السؤال
السلام عليكم.
ترددت كثيرا في طرح الاستشارة، ولكني وجدت هنا ما لم أجده عند الغير, فاستعنت بالله في كتابة شكواي.
كنتُ في المرحلة الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية, لا أحصد إلا المراكز الأولى على مستوى الفصل والمدرسة, وبفضل الله حافظت على مستواي إلى أن تخرجت من الثانوية بمعدل تراكمي عالي 96%، بل وحصدت مراكز متقدمة على مستوى المملكة, بعد تخرجي كانت رغبتي، وحلمي هو الطب, فهو حلم الصغر، ولا أرى نفسي إلا فيه, ثم دخلت الجامعة، وشاءت أقدار الله أن لا أقبل إلا في طب الأسنان, فقلت في نفسي جميل طب الأسنان خاصة أن نيتي قبل دخول الطب هو الجراحة, سواء في الطب، أو طب الأسنان, رضيت بما قسمه الله لي -الحمد لله- , وأنا الآن بفضل الله مرتاح في طب وجراحة الفم، والأسنان، وأنوي أنا أتخصص جراحة تجميل الوجه، والفم والفكين بإذن الله.
بدأت بداية جيدة في أول مستوى لي في التخصص، وحصلت على معدل 4.65 - 5 , ولكن سُرعان ما نقص المعدل في المستوى الثاني إلى 3.75-5 , والسبب كان ضغط المواد، وصعوبة الدراسة على طالب مقبل، وجديد على الجامعة, الآن أنا في المستوى الثالث, وعلى مشارف نهاية الاختبارات النهائية, لكن همتي خارت وضعفت قواي, صرت كثير النسيان, كثير البكاء على لا شيء, أنسى المعلومات, والله إني أستغرق ضعف ما يستغرق زملائي، بل وأضاعفه, وأنا بفضل الله متعود على ضغوط الحياة، والدراسة, ليس لدي أدنى مشكلة في أن أذاكر لـ24 ساعة متواصلة، وهذا نادرا ما يحدث، ولكن ليس لدي مشكلة, هم يحصدون درجات أكثر مني بكثير, مع أني أذاكر أضعاف ما يذاكرونه هم.
مشكلتي الآن أعاني من قلق، واكتئاب، وهم، وأحيانا أجدني أبكي بلا سبب, أو أسرح في التفكير, أنسى كل الأشياء التي استغرقت 10 ساعات في مذاكرتها بمجرد أن أغلق المرجع، أو الكتاب, مع أني بفضل الله أقرأ القرآن، ومواظب عليه، وكذلك الصلاة بشكل عام مواظب عليها, وأحب الخير كثيراً لي، ولأحبتي, أنا الآن رئيس دفعتي في الجامعة, وعضو في كثير من الجمعيات، والمستشفيات, وحضرت الكثير من المؤتمرات، وإنسان اجتماعي, ولكن من سنتين تقريباً بدأت معي أعراض الاكتئاب، والهم، والقلق, ومثل ما أسلفت أحيانا أبكي لا شعوريا بسبب أو بدون سبب, وأصبحت ألوم نفسي على كثرة نسياني لأشيائي، ومعلوماتي, تنتابني حالة من القلق، وأصاب بأمراض عدة قبل دخولي للاختبار, أصبحت لا مُبالي، وقطعت الأمل في رفع معدلي, إلا أني الآن بفضل الله أصبحت أتأمل كثيرا في الله, وأجتهد كي أرجع لعادتي، فإن رُفع المعدل فهو خيرُ، وبركة، وإن لم يحصل فقد اجتهدت.
ولكني والله تعبت كثيراً من وضعي، وأعاني كثيراً من حالة الاكتئاب والقلق والهم, والبكاء على لا شيء, وفي أحيان كثيرة أحزن على لا شيء، وألوم نفسي فوق اللازم وأؤنبها، وأحرمها من أشياء.
سمعت بدواء فافرين، فهل هو جيد لمثل حالتي؟ وبماذا تنصحني؟ وما العلاج المناسب لي؟
وفقنا الله وإياكم، دعواتكم لي فأنا ذاهب الآن إلى اختباري في الجامعة.