلة، نشأت بيننا صداقة قوية تحولت إلى حب طاهر، أخبرت أمي وأخي بتلك العلاقة حتى لا أشعر بالذنب، وهو كذلك أخبر والده ووالدته وأخواته، وأبي هو الشخص الوحيد الذي لا يعلم، وفضلنا ذلك حتى تحدث خطوة رسمية بيننا.

أرى أن تلك العلاقة لا تشوبها شائبة؛ فنحن لا نتحدث في الحب ولكن حديثنا دائماً عن الدراسة والمستقبل أو الموضوعات العامة، ولا نخرج سوياً.

سؤالي هو: هل تلك العلاقة لا ترضي الله؟ وهل سيبارك الله لنا فيها؟ أرى أننا لا نفعل ما يغضب الله، ولكن أود التأكد أننا على الطريق الصحيح.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وزادك حرصاً على دينك، وسؤالك هذا ينبع عن رغبة صادقة في تحري الحق، والبعد عما يغضب الله عز وجل، وهذا في حد ذاته أمر تؤجرين عليه عند الله عز وجل، ويدل على حرصك وتحريك الحلال.

ما قمت به من إخبار والدتك بما حدث وإطلاعها على كافة الأمر هذا أمر جيد، وأما بخصوص حديثك عن العلاقة البريئة بينك وبين صديقك، وأن الأمر فيها حب طاهر تأملين -إن شاء الله- أن يتم بزواج، وعن حكم الشرع في ذلك، فقبل الجواب أحب أن أطرح عدة أسئلة عليك:
الأول: لماذا لم تخبري والدك بذلك؟
الثاني: هل أمر الزواج مقطوع به، أم يمكن أن ينتهي إلى غير ذلك ولو بنسبة ضئيلة؟
الثالث: لو انتهت العلاقة على غير ما تحبين هل سيكون أمراً سهلاً عليك وعلى نفسيتك؟ وهل سيكون الأمر سهلاً لخاطب آخر أن يتقدم؟
الرابع: هل يقبل الأخ الكريم أن تكون لأخته نفس تلك العلاقة البريئة؟

هذه الأسئلة أختي الكريمة أنا أدعها لك للجواب، لأخبرك أن الإسلام إذ جعل قيوداً فإنما يجعلها للحفاظ على المرأة لا غير، والقول بأن العلاقة بريئة هو قول كل اثنين لهم خلفية دينية أو خلقية، ونحن لا نشكك في قولك ولا نشكك في أخلاقك أو أخلاق زميلك أو حسن نيتكما، لكن ليس معنى كونها من وجهة نظركما طاهرة أنها جائزة شرعاً.

وللعلم يا أختاه فهذا القول عن الحب الطاهر هو قول العرب في الجاهلية؛ فقد كانوا يقولون: (الحب يطيب بالنظر ويفسد بالغمز)، لكن علماء النفس يؤكدون أن الطبع في لحظات الضعف يسرق ويغلب.

لذلك ننصح أختنا بأمرين:
الأمر الأول: الإعلان الشرعي عن هذا الأمر بطريقة واضحة بين الأهل، وأن تتم بذلك الخطبة على أن يتم الزواج لاحقاً.
الأمر الثاني: إن صعب هذا الخيار، إذن فيكون الابتعاد عن الأمر بالكلية، والتقيد مع الأخ بأحكام وضوابط الإسلام التي تحفظ عليك دينك ونفسك، من عدم الخلوة، وعدم الحديث فيما حرم الله.

وأخيراً أسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يصرف عنك كل شر، ونحن في إسلام ويب سعداء بتواصلك معنا ونسأل الله لك التوفيق والسداد.