الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الوسواس القهري وكثرة التفكير، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا مريض بالوسواس القهري، عندي كثرة تفكير وشك بكل شيء، وعندي وساوس موت وقلق من أي شيء يحدث حولي، وأفكر بأشخاص لا يعنون لي أي شيء.

أخذت علاج (سيرترالين وسيركويل) قبل سنة، والآن عادت لي نفس الأعراض، وعند النوم أعاني من كثرة التفكير.

ما هو العلاج المناسب؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أخي، الذي تصفه من كثرة في التفكير والشك ووساوس حول الموت، والقلق، هذا لا نعتبره وسواساً قهرياً، بمعناه المفهوم، أنت تعبر عن كونك تعاني من قلق، وكثرة تفكير ناشئ من القلق، والشكوك قد تكون وسواسية، لكنها أيضاً قد تكون شكوكاً ظنانية مرضية، وساوس الموت والقلق هذه مخاوف مرضية ومخاوف حول الموت، فربما يكون التشخيص الأنسب في حالتك هو قلق المخاوف الوسواسي، وهنالك قلق، هنالك مخاوف، وهنالك شيء من الوسواس قد يكون.

راجع الطبيب -أخي- لتأكيد الشخيص، وبالمناسبة كثير من الناس يختلط عليهم أمر الوساوس القهرية، الوساوس القهرية لها ضوابط تشخيصية معروفة، مثلاً إذا تحدثنا عن الأفكار الوسواسية القهرية تكون في صورة أن الإنسان تتسلط عليه فكرة تكون سخيفة جداً، يحاول الإنسان دفعها ورفضها، لكنها تتسلط عليه وتكون مؤلمة جداً له، والوساوس الفكرية معروفة تكون على هذا النسق، أما الوساوس الفعلية أو العملية أو الوساوس الطقوسية، هذا أيضاً لها باب ولها تصنيفات.

مثلاً الشخص الذي يحاول التأكد دائماً من أن الباب مغلق وبعد أن يخرج ثم يأتي مرة أخرى ويتأكد أن الباب مغلق عدة مرات، هذا قد يحدث، مثلاً السيدة التي تتأكد من أنبوبة الغاز أنها مغلقة أكثر من مرة، وتكون مشغولة دائماً بهذا الأمر هذه وساوس أفعال، وتوجد عدة أنواع من الوساوس، وفي بعض الأحيان الذين يأتيهم حديث النفس، وأحلام اليقظة، وربما سماع الأصوات والأمراض والأفكار الضلالية والوهامية، قد يعتبرونها وساوس، هذه ليست وساوس، هذه تنتمي لتشخيصات أخرى، فنحن دائماً ندعو الناس ليقابلوا الأطباء لكي يحدد التشخيص على وجه الدقة، وبعد ذلك توضع الخطة العلاجية الصحيحة.

أنت فيما مضى ذكرت أنك قمت بالعلاج عن طريق السيرترالين والسيركويل، السيرترالين دواء جيد جداً لعلاج القلق، لعلاج الاكتئاب، لعلاج المخاوف ولعلاج الوساوس، والسيركويل أيضاً يعالج القلق خاصة حين يعطى بجرعات صغيرة، وهو يحسن النوم كثيراً.

أرى أن تذهب إلى الطبيب ليتم التأكد من تشخيص حالتك، ومن قال لك هذه وساوس قهرية، وأعطاك السيرترالين مرة أخرى فهو دواء ممتاز جداً، ولكن في ذات الوقت يجب أن تدرب نفسك على كيفية الاسترخاء، وذلك من خلال تعلم تمارين الاسترخاء (2136015)، تعرف كيف تتخلص من الأفكار السلبية، وتدخل على نفسك المشاعر الإيجابية، وتجعل نمط حياتك نمطاً إيجابياً وجميلاً، تتجنب الفراغ، تشغل نفسك بما هو مفيد، تمارس الرياضة، تتجنب السهر، تكون شخصاً ذا علاقات اجتماعية طيبة وإيجابية، وتحرص على واجباتك الأسرية، وواجباتك الاجتماعية وواجباتك الدينية، وتطور نفسك في عملك، هذه -يا أخي- كلها تقلص فرص هيمنة وسيطرة القلق والمخاوف والوساوس على الإنسان، وقطعاً تحسن مزاج الإنسان كثيراً.

أنت ذكرت أن أعراضك تكثر عند النوم، هذا أمر طبيعي لدى بعض الناس القلقين، لذا نحن نقول للناس: اذهبوا إلى الفراش، وأنتم في حالة استرخاء، في حالة تفكير إيجابي، والحرص على قراءة أذكار النوم، وسورة الملك مثلاً، هذا يجعل الإنسان في حالة من السكينة والراحة والوئام النفسي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً