السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله وأطال أعماركم على الخير.
أنا شاب متزوج، وبعمر 32 سنة، لدي ابن واحد، موظف وتاجر، وحالتي المادية والعائلية مستقرة ولله الحمد والمنة.
عصفت بي منذ 7 أشهر نوبة اكتئاب عظيمة لم تمر علي في حياتي كلها، ولم أعهد من نفسي في السابق حالًا مشابهًا لما انتابني منها، وقد كان نزولها عليّ مفاجئًا للغاية، حتى ضاقت علي الأرض بما رحبت، وضاقت علي نفسي، ومررت بأيام عصيبة للغاية حببتني بالموت، حتى عزمت أمري وذهبت إلى الدكتور النفسي في المستشفى الحكومي في مدينتي على الصعوبة الاجتماعية الكبيرة للغاية (نظرًا لمكانة والدي في مدينتي، وأنني أكبر أولاده، ولنظرة الناس في المجتمع لمن يزور هذه الأقسام)، وبعد الفحوصات والجلسات أخبرني بأنني أعاني من اكتئاب حاد ناتج عن رهاب اجتماعي وأمور أخرى منذ سنوات الطفولة، وأن ما حصل معي هو تطور منطقي نتيجة الإهمال التام لعلاج هذا الأمر، ووصف لي في البداية علاج فيكسال إكس آر (150 ملجم) مع نصف حبّة (ريدون) في اليوم، ثم مضيت عليه ولم يتغير شيء، مع اضطرابات شديدة في النوم وكوابيس، فبدّل لي العلاج إلى سبراليكس (10 ملجم) حبة في النهار وحبة في الليل مع نصف حبة ريدون مع حبّة الليل تلك.
قد مضى على استخدامها أربعة أشهر منذ، ولم أر أنها قد أثرت علي مطلقًا إلا ما كان في أول شهر، حيث تجاوزت تلك الحالة العصيبة التي ألمت بي بداية الأمر وجعلتني أتمنى الموت، لكني مع ذلك لا زلت مكتئبًا غاية الاكتئاب.
للعلم أني لم أكن خلال المدة الماضية جالسًا أندب حظي، بل نهضت في محاولات جادة للغاية، ودفعت نفسي في شأني كله، من علاقتي بالله، ورقيتي لنفسي بالقرآن، ومن خلال الرياضة في الأماكن الفسيحة، ومن خلال تمارين الاسترخاء، وتطوير هوايتي في القراءة وإلزام نفسي بها، وكذلك الرسم، وتجربة هواية جديدة، ولكن أبدأ وأتحمس وأتجاهل انقباض نفسي واكتئابها مع وجوده، وألح على نفسي بالمعاني الإيجابية، ولا أنكر أن حزني يقل، لكن لا ألبث حتى أسقط تمامًا بعد أسبوع أو أقلّ منهكًا ومستسلمًا للاكتئاب، وتنهار كل ذرة في جسدي، وهذه حالي منذ أربعة أشهر، وأعيش منذ لحظة استيقاظي وحتى منامي وأثناء القيام بواجبات عملي وعلاقاتي روتينًا مملًا كئيبًا لا أجد له طعمًا في نفسي، وقد غارت كل مياه الحياة والجمال ولم يعد لها معنى، وبتّ أخاف من المبادرة والمجاهدة خشية السقوط مرة أخرى؛ لأنني أعود أكثر كآبة مرة بعد مرة.
أسفي أنه خلال هذه الأشهر الماضية تحققت لي الكثير من أمنيات مرحلة الشباب، وتيسرت لي، لكنها مرت علي مرورًا جافًا ولم أحفل بحصولها كثيرًا، فما ألمّ بي من كآبة شغلني عن كل شيء، فهل أستمر على الوصفة التي ذكرها لي الدكتور، أم أنّ هناك ما هو أكثر فائدة لحالتي؟