السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أستفسر عن موضوع عانيت منه الكثير، وهو أني أحب فتاة لأتزوجها وهي كذلك تحبني، لكن أباها رافض زواجنا لأسباب عنصرية فقط، وتفرقة بين القبائل!
ما حكم الشرع في دلك؟
ولكم جزيل الشكر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أستفسر عن موضوع عانيت منه الكثير، وهو أني أحب فتاة لأتزوجها وهي كذلك تحبني، لكن أباها رافض زواجنا لأسباب عنصرية فقط، وتفرقة بين القبائل!
ما حكم الشرع في دلك؟
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zourgani حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه. وأشكر لك حقيقة الاهتمام والسؤال، وكم تمنينا أن تستفسروا عن مثل هذه الموضوعات في البداية قبل أن تتعمق هذه المشاعر، لأننا دائمًا نتمنى من الشاب إذا وجد في نفسه ميلاً للفتاة أو رغبة في خطبتها أن يبدأ المشوار، أن يبدأ الخطوات ويحصل الخبر لأهل الفتاة وأهل الفتى، وأن يحسنوا التواصل، فإذا حصل التوافق والموافقة، بعد ذلك تمضي مثل هذه العلاقة.
أما إذا لم يحصل ذلك ففي البداية يكون أمر التوقف سهل، لكن أن تستمر العلاقة وتتوسع هذه العلاقة ثم بعد ذلك يصدمون برفض أهل الفتاة أو برفض أهل الفتى، فإن هذا من الإشكالات الكبيرة، وأيضًا هذه العلاقة ليس لها غطاء شرعي، وليس لها ما يبررها من الناحية الشرعية.
نحن طبعًا نرفض ما صدر من أهل الفتاة من مسألة القبائل والعنصرية وهذه المسائل، لأن الإسلام يعتبر بالدين، إذا وجد الدين والأخلاق فهذا هو الشيء المطلوب بطريقة رئيسية التي أوصى بها النبي – عليه صلوات الله وسلامه – والإنسان لا يرتفع بقبيلته، وإنما يرتفع بدينه، لقد رفع سلمان الفارسي ووضع المشرك أبا لهب.
إذا كان الإنسان من أشرف القبائل ولكنه عاصٍ لله - ولكنه فاسق - لا خير فيه ولا يجوز للمسلم أن يعطيه ابنته، وإلا فقد قطع رحمها، فالعبرة إذن من الناحية الشرعية ليس بقبيلة الإنسان وليس بمال الإنسان، وليس بما يملك من عقار، ولكن لابد من ملاحظة الدين في كل الأحوال، وحتى يرتفع هذا الجهل وهذه المفاهيم الخاطئة عن مجتمعاتنا لابد أن نحرص على أن نمشي بخطوات صحيحة حتى لا نتيح مثل هذه الفرص للجهلة، وحتى أيضًا لا نورط أنفسنا بعلاقات لم تبدأ بطريقة صحيحة.
كم تمنينا أن يدرك كل إنسان وكل شاب أن الحب الحقيقي وأن المودة الحقيقية إنما تبدأ بالرباط الشرعي، فأول الخطوات هو أن يطرق الإنسان باب الفتاة، لأن الإسلام لا يعترف بأي علاقة في الخفاء، ولا يعترف بأي علاقة لا توصل إلى الزواج، ولا يعترف بأي علاقة ليس لها غطاء شرعي، لذلك شرع الإسلام الخطبة، والخطبة تبدأ بأن يتقدم الشاب إلى أهل الفتاة، فإذا وجد منهم الضوء الأخضر – كما يقولون – ووجد منهم الموافقة، جاء بأهله، حصل التوافق، بعد ذلك يطلب النظرة الشرعية، بعد ذلك لا مانع من أن يتواصل ويستفهم ويتعرف، وهم يتعرفون عليه، لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة فقط، ولكن هو بين أسرة وأسرة، بل أحيانًا بين قبيلة وقبيلة، لذلك الإسلام يهتم بهذه العلاقات.
ونحن لا ننصح أي شاب يجد مثل هذا الرفض من أهل الفتاة أن يستمر في العلاقة، لأن الفتاة ستكون بين خيارات صعبة جدًّا، إما أن تقبل بأهلها وإما أن تقبل بهذا الشاب.
لذلك أرجو أن تجتهدوا في تصحيح الصورة، ولا مانع من أن تدخلوا جهات، تأتي بعلماء ودعاة ممن يستطيع أن يؤثر على أهل الفتاة، فإن نجحت في ذلك فبها ونعمت، وإن كانت الأخرى فالنساء غيرها كثير.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك ولها الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونكرر شكرنا على هذا التواصل، ونكرر بياننا بأن الشرع لا يقبل هذه المفاهيم المغلوطة، لكننا الآن نتكلم عن واقع حاصل، نسأل الله أن يرفع الجهل عن أمة النبي - صلى الله عليه وسلم – ونعتقد هذه مسؤولية الشباب المتعلم من أمثالك، والفتيات المتعلمات، ودور أيضًا الدعاة والقائمين على أمر هذه الأمة، حتى نضع الأمور في نصابها والوضع الصحيح، فإن بلالاً وصهيبًا وسلمانًا ذهبوا إلى بعض بيوت العرب فقالوا لهم: (كنا ضالين فهدانا الله، وكنا مملوكين فأعتقنا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فسبحان الله) حتى قالوا بلالاً: لماذا لم تذكر جهادك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: (صدقنا فزوجنا الصدق) وعبد الرحمن بن عوف زوج أخته لبلال رضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم.
إن دين الإسلام أزال هذه المفاهيم الجاهلية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا في هذ الدين، وأن يلهمنا رُشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، هو ولي ذلك والقادر عليه.